لفتت اوساط متابعة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان ​السعودية​ وضعت اللمسات الاخيرة على صفقة تبادل المصالح مع ​الولايات المتحدة الاميركية​ التي وصلها بن سلمان، على وقع معلومات دبلوماسية وصلت الى بيروت تفيد بانه يعول على هذه الزيارة لبلورة خطة متكاملة لاضعاف ​ايران​ في المنطقة والتضييق على ​حزب الله​ في لبنان من خلال مقايضة هذه الاستراتيجية بتمرير "صفقة القرن" الاميركية على المسار الفلسطيني.

الى ان ولي العهد تحدث بصراحة قبل مغادرته الى ​واشنطن​ عن مشكلة حزب الله معتبرا انها امر "صغير جدا"، وقابل للحل بعد وقف ايران عند حدها، وهو بات مقتنعا بان المواجهة مع الحزب على الساحة اللبنانية لم تعد مجدية، وقال امام عدد من الاعلاميين السعوديين «علينا اقناع الاميركيين بالخروج من ​الاتفاق النووي الايراني​، والعودة الى محاصرة ايران التي تعاني من وضع داخلي سيىء "اقتصاديا واجتماعيا"، وهذا كفيل بانهيارها من الداخل وبالتالي انهيار كل "ادواتها" في المنطقة وفي طليعتهم حزب الله...

ووفقا لتلك الاوساط، نجح الاميركيون في ومحمد بن سلمان بالوصول الى مقايضة تقوم على موافقته على تمرير "صفقة القرن" مقابل التصعيد مع ايران من خلال الاقدام في ايار المقبل على الانسحاب من الاتفاق النووي. وتؤكد تلك المصادر ان ولي العهد يعرف ما الذي يريدونه منه في واشنطن وهو يصل الى ​البيت الابيض​ "جاهزا"، ويدرك ما الذي يريد سماعه الرئيس ترامب منه فقد استكمل ولي العهد ما هو مطلوب منه قبل الزيارة، إذ زار مصر واتفق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤياه حيال كيفية التسويق "لصفقة القرن" الاميركية، واتخذت ​الرياض​ والقاهرة قرارا بتجاوز الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ في انتظار تسليم الزعيم الذي سيأتي بعده، وفي هذا السياق استدعي رئيس جهاز المخابرات في رام الله، ​ماجد فرج​، على عجل إلى الرياض، وتلقى من رئيس أجهزة الاستخبارات السعودية المسودة غير النهائية "للصفقة الاقليمية" التي يعدها الرئيس الأميركي وهي مؤلفة من 35 صفحة ترسم حدود ​الدولة الفلسطينية​ المستقبلية على نصف أراضي الضفة، تؤجل النقاش في مكانة شرقي ​القدس​ "الدينية" إلى موعد غير محدد، بعد فرض ترامب امرا واقعا سياسيا باعلانها عاصمة لدولة اسرائيل، وثمة اقتراحات لحلول موضعية وانسانية فقط في قضية ​حق العودة​ للاجئين، وهي في خلاصتها اقفال لحق العودة وتوطين الفلسطينيين في اماكن وجودهم، واضافت الاوساط ان الرئيس الاميركي فقد سبق وابلغ السعوديين ان الخطة ستنفذ مع أو بدون موافقة السلطة الفلسطينية وهو قال في أيامه الاولى في البيت الأبيض: اذا أرادوا، فليأخذوا، وإذا لم يريدوا، فسنتدبر أمرنا بدونهم، السعودية ابدت استعدادها لتفرضها على الفلسطينيين.

هذه التطورات استدعت بحسب تلك الاوساط، استنفارا اردنيا -فلسطينيا بعد ان ابلغ الملك الاردني الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تحولات مهمة ستشهدها المنطقة والاقليم في نهاية شهر اذار الحالي او مطلع نيسان في ظل ضغط سعودي مصري على الأردن والسلطة لتمرير "الصفقة"، فالمصريون يتعاملون مع الموقف بان تكريس احتلال القدس بات واقعاً موضوعياً ، وحرص السعوديون على ابلاغ الجميع بان الاولوية السعودية ليست ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بل التصدي لإيران حصرياً.