حتى الساعة، لا تزال القوى المعارضة لتحالف "​حزب الله​"، "​حركة أمل​" و"​الحزب السوري القومي الإجتماعي​" في دائرة الجنوب الثالثة (​النبطية​- ​بنت جبيل​- مرجعيون وحاصبيا) تعاني من الخلافات التي تعيق ولادة لائحة موحدة قادرة على مواجهة لائحة التحالف، في حين كان المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد أول من أعلن عن لائحة غير مكتملة تضم 8 مرشحين، إلا أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة على هذا الصعيد.

في هذا السياق، تتداول بعض الأوساط معلومات عن تقدم المفاوضات القائمة بين الأسعد ومجموعة "شبعنا حكي"، التي تتواصل أيضاً مع حزبي "​الكتائب​" و"​القوات اللبنانية​"، من أجل تشكيل لائحة موحدة من المفترض أن تضم كل من: رامي عليق، أحمد اسماعيل، وأحمد الأسعد عن المقاعد الشيعية في النبطية، عماد قميحة وعبير رمضان عن المقعدين الشيعيين في مرجعيون حاصبيا، بالإضافة إلى عدنان الخطيب وأكرم قيس وفؤاد سلامة عن المقاعد السنية والدرزية والأرثوذكسية في الدائرة الصغرى نفسها، وريما حميد وعلي الأمين عن المقاعد الشيعية في بنت جبيل، بينما لا يزال البحث قائماً عن اسم المرشح عن المقعد الشيعي الثالث في بنت جبيل، إلا أن مصادر مطلعة في "شبعنا حكي" تؤكد، عبر "النشرة"، أنها حتى الساعة لم تقطع الأمل بتشكيل لائحة موحدة تجمع كل قوى الإعتراض، لكنها تشير إلى أن المطلوب أولاً تحديد الهدف قبل أي أمر آخر، بالإضافة إلى إسقاط "الفيتوات" التي توضع من قبل فريق سياسي معين تحت شعارات محتلفة.

في الجهة المقابلة، يبدو أن عناد "​الحزب الشيوعي اللبناني​" سيعيد خربطة الأوضاع بالنسبة إلى اللائحة الثالثة، التي تراهن على خوض معركة سياسية وإنتخابية رابحة، نظراً إلى أنه يرفض التفاوض مع كل من "​التيار الوطني الحر​" و"​الحزب الديمقراطي اللبناني​" وبعض المجموعات الأخرى، الأمر الذي قد يؤثر على موقف بعض المرشحين المفترضين ضمن هذه اللائحة، الذين من الممكن أن يقرروا الخروج منها رغم تقدم المفاوضات معهم.

وتكشف مصادر متابعة لمسار المفاوضات ضمن هذه اللائحة، عبر "النشرة"، عن إجتماع يعقد اليوم بين مختلف القوى التي من الممكن أن تتحالف مع بعضها البعض في هذه اللائحة، لافتة إلى مشكلة أساسية قد تعكر الأجواء الإيجابية التي كان يتم الحديث عنها في الأيام الأخيرة، هي إصرار "الشيوعي" على ترشيح هالة أبو كسم عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا، وهو المقعد الذي كان يسعى "التيار الوطني الحر" إلى أن يكون له مرشحاً مدعوماً من قبله عنه، بالإضافة إلى عدم رغبته في ضم مرشح "الحزب الديمقراطي اللبناني" وسام شروف عن المقعد الدرزي في مرجعيون حاصبيا أيضاً، مع العلم أن إستمرار ترشيح الأخير مرتبط بموقف قوى الثامن من آذار من ضم مرشح الحزب في دائرة بيروت الثانية نسيب الجوهري إلى اللائحة التي تشكلها.

وفي حين كانت مصادر "الشيوعي" في الأيام الأخيرة تُصر على الإستمرار في ترشيح أبو كسم، متحدثة عن أن لا شيء يمنعها من الإستمرار في المعركة إلا إجتياح إسرائيلي، تلفت المصادر المتابعة إلى تقديم "التيار الوطني الحر" مبادرة، عبر طرحه التوافق على المرشح كامل مرقص عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة بعد أن كان يتمسك بترشيح شادي مسعد، الأمر الذي لم يلق آذاناً صاغية لدى "الشيوعي"، بينما المفاوضات لإنضمام المرشح المستقل عن المقعد السني في مرجعيون حاصبيا عماد الخطيب متقدمة جداً، ويمكن القول أن الأمر بات محسوماً إلى حد بعيد، بعد أن كانت بعض الأوساط في "الشيوعي" تتحدث عن دعم المرشح محمد حمدان.

وقبل الوصول إلى حسم الأسماء التي ستكون ضمن هذه اللائحة، كان "الشيوعي" قد أسقط التفاوض مع مجموعة أخرى من 3 أسماء هي: رئيس بلدية النبطية السابق مصطفى بدر الدين، نديم عسيران، عاطف مداح، بسبب إصرارهم على أن يكونوا معاً ضمن اللائحة واحدة، بحسب ما تؤكد المصادر المتابعة، التي تكشف عن أن أبرز الأسماء التي ستكون ضمن هذه اللائحة هي على الشكل التالي: عماد الخطيب عن المقعد السني في مرجعيون حاصبيا، معن الأمين عن المقعد الشيعي في مرجعيون حاصبيا، فارس الحلبي عن المقعد الدرزي في مرجعيون حاصبيا، هالة أبو كسم عن المعقد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا، بينما يتنافس أحمد مراد وحسين بيضون وفاديا بزي وعباس سرور عن المقاعد الشيعية الثلاثة في بنت جبيل، علي الحاج علي وخليل ريحان عن المقاعد الشيعيية الثلاث في النبطية، ومن المفترض أن ينضم أحد المرشحين إليهما.

ما تقدم يدفع إلى السؤال عن موقف كل من "الحزب الديمقراطي اللبناني"، الذي يرشح وسام شروف عن المقعد الدرزي في مرجعيون حاصبيا، وموقف "التيار الوطني الحر"، الذي بات يدعم المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا كامل مرقص، من دون تجاهل موقف الثلاثي: مصطفى بدر الدين ونديم عسيران وعاطف مداح، حيث من المرجح أن يؤدي إستمرار "الشيوعي" في موقفه "المتشدد" إلى ولادة لائحة ثالثة في مواجهة لائحة "أمل" و"حزب الله" و"القومي"، بينما تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، عن إمكانية إرتفاع عدد اللوائح في هذه الدائرة إلى 5 أو 6 بسبب وجود عدد كبير من المرشحين، الأمر الذي سيصب في مصلحة اللائحة الأولى، نظراً إلى تشتت أصوات المعارضين لها.

في المحصلة، ساعات حاسمة قبل الوصول إلى صورة واضحة لما يحصل في هذه اللائحة من مفاوضات بين مختلف القوى المعارضة، لكن الأكيد أن إستمرار الواقع على ما هو عليه يعني إضعاف فرص المنافسة وتقديم خدمة كبيرة إلى لائحة التحالف.