لفت عضو "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" النائب ​أكرم شهيب​، إلى أنّ "ما أقساها ذكرى وما أجداها مناسبة تجمعنا بأحباء وأصدقاء ورفاق لطالما جمعتنا معهم المناسبات الوطنية الحقة، من أجل الجبل ومن أجل لبنان. 16 آذار تاريخ يذكّرنا بالطغاة ومحاولتهم لإلغاء مفهوم بناء الدولة الحديثة الّتي سعى ​كمال جنبلاط​ حتّى استشهاده لبنائها".

وأشار شهيب، في كلمة له خلال إحياء وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي، الذكرى الحادية والأربعين لاغتيال كمال جنبلاط، إلى أنّ "ما اشبه البارحة باليوم، حيث يطلّ علينا متعمشقون جدد على سلم ال​سياسة​، وفي ذهنيتهم وأفعالهم محاولة ضرب المفهوم نفسه لبناء الدولة الّتي حلم بها كمال جنبلاط وما زلنا نسعى لتحقيقها، وعمادها حرية الرأي، عدالة التمثيل، قانون ​انتخابات​ عصري وعادل، نسبية حقيقية غير مقنعة بخنجر مسموم بالمذهبية والطائفية"، منوّهاً إلى أنّ "هكذا حلم كمال جنبلاط بالإنتقال من دولة الدكان على شاطئ البحر، والكلام للمعلم، إلى دولة المواطن والمواطنية غير المرتهنة إلى أي قوة خارجية مهما علا شأن هذه القوة".

وركّز على أنّ "كمال جنبلاط الفيلسوف والمفكّر والإنسان قبل السياسة، تنوعّت اهتماماته لتطال كلّ ما يعنى بارتقاء الإنسان في كتاباته الراسخة في أدب الحياة الى مشاريعه لتطوير وترسيخ ​البيئة​ النظيفة الّتي ينعم بها كل اللبنانيين. ومن هنا، فإنّ مشاريع معامل الموت الّتي وقفنا لمنع إمرارها، سنقف وسنستمرّ بالوقوف لمنع إمرارها بشتّى الوسائل المتاحة"، مشدّداً على أنّ "كمال جنبلاط ناضل بالفكر والكلمة والموقف، هكذا علمنا وهكذا سنكون. فنحن أهل الجرد لن نقبل لا فتوش ولا برازق أن يلوي ذراع هذا الجبل، لأنّنا أصحاب حقّ وأصحاب منطق، ولن نقبل أن يفرض علينا رأي أو مشروع من خارج ارادتنا وحقّنا، فما رُفض بزحلة لن يمرّ ب​عين دارة​".

ونوّه شهيب، إلى أنّ "من 16 آذار نعود إلى 6 آيار، وهنا المصارحة واجب في هذه المناسبة، وعلى الجميع أن يدرك بأنّ هذا الّذي يُسمّى قانوناً نسبيّاً كان على وشك أن يصادر ويحكم صوتكم، صوت الناس تفضيليّاً كل إلى مذهبه، لكنّنا أبناء كمال جنبلاط ومدرسة كمال جنبلاط استطعنا أن نخرجكم من هذه القوقعة المذهبية إلى رحاب الوطن، وأصبح صوتكم صوتاً وطنيّاً"، مشيراً إلى "أنّنا تمسّكنا بعدم حصر الصوت التفضيلي بالمذهب، فأطحنا بالقانون المُسمّى زوراً بالأرثوذكسي والأرثوذكس براء منه. وراود كثر من خلال هذا القانون حلم محاصرة ​المختارة​"، مشدّداً على أنّ "من أراد محاصرة المختارة هو محاصر متعثّر اليوم، وبعد أن تدلّل من تدلّل واشترط من اشترط، نجحنا بالتحالف مع من يشبهنا في الحرية والسيادة والتنوع والشراكة، وتأكيد المؤكد - ​مصالحة الجبل​".

وأوضح أنّه "أمّا وقد أصبح صوتكم كما العادة صوتاً وطنيّاً جامعاً مدويّاً، فلنؤكّد معاً على المصالحة التاريخية والشراكة ووحدة الجبل في صناديق الإقتراع في 6 آيار، وننتخب من هو قادر على إيلاء الإهتمام اللازم لكلّ القضايا المحقّة الّتي تجمعنا من كهرباء وماء وبيئة نظيفة وفرص عمل ولا مركزية إدارية وطبابة ونأي بالنفس وتعليم وغيرها"، مؤكّداً أنّ "وحدة الجبل من وحدة لائحة المصالحة والشراكة الّتي يجسّدها "​اللقاء الديمقراطي​" وحلفائه "​القوات اللبنانية​" و"​تيار المستقبل​"، علماً أنّنا حاورنا الجميع وانفتحنا على جميع القوى السياسية في الجبل حفاظاً على العيش الواحد".