تساءل عضو "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" النائب ​غازي العريضي​، "كيف يموت رجل كان عظيماً بين العظماء وحكيماً بين الحكماء وعليماً بين العلماء والأعقل بين العقلاء؟ مثل هذا الرجل لا يموت، ​كمال جنبلاط​ في كلّ شخص فيكم وفي كلّ وليد منكم آت إلى الحياة. هذا الرجل الكبير هو ال​لبنان​ي الوطني الأصيل، هو العربي الأصيل، اللبناني الّذي أراد أن يكون وطناً لكلّ أبنائه تسود فيه العدالة والمساواة، والعربي الّذي كان يقول دائماً إنّ عدونا الوحيد هو ​إسرائيل​"، لافتاً إلى "أنّنا نريد أن نعيش عالماً عربيّاً حرّاً، نعيش فيه ​العروبة​ والديمقراطية الحقيقية، من هذا الموقع كان معلّمنا وقائدنا وملهم مسيرتنا، شهيد ​فلسطين​ الحبيبة بكلّ ما تعني هذه القضية من معان".

وأشار العريضي، في كلمته خلال لقاء سياسي نظّمته وكالة داخلية الغرب في "الحزب التقدمي"، لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لاغتيال كمال جنبلاط، إلى أنّ "الّذين قتلوا معلّمنا توهّموا انّهم بذلك يحفظون حكماً أو نظاماً ويستمرّون بلغة القتل والإعدام والتصفية الجسدية، ها هم بحكم الدور والتربية والذهنية ينزلقون إلى خيارات أمنية يقتلون فيها شعبهم"، مبيّناً أنّ "​الشعب السوري​ البطل الّذي له الحقّ في البحث عن الحرية والكرامة، يتعرّض لإبادات جماعية، يهجّر يعذّب ويهان، حتّى قال كثيرون إنّها مأساة العصر الّتي لم نشهد لها مثيلاً في الحروب العالمية السابقة"، متسائلاً "هل يجوز أن تبقى ​سوريا​ على ما هي عليه، وأن يبقى ما يُسمّى هذا المجتمع الدولي صامتاً ساكتا في إطار زنار النار، يفتح البازار الكبير حول سوريا وتتمّ الصفقات والإتفاقات بين القوى المتناقضة الدولية والإقليمية على حساب شعب سوريا المعذب؟".

وشدّد على أنّ "هذا أمر لا يجوز ومهما طال الزمن سيكون لشعب سوريا أيضاً حريته. من هنا التحية لهذا الشعب السوري المناضل من الحزب الّذي اتّخذ الموقف الصائب والحكيم منذ بداية تلك الثورة ومنذ بداية محاولات إجهاضها باللغة الأمنية والقتل"، مؤكّداً "أنّنا كنّا دائماً في الجهة الصحيحة من التاريخ، وهذا فخر كبير وتكريم كبير لنا من التاريخ ذاته، يحقّ لكم أنتم في هذه المدرسة أن تفرحوا وتعتزوا وتفخروا بنضالكم وعطائكم ومواقفكم وتضحياتكم وأمانتكم وثبات التزامكم بمسيرتكم".

ونوّه العريضي، إلى "أنّنا قوم كتب علينا أن نحمل الآمال الكبرى لننتصر لها وبها ومعها، وأن نحمل الآلام الكبرى لنعتبر منها ونصبر معها وعليها، ولكنّنا لا ننكسر. نحن شعب لا ينكسر مهما واجهته متاعب وصعاب، نحن اليوم في هذه المرحلة الدقيقة الصعبة الّتي نعيشها ونكمل فيها على انتخابات نيابية موعودة، أتمنّى من البداية أن تسمعوا نداء رئيس الحزب"، مركّزاً على أنّ "هذه ​الإنتخابات النيابية​ فرصة ليعبّر الناس فيها عن خياراتهم، هي فرصة لتنافس ديمقراطي ولاختيار من يمثّلنا. لكلّ منّا الحقّ في ممارسة خياره وعلى كلّ منّا نحن أوّلاً واجب حماية حقّ الآخر".

