ذكرت اوساط متابعة للحراك الانتخابي انه وفيما تستمر محاولة محاصرة النائب ​ميشال المر​ في دائرة ​المتن الشمالي​ من قبل ​التيار الوطني الحر​ الذي يعمل على استمالة مرشحي لائحته الانتخابية، عقدت جلسات حوار متلاحقة بين ​تيار المستقبل​ و​القوات اللبنانية​ على وقع "تمنيات" سعودية يسوقها القائم بالاعمال ​وليد البخاري​ من خلال الاتصال بالقيادتين لابعاد الخلافات بينهما عن دائرة بعلبك- الهرمل لخوض معركة بعنوان سياسي واضح في مواجهة ​حزب الله​، باعتبار ان الفرصة متاحة في هذه الدائرة لاحداث خرق ولو محدود، لكن له رمزيته في الداخل والخارج.وفي هذا الاطار عادت الاجواء الايجابية لتظلل المحادثات بين الطرفين ازاء احتمال التعاون في هذه الدائرة، وفيما اشاعت "القوات" اجواء ايجابية ازاء التوصل الى اتفاق مبدئي بين وزير الاعلام ملحم رياشي ووزير الثقافة غطاس خوري حيال التحالف في بعلبك - الهرمل ودائرة عكار،حرصت اوساط المستقبل على "التريث" في تظهير الاتفاق واصفة ما جرى بانه تفاهم عام يحتاج الى مزيد من الوقت كي يتظهر بشكله النهائي.

ولفتت تلك الاوساط، الى ان الخشية الجدية في هذا السياق تكمن في عدم النجاح في ادارة جدية للمعركة في هذه الدائرة المعقدة وتكبد خسارة سياسية فادحة خصوصا اذا ما نجح الامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ في تحفيز الناخبين على الذهاب الى صناديق الاقتراع ورفع نسب التصويت الى حدود الـ65 بالمئة، وعندها يصبح حصول الاخرين على الحاصل الانتخابي شبه مستحيل.

ولفتت الاوساط الى ان الخلاف السياسي على هامش النقاشات على رسم خارطة التحالفات الانتخابية يتجاوز ​الانتخابات​ الى ما بعدها بين "القوات" و"المستقبل"، ويتجاوز خاصية التحدي في الدائرة البقاعية، فحزب الله ومعه حركة امل يتجهان لتحقيق فوز واسع في الدوائر الشيعية، وسيحصدان مجموعة وازنة من المقاعد للحلفاء من باقي الطوائف، ويكاد التحدي الاعلى سقفاً هو خرقه بمقعد او مقعدين كحد اقصى.

والمسألة الاساسية في النقاش بين "القوات" و"المستقبل" تتمثل في اعتراض "معراب" على ما يقدمه رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ من خدمة مجانية للتيار الوطني الحر لتحقيق نتائج جيدة له في الدوائر المسيحية، مستفيدا من انقسام مسيحيي 14 آذار، بحيث يستفيد من اصوات "المستقبل"، ويكرس هذا التحالف للقضم من "حصة "القوات"، اي ان الحريري اختار خوض حرب "بالوكالة" ضد "القوات".

وفي هذا الاطار، ابلغ تيار المستقبل قيادة القوات اللبنانية بانه مستمر في مسار التسويات بعد الانتخابات، طموحه ان يحتفظ بالصدارة على الساحة السنية، رغم تراجع حصته البرلمانية، هو ليس في وارد التراجع عن علاقته الوطيدة مع الرئاسة الاولى، ومصر على الحفاظ على استراتيجية "ربط النزاع" مع حزب الله الذي اصبح التعامل معه مسألة اقليمية وليست داخلية. في حين ان "القوات" تبدو ذاهبة لمواجهة "انتخابية" مع "المستقبل"، وتجد نفسها امام اختبار جدي لمآل علاقتها مع التيار الوطني الحر والعهد، في ظل خوضها الانتخابات في اغلب الدوائر ضد لوائح التيار الوطني الحر. وهي تريد تاجيل النقاش حيال استمرار مفاعيل التسويتين الرئاسية والحكومية الى ما بعد الانتخابات، وهذا ما يراه تيار المستقبل هروبا الى "الامام" ومحاولة للتهرب من رسم معالم المرحلة المقبلة التي ترغب "القوات" في التفاهم عليها بناء على حضورها النيابي الجديد الذي ترى انه سيكون وازنا جدا ويوازي بشكل كبير حضور التيار الوطني الحر في المجلس، فيما يرغب الحريري من الان الحد من طموحات رئيس "القوات" ​سمير جعجع​.