أكد قائد ​أنصار الله​ السيد ​عبد الملك الحوثي​ ان وعده لقائد المقاومة الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ ليس كلام مجاملة، وأن "آلاف المقاتلين من أبناء القبائل متشوقون للقتال ضد ​إسرائيل​" إن أقدمت على أي حماقة، كاشفاً عن دور مباشر لتل أبيب في الحرب على ​اليمن​، واهتمام إسرائيلي بالجبهات المطلة على البحر الأحمر. واعتبر أن "مساعي ​السعودية​ لن يكون لها مصير غير الفشل، كالحال التي آلت إليها سياسات السعودية في ​سوريا​ و​العراق​".

وشدد في حديث إلى "الأخبار" على ان الخذلان عربياً ودولياً لليمنيين لم يغيّر هويتهم المقاوِمة، التي كانت سبباً من أسباب الحرب عليهم، مشيرا إلى انه لا يأبه في الوقت نفسه باتهامات الأنظمة العربية الجاهزة حول التبعية للخارج.

وسخر من أوهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول عزل حركة "أنصار الله" في خريطة اليمن السياسية والشعبية، موضحا ان "الاستباحة كانت السِّمة التي اتّسم بها العدوان الأميركي السعودي، لاطمئنانه تجاه المواقف الدولية والإقليمية أنها ستداهن لاعتباراتها المعروفة، وأيضاً لتجرّده من القيم الإنسانية، وأيضاً لفشله وإخفاقه في تحقيق أهدافه العسكرية بطريقة نظيفة، فعمد إلى الممارسات الوحشية ليجعل منها أسلوباً في عدوانه، آملاً أن يساعده ذلك في كسب المعركة وتحقيق هدفه في احتلال اليمن كل اليمن، فلم يتحرّج عن قتل الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين في المدن والقرى بطريقة وحشية تتّصف بالإبادة الجماعية، حيث استهدف الأسواق المزدحمة بالمتسوقين، واستهدف تجمعات المدنيين في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والعزاء وغيرها، واستهدف الأحياء المكتظة بالسكان، واستهدف المدارس والمساجد وغير ذلك. وقد نشرت وسائل الإعلام عندنا في اليمن، والحرّة منها في المنطقة، مشاهد موثقة تعبّر بنفسها عن حجم المأساة وفظاعة الجريمة، ومع ذلك لم يتحرك ضمير البعض حتى ليقول كلمة الحق تجاه مظلومية شعب من شعوب المنطقة، تربطه ببقية شعوب المنطقة كل الروابط الإنسانية والدينية والقومية والجغرافية".

وأضاف "إلى جانب العدوان العسكري، لم يَقِلّ عنه العدوان الاقتصادي بالحصار الجائر الرامي إلى خنق أبناء شعبنا وتقييد حركتهم، بمن فيهم المرضى الهادفون إلى السفر حتى إلى بلدان أنظمتها متحالفة مع العدوان كمصر والأردن للعلاج، وفرض القيود على وصول الإمدادات والاحتياجات الضرورية الإنسانية كالغذاء والدواء والوقود، والمؤامرة على البنك المركزي، وضرب قيمة العملة، والسعي لتجفيف موارد المرتبات التي يعتاش عليها موظفو الدولة، وكل أشكال الاستهداف الرامية إلى تجويع الشعب اليمني، مع تدمير المصانع والكثير من المحلات التجارية والمنشآت الخدمية. ومع كل ذلك، بقي شعبنا اليمني بكل أحراره من مختلف المكونات الحرة، وبجماهيره، صامداً وثابتاً بعون الله تعالى وتوفيقه ونصره، وساعياً إلى التصدّي للعدوان في كل أشكاله وجوانبه، بما أدهش قوى العدوان التي كانت واثقة من أن حجم العدوان وما ألحقه بالشعب اليمني كفيل بانهيار الشعب واستسلامه في غضون أسابيع".

وأضاف "نجح شعبنا بالتماسك الداخلي سياسياً، فلم تنهر مؤسسات الدولة ولا البنية السياسية ولا المكوّنات الاجتماعية، وبالصمود عسكرياً في وجه شذّاذ الآفاق الذين أتت بهم قوى العدوان لغزو البلد من عشرات الدول من المرتزقة، جيوشاً وجماعات ومنظمات، وبوجه الآلة العسكرية والتقنيات الحربية الحديثة والإمكانات المتطورة التي أتى بها الأميركيون إلى المنطقة، ويديرون بها المعركة التي تستخدم فيها قوى العدوان الأسلحة المحرّمة دولياً، وبشكل مكشوف، وبشهادة الكثير من المنظمات، بما فيها منظمات غربية".

وقال :"اليوم، وبعد ثلاث سنوات، إن شعبنا العزيز يقاوم بعنفوان وفاعلية كبيرة، ويتصدّى باستبسال وصمود عظيم لهذا العدوان الغاشم، ويطور قدراته العسكرية لدرجة أذهلت الأعداء الذين كانوا قد أعلنوا في بداية العدوان تدميرهم الكلّي للقدرات العسكرية لبلدنا، وإعلانهم ذاك موثق إعلامياً، فإذا بالنتيجة أنهم كلما استمروا في عدوانهم، ابتنت وتطورت قدرة بلدنا العسكرية، وكلما تآمروا عليه في الداخل، أسهموا بذلك في تصحيح وضعه الداخلي بشكل أفضل، وتنظيفه من بقيّة الخونة والمتربّصين، وإن شاء الله يتوفّق شعبنا لتحويل التهديد إلى فرص، والتحدي إلى إنجاز".

