ذكرت اوساط سياسية ل​صحيفة الديار​، ان لا يختلف اثنان على ان القانون الانتخابي الجديد بعثر اوراق كافة اللاعبين من الاقطاب على الحلبة السياسية كونهم اعتادوا على قانون الستين الذي اتاح لهم ركوب "البوسطات" و"المحادل" والتشفيط بها في عبورهم الى مجلس النواب مجتاحين الخصوم بلا رحمة، وان كان لدى هؤلاء قواعد ناخبة "حرزانة"، الا انها لم تكن كافية لفوزهم وفق القانون الاكثري، فجاءت النسبية لتنهي حقبة طويلة همشت الكثير من الطامحين الجديرين بالوصول الى قبة البرلمان لما يملكونه من حيثيات وفق الاوساط المواكبة للايقاع الانتخابي، واسقطت كافة الافرقاء باستثناء الثنائية الشيعية بارباكات لم تكن لتحصل على صعيد بناء التحالفات وتشكيل اللوائح، لا سيما وان الصوت التفضيلي نقل المنافسة بين اللوائح المتقابلة الى منافسة ضمن اللائحة الواحدة، ولعل الثابتة الوحيدة في تداعيات القانون الانتخابي العتيد ان كافة اللاعبين الاساسيين من صناع الكتل النيابية سيخسرون مقاعد نيابية ما يقلص عدد نوابهم في لعبة الاحجام والاوزان التي طالما امنها لهم قانون الستين، وهذا الامر وان كان ازعج رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ الا انه بحسن اشرافه للامور استطاع التأقلم معه، طالما الزمن رديء وفق اوساطه، وعلى الرغم من ذلك شرع جنبلاط نوافذه امام كافة الشرائح السياسية في دائرة ​الشوف​ ​عاليه​ محاولاً الوصول الى تفاهمات مع الجميع، الان البورصة رست على تحالف يجمع الاشتراكي مع "القوات اللبنانية" و"المستقبل".

وتضيف الاوساط ان السبب في عدم شمول هذا التحالف "​التيار الوطني الحر​" يعود الى اصرار الوزير ​جبران باسيل​ على تشكيل لوائح برتقالية في كافة الدوائر الانتخابية، دون مراعاة خواطر احد من اللاعبين وهذا الامر استفّز ​المختارة​، كون النائب جنبلاط يعتبر ذلك انتهاكاً لخصوصية الجبل والمصالحة التاريخية التي ارساها مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وهذه الخصوصية فهمها حزب "القوات اللبنانية" جيداً كونه كان المعني بالامر حصراً لدى المسيحيين ما يجعل تحالفه مع "الاشتراكي" امراً بديهياً وطبيعياً وكذلك فعل "المستقبل" على خلفية توفير منازلة انتخابية تصب في خانة لزوم ما لا يلزم.

وتشير الاوساط الى ان الانزعاج الجنبلاطي من المجريات عبر عنها وزيره وائل ابو فاعور في لقاء انتخابي في راشيا في الاول من امس موجهاً رسائل الى من يعنيهم الامر مستحضراً تاريخ الشهيد كمال جنبلاط الذي اسقطوه في عهد كميل شمعون فاسقط العهد برمته واصفاً ما يحصل حيال المختارة محاولة حصار في وقت ترى فيه بعض المصادر الواسعة الاطلاع في التيار الوطني الحر ان سيد المختارة غالباً ما يلجأ الى المغالاة وتكبير المصيبة "للقوطبة" على منافسيه وتحت شعار الحفاظ على الخصوصية، علماً ان الانتخابات منازلة ديموقراطية تبرز الاحجام الحقيقية للاعبين.

اما حول اللائحة البرتقالية في دائرة الشوف عاليه فقد حصل تباين كبير بين التيار البرتقالي والمير ​طلال ارسلان​ قد يصل الى حدود الخلاف وسقوط التحالف المنتظر وقد كان لقاء المير مع الوزير جبران باسيل عاصفاً منذ يومين، والنقطة الخلافية تكمن في ان ارسلان يضغط لضم النائب السابق ​مروان ابو فاضل​ الى اللائحة لاشغال مقعد الروم الارثوذكس في وقت يتمسك التيار البرتقالي بمرشحه ​الياس حنا​، اما نواة اللائحة فتضم الوزير سيزار ابي خليل عن مقعد ماروني في عاليه وماريو عون عن مقعد الشوف وغسان عطا الله عن مقعد الروم الكاثوليك وطارق الخطيب عن مقعد سني في الشوف ولا تستبعد مصادر التيار البرتقالي التحالف مع اللواء ​علي الحاج​ حيث قطعت الاتصالات بينهما شوطاً كبيراً.