أكد رئيس اتحاد المهندسين النقيب ​جاد تابت​، في كلمة له خلال تكريم طلاب من برنامج هندسة البترول في جامعة بيروت العربية من قبل نقابة المهندسين، ان "مهنة الهندسة هي أمانة، وهي مهنة مليئة بالتحديات"، لافتاً الى أنه"ها أنتم قبلتم التحدي الأول، وجاء غيثكم نجاحا باهرا يجب ان لا يتوقف، لان التقدم في الهندسة يوصل الى الريادة والابداع، لكن طريقها محفوفة بالصعاب، وعقباتها وتعقيداتها كبيرة، خصوصا في بلد كلبنان تطغى عليه المصالح السياسية على ما عداها من مصالح".

وأشار الى أن "الاستمرار بالنجاح هو المطلوب وضرورة السير على القاعدة التي خطها المهندسون الاولون، فأنتم الامل والاستمرار، وأنتم قوة التفاؤل بهذا الجيل الجديد من المهندسين، فإنني واثق من قدرتكم على حمل تلك الأمانة التي هي مهنة الهندسة، انتم الخريجون الأوائل في اختصاصكم في كليتكم، انتم اليوم في بيتكم الثاني الجديد، نقابة المهندسين في بيروت، فلكم مني ومن مجلس النقابة الف تحية".

واعتبر أن "هذا التكريم هو حق علينا لمن اجتهد وعمل ليلا ونهارا، كما وانه يعد بمثابة دفعة قوية للحرص الدائم على التفوق والتميز سواء في المراحل الاكاديمية التي تثابرون عليها أو في حياتكم العملية بعد ذلك، ويحدوني الامل بوجود أجيال قادمة واعية وقادرة على التميز والتقدم، وبضرورة اصراركم على استمرار النهج دائما"، ةمنوهاً الى أن "أهمية هذا التكريم الذي تقيمه النقابة وتتبنى مثله كل عام لزملاء لكم متفوقين يأتي من حرصها على دفعهم للتميز والتفوق العلمي، ومن ايمانها على مشاركتنا في جميع المناسبات والاحتفالات بأنشطتها العلمية والندوات والمؤتمرات التي يتم تنظيمها في النقابة طوال العام".

من جهته، لفت وزير التربية مروان حماد، في كلم له، أنه "كلما اظلمت الأوضاع في البلاد وفي المنطقة من حولنا وازدادت ارباكا وفوضى، يخرج شبابنا من عتمة اليوميات ليلمعوا في الخارج ويحصدوا المواقع الأولى، وكأننا قد فقدنا البوصلة في بلدنا ولكن الشباب يعرفون الاتجاه الصحيح فيذهبون اليه مسلحين بالكفايات والمهارات والاستعدادات الكافية ويحققون انتصار العلم على الجهل، وأسبقية النجاح والتألق على الجمود والتقهقر واهدار الموارد والفرص".

وتابع بالقول "أردت من هذه المقاربة أن أؤكد للحاضرين وللغائبين مواكبة نجاحاتنا ومصدر فخرنا، بأن رهاننا على التعليم الجيد وسعينا الى تحقيق الجودة، واندفاعنا للمشاركة في المسابقات والتظاهرات العلمية والثقافية والرياضية والبحثية هو القضية الوطنية الأهم، وبالتالي فان الثروة الحقيقية تكمن هنا، وخوض التحديات للمستقبل هو في الشباب، الذين يرسمون طريق المستقبل ويسجلون أسماءهم حيث يستحق لبنان ان يكون"، مشيراً الى "انني أقدر عاليا البرنامج المتقدم لهندسة البترول الذي تعتمده جامعة بيروت العربية، وأقدر اكثر الطلاب المتميزين والفريق الاكاديمي ورئاسة الجامعة الساهرة على إدارة هذا البرنامج ومتابعة الطلاب والمتخرجين، وأتوجه بتحية الشكر لنقابة المهندسين التي سوف تعتز بانضمام هؤلاء المهندسين النخبة الى صفوفها".

وأوضح أنه "لقد أجازت ​وزارة التربية والتعليم العالي​ عبر مجلس التعليم العالي و​مجلس الوزراء​، تدريس هندسة البترول للعديد من ​الجامعات​ المرموقة في لبنان، وها هي بشائر نجاح هذه ال​سياسة​ بدأت تظهر من معرض ومؤتمر ​أبو ظبي​ الدولي للبترول "أديبك" الذي يعتبر واحدا من اكبر ثلاثة معارض ضمن قطاع ​النفط والغاز​ في العالم، وهو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال ​افريقيا​"، لافتاً الى أنه "في هذا المعرض، مشاركات لجامعات ودول عريقة في تعليم الهندسيات النفطية، والتي تمتلك صناعات نفطية عريقة، وعلى الرغم من كل هذا التاريخ العريق برز طلاب من برنامج هندسة البترول في جامعة بيروت العربية واستحقوا عن جدارة نيل المركز الأول".

كما هنأ حمادة طلاب الجامعة ورئاستها واساتذتها وأهاليهم، معبرا عن "اعتزاز وزارة التربية وافتخار لبنان بهذا النجاح وهذه المرتبة، اذ أن المعرض يعتبر منصة عالمية لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى والتي من شأنها تمكين الخبراء والمختصين في القطاع من تبادل المعلومات والأفكار التي تسهم في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة في العالم".

وذكر أنه "أغتنم هذه المناسبة العلمية الاقتصادية الكبرى للتأكيد على جودة التعليم العالي في جامعة بيروت العربية وفي مؤسسات التعليم العالي المحترمة في لبنان، كما الإشارة الى ان مواردنا البشرية جاهزة لتولي المسؤوليات في قطاع النفط والغاز عندما يصبح الامر قيد العمل الفعلي، ويجب ان نعطيهم هذه الفرصة وان لا يبقى قطاع النفط والغاز محتكرا من بعض السياسة او من بعض الحزبية والفئوية والمناطقية، هذا أساسي، وأتمنى ان نصمد في لبنان امام كبار شياطين الخارج المتمثلين بأطماع ​إسرائيل​ بعد سطوتها على نفط ​فلسطين​ وان نقاوم صغار شياطين في الداخل الطامعين في ثروة هي أولا وأخيرا ثروة ​الشعب اللبناني​"، مشيراً الى "اننا نتطلع الى المزيد من اثبات جدارتنا في المسابقات الإقليمية والدولية، اذ أن شبابنا الذين يتسلمون أكبر الشركات في المنطقة العربية وفي الخارج هم الرواد، ولكن الطلاب والمتخرجين الجدد يسيرون على درب الريادة أيضا ويرفعون أسماء جامعاتهم واسم لبنان أينما حلوا".