عقدت قبل ظهر اليوم ندوة ​صحفية​ في ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بمناسبة"عيد الام"، تناولت تمكين ​المرأة​ في المجتمع اللبناني ودور الهيئة الوطنيّة، دورها في العائلة، ودورها في الإعلام.

شارك فيها مدير المركز الخوري ​عبده أبو كسم​، رئيسة جمعيّة "Breath of an Angel" السيّدة كارلا كشيشيان واكيم، كاتبة العدل، عضو الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة السيّدة رنده عبّود، الإعلاميّة ربيكا أبو ناضر، بحضور أمين عام جميعة الكتاب المقدّس الدكتور مايك باسوس، الإعلامي حبيب شلوق، سيدات من الجمعية المذكوره، ولفيف من المهتمين والإعلاميين.

ورحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران ​بولس مطر​، مؤكداً أنه "يسرنا اليوم في إطار ​عيد الأم​ أن نتوجه بالتحية لكل الأمهات، ونقول لهن نحن نحبكن ونرى فيكن رافعة للمجتمع، نحن ضد مبدأ ​الكوتا النسائية​ فهذه إهانة كبيرة لها، نحن نتكلم بالمساواة بين المرأة والرجل على كافة المستويات فلها حقوق وعليها واجبات، هي فاعلة في المجتمع في بعض ​الميادين​ أكثر من الرجل، لأنها أذا أعطت أعطت من قلبها، ,إذا عملت تعمل من قلبها، هي كتلة حنان وعطاء، فعندما نسمح لها ب​تفجير​ مواهبها فهي تعطي نتائج مذهلة في المجتمع."

ولفت أبو كسم الى أنه "على صعيد ​القضاء اللبناني​ مثلاً أصبح عدد القضاة النساء يساوي تقريباً عدد الرجال، واليوم نحن على مفترق الإنتخابات النيابية لدينا مرشحات لا بأس، نعلم أنه ممكن أن لا يصلن كلهن، ولكن هذا دليل إعطاء دور للمرأة في المجتمع اللبناني".

وبدورها أكدت السيدة رنده عبود حول" أننا نسأل اليوم ما هي الموانع التي تعيق المرأة من الوصول الى العدالة والمساواة والى حقوقها الانسانية كافة ، فعلينا ان نجد الحل لثلاثة اسئلة حول اية معارك على المرأة ان تخوض لكي تزيل هذه الموانع: أولاً المعركة الاولى هي المعركة مع الذات: فهي يجب ان تكون مهتمة بالدخول الى الشأن العام، ومستعدة لذلك، واضحة بأهدافها، وان تعمل على بناء التراكمات في حياتها ، فتخص نفسها بالعلم والثقافة والعمل الحزبي كي ما تصبح قادرة على المنافسة والانتاج والاستقلال اقتصادياً واتخاذ القرار، فلا ينظر اليها كعنصر اجتماعي ضعيف، عندها لا تكون مسألة التحدي بين ذكر وانثى بل تصبح تحديا انسانيا لمن يتفوق ، فتفوقي ايتها المراة.

ثانياً المعركة الثانية فهي مع محيطها، اذ ينظر الى المرأة في لبنان، اجتماعياً، وتاريخياً من باب الوظيفة البيولوجية لناحية الزواج وبناء العائلة والإنجاب. وهذه قيم رائعة انما يجب منحها ايضا الحرية في التعبير عن نفسها وعن احلامها وطموحاتها وتكوين هويتها، مما سيؤدي حكما الى بناء الجرأة لديها وانطلاقها وتحرير قرارها.

ثالثاً المعركة مع النظام السياسي: وربما المعركة الثالثة والاخيرة هي الاصعب فصحيح ان المرأة والرجل متساويان في الدستور وفقا للمادة /7/ لناحية الحقوق والواجبات إلا اننا عندما نتمحص في كافة القوانين لا سيما قوانين الاحوال الشخصية والحضانة والعنف الاسري وقانون اصول المحاكمات الجزائية وقانون العمل والضمان والجنسية والحياة السياسية، نرى اننا لا زلنا في اواخر السلَّم عالمياً لناحية حقوق المرأة وحياتها الاجتماعية والسياسية.

وأشارت الى أنه "من هنا ولأن سلوك الطرق القويمة يقضي حكما مأسسة العمل ضمن الأطر القانونية انشئت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بموجب القانون رقم 720/1998 كهيئة رسمية مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، وهي انفاذاً لأهدافها تسعى بشكل وازن بشخص رئيستها السيدة كلودين عون روكز والسيدات الاعضاء الى تطبيق خطة عمل ممتدة على ثلاث سنوات"، لافتةً الى أنه "أولها معركة سن القوانين وتنقيتها وتقويم القوانين المتعلقة بالمرأة، الأمر الذي يبقى طبعاً مرهوناً بالديمقراطية التوافقية، التي غالبا ما تذهب ضحيتها المرأة بوصفها العنصر الضعيف، لذا فان الهيئة تسعى الى اشراك المرأة في مراكز القرار السياسي إن على الصعيد النقابي او البلدي او النيابي او الوزاري كي تصبح شريكة في التشريع وتحديث القوانين المتعلقة بقضاياها".

وأكدت السيّدة كارلا واكيم دور أنه "بمناسبة عيد الأم ربما حصلت على هدية، باقة ورد، قُبلة من ابنك أو رسمة جميلة. ولكن أنا أريد أن أعيدك عل طريقتي الخاصة وأقول لك أنا أحترم فيكِ: قوّتك في متابعة دورك كأم من دون أن تحصلي على يوم فرصة؛ ارادتك في تعلم كل ما يجب أن تقومي به طباخة، معلمة، طبيبة، مديرة نشاطات أولادك ...؛ قلبك الكبير اذ في الكثير من الأحيان تواجهين الانتقادات بدلاً من الشكر؛ وانّكِ لو قضيتِ الليل تبكينوتقولين لا أستطيع أن أكمل هكذا تنهضين في الصباح وتبدأين من جديد!"

وأشارت الى أنه "أنتِ يا سيدتي، أيتها الأم العصرية، تناضلين كل يوم لكي تؤمّني كل ما يلزم لعائلتك فهل كَثُر الضغط عليك؟ يقول جان فانيه "أجمل هدية نقوم بها للشخص الذي نُحبّه هو أن نعطيه حياتنا. ولكن أية حياة؟ حياة محترقة، مرهقة؟ لا، إذاً سألفت نظرك الآن إلى بعض الأمور التي ربما لم تخطر ببالك أن تعطيها انتباهك سوف تبدأين بالإهتمام بنفسك من الداخل والخارج."