أطل الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​، وحدد في خطابه المتلفز البرنامج الانتخابي للحزب في الانتخابات النيابية المقبلة، واضعا نصب عينيه مواجهة الفساد المستشري في البلاد، معلنا نيته الإشراف شخصيا على اطار تنظيمي ينوي حزب الله تشكيله بعد الانتخابات، ل​مكافحة الفساد​ والهدر في لبنان. كما تطرق الى ملفات داخلية سياسية اخرى تتعلق بالقضاء والأمن والكهرباء والمياه والإنماء .

ورأت مصادر سياسية ان تفرد حزب الله بطرح برنامجه الانتخابي وعدم مشاركة توأمه الشيعي، رئيس المجلس النيابي، رئيس ​حركة امل​ ​نبيه بري​، يحمل دلالات اقل ما يقال فيها ان الثنائي الشيعي لا يحمل نفس التصور لمعالجة الملفات الداخلية، لان بري وبوصفه شريكا أساسيا في السلطة منذ اتفاق الطائف حتى الان، يتحمل جزءا كبيرا من المشاكل التي يرغب حزب الله في معالجتها، ولكي ينفي السيد نصر الله عن نفسه وعن حزبه الاتهامات التي يوجّهها اليه خصومه بأنه دويلة ضمن الدولة، وليؤكد حرصه على بناء هذه الدولة .

ولاحظت المصادر وجود اشكالية كبرى تطرح علامات استفهام حول قدرة حزب الله بوصفه حزبا لبنانيا وقوة مسلحة في آن واحد، على تحقيق برنامج انتخابي يطمح لمعالجة أزمات لبنان الداخلية .

وقالت المصادر ان السيد نصرالله لم يشرح للبنانيين كيف سيساعد الدولة اللبنانية التي تتعرض لضغوط مالية واقتصادية دوليّة، في سياق محاربة الولايات المتحدة الأميركية وجزء من المجتمع الدولي هذا الحزب، وتصنفه بشقيه السياسي والعسكري بأنه منظمة ارهابية. وأشارت الى ان المؤسسات المالية اللبنانية وفي مقدمها المصرف المركزي، هو الذي قام ويقوم بمجهود مضنٍ لتفادي الكوارث المالية التي يمكن ان تقع على القطاع المصرفي بسبب العقوبات على هذا الحزب.

وتابعت المصادر ان حزب الله لم يتقدم بتصور عملي، كي يبعد عنه الاتهامات بأنه استفاد خلال العقود الماضية من الاوضاع الطارئة في المنطقة، لجعل لبنان جزءا من محور يجعله عرضة للانتقام من الدول المعادية لهذا المحور .

وقالت المصادر، ان التمثيل السياسي للطائفة الشيعية في لبنان يكاد ان يكون اليوم حكرا على حزب الله ومعه حركة امل، وبالتالي فان سماع الصوت الرافض أو المعترض أمرا مطلوبا ولكنه وبفعل واقع الحرب التي تُشنّ على حزب الله، فانه سيكون صعبا جدا ان لم يكن مستحيلا .

ولفتت المصادر الى ان الصعوبات التي تواجه مرشّح حزب الله عن قضاء جبيل الشيخ حسن زعيتر في تشكيل لائحة في تلك الدائرة، هي تردّد العديد من الشخصيات السياسيّة المسيحيّة من الانضمام الى لائحته خوفا من ان تطالها العقوبات الدولية خاصة وان لمعظم هؤلاء مصالح في الدول الغربية .

ولم تغفل المصادر ما تحدث عنه الامين العام السيد حسن نصرالله في خطاب سابق لجهة تذكيره اللبنانيين بأن "المقاومة" التي يتزعمها هي القوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن نفطه وحقوقه وثرواته، واضعا العصي في دواليب الدولة التي يوجد توجه لدى بعض قياداتها بحل هذا الإشكال بالطرق الدبلوماسية .

وتعتقد المصادر ان المشكلة التي تواجه هذا الحزب هي انه يريد الفصل بين كونه قوة عسكرية إقليمية تتحكم بقرارات يمكن ان تجر الويلات على لبنان، كما يمكن ان تحقق له انتصارات كما حصل في المواجهة مع ​اسرائيل​ والتكفيريين، وبين برنامجه الانتخابي ورؤيته للامور الداخلية، مستفيدا من حالة ربط النزاع القائمة حاليا بينه وبين خصومه السياسيين وهم كثر.

وسألت المصادر عما اذا كان الامين العام لحزب الله متيقنا بأن تفاهمه مع ​التيار الوطني الحر​ سيستمر بعد الانتخابات النيابية في ظل ما شهدته التحالفات الانتخابية والمواقف السياسية لحليفيه، وعما اذا كانت معادلة الجيش والشعب والمقاومة يمكن ان تصمد خلال عملية تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات النيابية في السادس من أيار لهذا العام .