لا تستبعد بعض الاوساط لصحيفة الديار حصول مفاجآت في الساعات القادمة ، رغم غياب مسؤولي ​حزب الله​ عن السمع، ازاء المقررات التي على القرارات الدولية وفي مقدمها الـ1701 والـ1559 والمواقف ال​لبنان​ية الرئاسية من ​الاستراتيجية الدفاعية​، رغم اشارة مصادر في الثامن من آذار الى ان موقف ​حارة حريك​ من مسألة الاستراتيجية الدفاعية واضح، وسبق للحزب ان قدم طرحه خلال النقاشات على طاولة الحوار،او من خلال مقربين منه في اللجنة الـتي شكـلها رئيس الجمهورية السابق العماد ميشـال سليـمان في هذا الخصوص، معتبرة ان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ يعرف جيدا موقف الحزب الذي يثق فـي خيـارته القومية والوطنية، داعية الى انتظار جلـسة مجـلس الوزراء يوم الثلاثاء حيث ينتظر ان يضع رئيس ​الحكومة​ الوزراء في اجواء ما طرحه وكذلك الاتصالات الجانبية التي عقدها، كما يعتقد ان وزيري الدفاع والداخلي سيقدمان تقريرا مفصلا، على ان يبنى بعدها على الشيىء مقتضاه.

وتابعت الاوساط ان كلام رئيس الحكومة المنسق مع ​بعبدا​ ووزير الخارجية، يؤشر بوضوح الى وجود قرار داخـلي كبـير بدفع خارجي بالمضي قدما في اتجاه "ربط نزاع" بين ​الدولة اللبنانية​ وحزب الله في الفترة المقبلة ، خصوصا ان كل المعطيات الدولية منها والاقليمية تؤشر الى تبدّل سيطرأ على السياسات التي كانت تقارب بها الدولُ الكبرى ملف طهران وحلفائها، اولا، اميركيا، التي سيطبعها وجه اكثر تشددا، دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وثانيا اوروبيا وعربيا حيث من الواضح ان المملكة العربية السعودية عازمة على مواجهة الجمهورية الاسلامية حتى النهاية.

ازاء هذا المشهد، ترى مصادر ديبلوماسية ان "الاستنفار" السياسي سيكون العنوان لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، حيث يمكن وضع اصرار حزب الله على الخروج منتصرا من المعركة الانتخابية في ايار المقبل، في هذه الخانة، وهو ما عبر عنه صراحة نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، المكلف ادارة المعركة الانتخابية بكل تفاصيلها، حيث يبدو خيار انتزاع غالبية نيابية، خط الدفاع الاول للحزب عن نفسه، واستعدادا لمواجهة المرحلة المقبلة لمحاصرته، حيث ذهب الامين العام للحزب ​السيد حسن نصر الله​ الى اعتبار «من لا يصوت للمقاومة ونهجها خائنا وعميلا» في اطار التجييش الانتخابي، ومن خلفه الرد غير المباشر على مقررات ​مؤتمر روما​ 2.

وفي السياق، ينقل زوار الرئيس عون اصراره على بحث الاستراتيجية الدفاعية مباشرة بعد الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي، والتي ستتضمن الى العناوين التي تم تناولها في الاجتماعات السابقة، بعض المقتضيات التي تمليها الظروف المحلية والاقليمية، في ضوء الواقع الامني المحيط بلبنان. وسألت الاوساط ان "هل استعجلت بعبدا في طرحها؟ ام هي مناورة تكتية وضربة معلم للعهد لاحباط افشال المؤتمر؟" اما الاكيد ان ما بعد السادس من ايار لن يكون كما قبله، مع انطلاق حكومة العهد الاولى التي ينتظر رئيس الجمهورية ان تحدث كل الفرق.