ولفت إلى "أنّنا أبناء وطن واحد ومنطقة واحدة وقرى واحدة نتنافس بهدوء، بحرية ديمقراطية، بكرامة بأخلاق. 6 أيار تنتهي الإنتخابات لكن لا تتوقّف الحياة ولا تنتهي العلاقات بين بعضنا البعض، والحوارات والنقاشات وما يجمعنا سيبقى أكبر بكثير ممّا نختلف عليه في ال​سياسة​"، مشيراً إلى "أنّنا مؤتمنون على وحدتنا واستقرارنا وتنوّعنا وحريتنا وديمقراطيتنا وعلى الشراكة مع بعضنا البعض، وعلى المصالحة الّتي أنجزت في الجبل".

وركّز العريضي، على أنّ "اليوم ونحن نقبل على هذه الإنتخابات، وبعد هذه السنوات من اغتيال المعلم الّذي كان أوّل من طرح فكرة النسبية كخيار لقانون إنتخابي عصري لإخراج لبنان من التخبّط والفوضى والتناقض ولإفساح المجال أمام كلّ الناس في التعبير عن رأيهم، وفي الوصول إلى مركز القرار في البلد. لكنّ ما طرحه كمال جنبلاط في ذلك الوقت وتطوّر مع الأيام يصبح برنامجاً للتحالف الوطني الكبير الأنموذج والتجربة الفريدة الإستثنائية في ​تاريخ لبنان​، عنيت الحركة الوطنية اللبنانية في أكثر المراحل إشراقاً في حياتنا السياسية، أصبح البرنامج الوطني للإصلاح السياسي أساسه النسبية، لكنّه برنامج متكامل"، لافتاً إلى أنّ "الّذين قتلوا كمال جنبلاط أرادوا ضرب هذا البرنامج وضرب التنوع والحرية والديمقراطية، أرادوا تعميم الفوضى والطائفية، حتّى باتت الأوضاع اليوم أصعب وأصعب على كلّ المستويات في نظرتنا إلى كلّ قضايانا على مدى عقود من الزمن، بعد هذه السياسة الخبيثة الّتي اعتمدت يوم أطلقت رصاصات الغدر على كمال جنبلاط".

وأكّد "أنّنا حزب الحريات، لا يمكن أن نقبل ما يجري اليوم في لبنان، لأنّه أمر معيب بحق هذا الوطن، هذا الكيان وأسسه، بحقّ التنوّع والميزة والنكهة الأساسية في لبنان في هذه المنطقة، أعني ​حرية التعبير​ والتفكير والمعتقد. معيب ما يجري من استهداف لإعلاميين وصحافيين وأصحاب رأي لأنّهم قالوا كلاماً يزعج مسؤولاً في هذا الموقع أو آخر في موقع ثان"، مشدّداً على "أنّنا لا يمكن أن نقبل تقييداً للحرية أو للإعلام، أو استهدافاً لأي صحافي أو إعلامي، مهما اختلفنا في الرأي ومهما هاجمتنا وسائل إعلام في إطار القانون، يجب أن تحترم الحريات وتصان وأن تطبق القوانين على الجميع بدون استنساب أو محاولات تصفية حساب".

وبيّن العريضي "أنّنا ناقشنا كلّ القوى والأحزاب، حاولنا بكلّ أمانة أن نصل إلى اتفاقات"، كاشفاً أنّه "سوف تعلن لائحتنا خلال الأيام القليلة المقبلة الّتي تضمّ عدداً من المرشحين من كلّ الإتجاهات على مستوى منطقتي ​الشوف​ - ​عاليه​، وهكذا سندخل إلى الإنتخابات، عندما نقول لا نخشى الحصار ومحاولات التضييق وقد مررنا بتجارب كثيرة وتجاوزناها، رهاننا الأوّل هو الاساس هو عليكم أنتم، أنتم الملتزمون المؤتمنون".، مشدّداً على "أنّنا نحن للسياسة نحن للتحدي وللمعركة الإنتخابية الحرة الديمقراطية، ندخل إليها بإرادة قوية وعزيزة وصلابة وقناعة وثقة بقيادتنا وقراراتنا ومواقفنا وتاريخنا وسجلاتنا ومعاركنا الإنتخابية والسياسية، هذا هو حزبنا، وهذه هي قواعدنا الّتي ينتظرها استحقاق السادس من أيار".