كان اللقاء بين الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للمملكة العربية ​السعودية​ والذي يقوم بزيارة الى ​الولايات المتحدة الاميركية​ تستغرق وقتا، يجول فيها على واشنطن ونيويورك وبوسطن وسياتل وسيليكون فالي ولوس انجيليس وهيوستن، وديا ويعكس تقاربا اميركيا-سعوديا غاب عن علاقات البلدين خلال حكم الرئيس السابق ​باراك اوباما​ .

وتهدف جولة الضيف السعودي خارج العاصمة واشنطن الى اجتذاب التكنولوجيا والاستثمارات لخطة الإصلاح الجذرية التي يقوم بها والمعروفة بـ"رؤية ٢٠٣٠".

ورأت مصادر سياسية عربية مواكبة لهذه الزيارة ان محمد بن سلمان ينظر الى النظام في ​ايران​ على انه يشكل تحديا سياسيا ودينيا لدور الرياض في العالمين العربي والإسلامي، الا ان ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقيادة في السعودية منقسمان حول العديد من التفاصيل السياسية.

وتعتقد هذه المصادر ان الانتصار السعودي العسكري في ​اليمن​ ضد ​الحوثيين​ المدعومين من ايران امر متعذر، وحيال هذا الواقع حاولت الولايات المتحدة الاميركية ايجاد خيار دبلوماسي عبر وساطة عمانية لفصل الحوثيين عن طهران. اما بالنسبة للعلاقات القطرية-السعودية فإن واشنطن تتبنى خيارا حياديا، وان جهودها لتهدئة الحملات الاعلاميّة بين الحليفين لم تجدِ نفعا .

واضافت المصادر ان اعلان الامير محمد بن سلمان نيّة بلاده امتلاك قنبلة نووية في حال اقدمت ايران على تملك ​سلاح نووي​، صاحبه صدور تحذيرات ​إسرائيل​ على لسان رئيس وزرائها ​بنيامين نتانياهو​ ضد تملك المملكة مثل هذا السلاح .

اما في ما يتعلق بالإسلام المتطرف، فرأت المصادر انه وبعد عقود من إلقاء اللوم على السعودية حول نشرها الايديولوجية الاكثر صرامة للإسلام المتطرّف، ها هي تعمد الان الى وقف مثل هذا المجهود في الخارج، وتحاول العودة الى الاسلام المعتدل، كما يقول ذلك ولي العهد السعودي .

اضافة الى ذلك كله هناك، حسب المصادر نفسها، مخاوف لا تزال مستمرّة حول أُسلوب الامير محمد بن سلمان وسرعة إصلاحاته، فعلى سبيل المثال تم مرة اخرى تأجيل طرح الأسهم لبيع جزء من شركة النفط السعودية "أرامكو" الامر الذي يشير الى ان بن سلمان قد يكون بالغ في تقدير هذه الخطوة. كما يعرب عدد من رؤساء الشركات خلال زيارته للقطاع المالي ومجتمع التقنية المتقدمة عن شكوكهم حول الاستثمار في المملكة في كل مرة يأمر فيها باعتقال رجال اعمال وحتى أقاربه الأمراء .

ولفتت المصادر الى ان الولايات المتحدة والسعودية بحاجة الى خطّة عمل مشتركة للتعامل مع الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني الذي تنفذ من خلاله ايران لتثبيت وجودها في المنطقة، واعتماد خطة لوقف تزويد طهرانلحلفائها في المنطقة بالسلاح.

واكدت المصادر على ضرورة ايجاد خطة للسلام يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي ان تتبناها علنا، وان تكون عادلة ومنصفة تحقق التطلعات الوطنية الفلسطينية بطريقة تصون كرامة ​الشعب الفلسطيني​ .

واعتبرت المصادر، انه في نهاية المطاف تبقى النتيجة الاكثر أهمية هي في وضع خطة مشتركة حول هذه القضايا التي تشكل موضوع قلق مشترك، وهذه هي من مهمات وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو الذي عليه بناء حوار مستمر مع السعوديين لضمان التنسيق، وعدم ظهور اي مفاجآت اثناء متابعة الولايات المتحدة لجدول الاعمال المشترك حول المنطقة، وألاّ تبقى الوعود الاميركيّة حبرا على ورق كما هو الوضع اليوم، حيث تكتفي واشنطن بالتهديد، وبذلك بدت سياسة ادارة ترامب في ​سوريا​ وفي المنطقة مشابهة بشكل ملحوظ لسياسات ادارة اوباما، خلافا للمواقف والتصريحات العلنية للرئيس الأميركي الحالي.