وعن الوضع السعودي، قال: "هو بحماقته بهذا العدوان ورّط نفسه في متاهة أودت به نحو السقوط الأخلاقي والإنساني أولاً، ونحو الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية التي تتفاقم يوماً إثر يوم ثانياً، ومآلاتها بلا شك وخيمة عليه. وكما فشل في سوريا والعراق، كذلك النتيجة في اليمن و​البحرين​ بإذن الله، فإرادة الله هي لمصلحة عباده المظلومين، والعاقبة للمتقين. أما السعودي، فهو في مرحلة الاستنزاف غير المسبوق من قِبَل من يعمل لأجلهم، وفي سبيل التقرب إليهم بكل شيء، وهو بنظرهم ليس أكثر من بقرة حلوب كما عبّر ترامب، يحلبونها حتى يجفّ ضرعها ثم يذبحونها، وهل هناك أسوأ من وضعٍ كهذا ومن مصير رُسمت معالمه ونهايته على هذا النحو؟! أما أنصار الله، فليست مشكلة العدوان تخصهم، بل هي مع الشعب اليمني بكله، وهم ليسوا منظمة منعزلة، بل هم تيار شعبي كبير مترابط مع بقية أبناء الشعب ضمن توجه واحد وموقف واحد، ومتى كان الشعب اليمني معزولاً يمنياً كما قال ابن سلمان؟! هذه مقولة فارغة".

وشدد على ان "الشعب اليمني ماضٍ في معركة التحرر والتحرير والاستقلال والدفاع عن حريته وكرامته واستقلاله وأرضه في كل ربوع الوطن، في الساحل وفي مختلف الجهات من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ويسعى أيضاً إلى تحرير البلاد من المحتل بدعم أبناء المناطق المحتلة ومساندتهم إلى حين طرد المحتل الأجنبي إن شاء الله، ويوماً إثر يوم تتكشّف الحقائق لبعض المغفّلين الذين تورّطوا في الخيانة، أو كانوا حالمين وتائهين وراء السراب، يظنون أن الغزاة الأجانب أتوا فقط لخدمتهم والعناية بهم، واليوم ما هو الواقع لديهم؟ وصل الأمر لدرجة اعتقال بعض الذين يسمّونهم "وزراء"، وكذلك إخضاع عبد ربه للاحتجاز والإذلال، والاحتلال المكشوف والتحكم التام بالمطارات والموانئ والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية والاقتصادية وغيرها في المحافظات الجنوبية من قبل الأجانب، وتحوّل أولئك العملاء إلى غرباء في بلدهم خاضعين للأجنبي المحتل بشكل كامل".

ولفت إلى انه "لا توجد لدينا مؤشرات حالياً على توجه جادّ من جانب الخارج نحو الحل السياسي، مع وجود احتمال لقيام بعض التحركات كعملية تجميلية للوجه القبيح للأمم المتحدة، التي ظهر دورها على أنه منحصر في تأمين غطاء للعدوان، ومحاولة شرعنته وتبريره. فأحياناً تنطلق بعض التحركات والمساعي الخجولة والضعيفة والتصريحات (الإعلامية) للتغطية على التواطؤ السلبي والانحياز المفضوح إلى العدوان. والحقيقة أن ​أميركا​ وبريطانيا هما طرفان مستفيدان في العدوان، ويجنيان من خلاله مئات المليارات من الدولارات، إضافةً إلى مكاسب سياسية وجيوسياسية وغير ذلك، ولا رغبة لهما في وقف العدوان بعدما أصبح مصدراً مغرياً جداً للحصول على تلك المصالح".

من جهة أخرى، أوضح انه "نعتبر الموقف المسؤول والصحيح والطبيعي بحسب انتمائنا الإسلامي وبحسب المصلحة العليا لأمّتنا وبحسب التحدّيات والمخاطر والتهديدات الحقيقية على أمّتنا وبلداننا، هو في وحدة الجميع وتعاونهم. ونرى في الوحدة الإسلامية والأخوّة الإسلامية فريضةً إسلامية، وأن الحالة السليمة هي في تآخي كل شعوب أمّتنا وتعاونهم، والمصلحة الحقيقية هي في ذلك. الموقف الشاذّ لأي جهة أو فئة - سواء أكان نظاماً أم سلطةً أم جماعةً - هو الذي يرى في أميركا وإسرائيل صديقاً، ويرى في أبناء أمّته عدوّاً، وبالتالي علاقتنا بالجمهورية الإسلامية وحزب الله هي في السياق الذي ذكرناه. ونحن بالمناسبة نتوجّه بالدعوة لكلّ أبناء الأمّة في السّعي لتعزيز الروابط الأخويّة وإحيائها بين الأمّة وعدم الإصغاء إلى دعاة الفُرقة والكراهية والبغضاء والفتن، فدعاة العداء والتناحر بين أبناء الأمة مجرمون حقيقيون وجناة على الأمة، وموقفهم هو الخاطئ وغير السليم، ويا عجباً كيف تصبح الأخوّة الإسلامية والروابط المطلوبة شرعاً وواقعاً بين أبناء الأمة جريمة والحساب عليها كبير! بينما الارتباط المفضوح والعمالة المكشوفة لإسرائيل وأميركا شيء طبيعي وحذق سياسي وعروبة أصيلة".