كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تفاصيل محضر اجتماع تم تصنيفه كمواد سرية للغاية، ويجري كشفه للمرة الأولى، حيث قالت فيه إن "تنظيما سريا إسرائيليا متطرفا نفذ عمليات إرهابية، بحماية من أجهزة الدولة، عبر تفخيخ ثلاث سيارات لرؤساء بلديات في ​الضفة الغربية​، في 2 حزيران 1980، ما أسفر عن إصابة رئيس بلدية ​نابلس​ حينها، بسام الشكعة، ورئيس بلدية ​رام الله​ كريم خلف، بجروح بالغة، في حين أجريت عملية تفكيك للعبوة التي زرعت في السيارة الثالثة، لكنها تسببت في فقدان خبير متفجرات إسرائيلي بصره".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في اليوم التالي، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها مناحيم بيغن، اجتماعا مع كبار المسؤولين في الجهاز الأمني، وكان بينهم رئيس الأركان رفائيل إيتان، منسق أعمال الحكومة في المناطق، والجنرال داني ماط، ورئيس جهاز "​الشاباك​" أبراهام أحيطوف". ووفق الصحيفة فإن "محضر الاجتماع كشف عن تخبط الجهاز الأمني بشأن كيفية التعامل مع عمليات التنظيم السرى الإسرائيلي".

ولفتت "هآرتس" إلى أن "رئيس الشاباك، أحيطوف رفض تقديم إحاطة للحضور خلال الاجتماع السري، بسبب الخوف من التسريبات"، مضيفة أنه "اقترح قبل ذلك فرض الاعتقال الإداري على مواطنين إسرائيليين، وردا على ذلك وبخه رئيس الحكومة بيغن وقال له: هذه الإمكانية ليست مطروحة". وقال بيغن: "ليس من المستبعد أن تكون الجرائم التي وقعت (2 حزيران 1980) ارتكبها يهود، لكننا لن نعتقل الناس عبثا". ومضى بقوله: "عندما وافقت على الاعتقال الإداري (في الحالات السابقة) لم أكن مثل الأمس وأمس الأول، وبالنسبة لي كمواطن هذه الأمور صعبة للغاية (اعتقال من قام بعملية التفجير من اليهود)".

وخاطب بيغن المجتمعين: "يجب عدم اعتقال أي شخص، هذه هي أوامري ويجب التحلي بالصبر، وإذا تبين أنهم يهود، فسيتم مقاضاتهم حسب القانون".

وأشارت التقديرات الإسرائيلية، التي جرى نقاشها في الاجتماع، إلى ترجيح رؤساء الجهاز الأمني إمكانية اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية بعد حادثة التفجيرات، وقال أبراهام: "ما حدث قد حدث والظروف مزعجة للغاية، والسؤال: كيف نطور السياسة في المستقبل القريب؟".