أشار مقربون من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ في حديث إلى "الأخبار" إلى ان الحريري مقتنع بأن موقع الرئاسة لوحده يدفع الرئيس ​ميشال عون​ إلى الابتعاد، ولو قليلاً عن ​حزب الله​. كذلك، يمكن الرهان على وزير الخارجية جبران باسيل، أداءً وطموحاً، لفكّ عرى التحالف بينه وبين حزب الله، أو على الأقل، لكي تتراجع علاقتهما عن المستوى المتقدم الذي وصلت إليه يوم انتخاب عون. الرؤية الحريرية هنا مطابقة لما يريده الأميركيون، أقلّه حالياً.

ورأوا ان قوتهم الحالية غير مسبوقة منذ عام 2005، جازمين بأن رئيس الحكومة لم يقدّم أيّ تنازلات ذات قيمة، في مقابل تحصيل الكثير من المكاسب، مؤكدين ان الحريري لن يحصل على مال انتخابي من ​السعودية​. فبرأيهم، من عوامل قوته الحالية الاحتفاظ بهامش المناورة الذي يتيحه له عدم طلب مال من الرياض.

وأضافوا "الحريري لم يتنازل عن حقوق السنّة، ولا عن حصة تيار المستقبل. ما تخلى عنه، بسبب وجود رئيس قوي في بعبدا، ولمقتضيات التسوية، كان جزءاً ممّا يضع تياره يده عليه من دون وجه حق. والمكاسب التي يحصّلها من علاقته بعون وتياره أكبر من أن تُقارَن بمقعد نيابي هنا، وموقع إداري هناك، ومرسوم لا يُوقّع. المكسب، هو ضمان البقاء في رئاسة الحكومة، وإقامة تحالف استراتيجي مع ​التيار الوطني الحر​، بما يجعل منهما الكتلة الوازنة في السلطة".

ورأى الحريريرون ان "قانون الانتخاب هو أفضل الممكن نتيجة موازين القوى الحالية. لكن هذا القانون ليس مجحفاً بحقنا أبداً. الإجحاف هو في قول العكس. فما سنخسره هو إما ليس حقاً لنا، كثلاثة مقاعد شيعية، ومقعدين علويين، وبعض المقاعد المسيحية، وإما مقاعد نخسرها لنكسب في مقابلها مقاعد كان غيرنا يضع يده عليه. وفي المحصلة، ستكون لنا بعد الانتخابات كتلة من نحو 24 نائباً، لتبقى الكتلة الحزبية الأكبر في المجلس النيابي".

وعترفوا بـ"تراجع التأييد الذي أصابهم لدى الجمهور السنّي. لكن، وبدلاً من الخطر الذي كان يُحدق بهم نتيجة الدعم السعودي والإماراتي لخصومهم داخل الطائفة، يبدو الحريري اليوم كما لو أنه بلا بديل. تراجعت الرياض عن دعمها للوزير السابق أشرف ريفي إلى حدّ عدم شموله بزيارة خاطفة للموفد الملكي نزار العَلَوْلا قبل أسابيع، فيما تراجع انقلابيون آخرون، كخالد الضاهر، من موقف المستعد لمبايعة بهاء الحريري "إذا طلبت مني المملكة ذلك"، إلى «المعتذِر» من سعد الحريري، والمنسحِب من مواجهته الانتخابية".

وعبروا عن خشيتهم من أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، تقلّص عدد العاقلين نسبياً في العاصمة الأميركية، لافتين إلى ان "لبنان يبقى في دائرة الأمان ما بقي ملفه في الولايات المتحدة بيد وزارة الخارجية التي تسوّق لفكرة الاستقرار في لبنان، لأن هذا الاستقرار يمكّننا من مواجهة حزب الله بصورة أفضل". وأضافوا "ما يخشاه هؤلاء هو موجة من الجنون الأميركي في الإقليم، تطيح الهدوء في لبنان، وتالياً، دور الحريري القائم على التسوية وربط النزاع وقضم المساحة السياسية من حول حزب الله".