وفي اللحظات الأخيرة خرج ​حزب الطاشناق​ من لائحة تحالف ​التيار الوطني الحر​ و​تيار المستقبل​ في دائرة زحلة. فلماذا تخلى الحزب الأكثر تمثيلاً على الساحة الأرمنية عن هذا الحلف؟ وما الذي حصل في المفاوضات بينه وبين تيار المستقبل؟ ولأي لائحة من اللوائح سيجيّر الحزب أصواته في عاصمة الكثلكة في الشرق؟.

أسئلة كثيرة تطرح منذ اللحظة التي أعلن فيها حزب الطاشناق أسماء مرشحيه في دائرتي ​المتن الشمالي​ و​بيروت​ الأولى، من دون أن يسمي مرشحاً عن مقعد الارمن الأرثوذوكس في دائرة زحلة، علماً أن الزحليين يعرفون أن للحزب مرشح غير حزبي في الدائرة ولكن من المقربين منه، إسمه جورج بوشكيان، وكان من المفترض أن يلتحق بلائحة التيارين. على هذا الصعيد، تكشف المعلومات الواردة من عاصمة ​البقاع​، أن حسابات تيار المستقبل حالت دون إنضمام الطاشناق الى اللائحة، وذلك إنطلاقاً من أن للحزب الأرمني في زحله حوالى 5000 صوت أي أقل من الحاصل الإنتخابي المطلوب، ما يعني أنه كان يجب على التيار الأزرق أن يجيّر لمرشح الطاشناق عدداً لا يستهان به من أصواته لتأمين فوزه الأمر الذي كان سيشكل خطراً على أحد مرشحي المستقبل وهذا ما رفضته قيادة التيار.

في المحصلة، خرج الطاشناق من اللائحة، من دون أن يسمّي أي مرشح فيها، لا بوشكيان ولا غيره، وعن المعلومات التي تحدثت عن أن الأخير قرر الانضمام الى لائحة ​الكتلة الشعبية​ التي ستعلنها رئيستها ​ميريام سكاف​ بعد ظهر السبت من دارة الراحل ​ايلي سكاف​، فتؤكد مصادر الحزب الأرمني ألاّ علاقة لها بترشيح بوشكيان على لائحة سكاف أو غيرها، "فهو في نهاية المطاف شخصية مستقلّة مقربة من الحزب، له قراره وإستقلاليته، وبما أن الحزب لم يتبنَّ ترشيحه على هذه اللائحة أو تلك، فقرار تحديد خياراته من المعركة يعود اليه حصراً ولا يلزم هذا الخيار الطاشناق بشيء كما أن الحزب لا يستطيع أن يلزمه بأي شيء".

عدم حسم الموقف في زحلة من قبل الطاشناق، تفسره مصادر مطلعة على سير المفاوضات، على الشكل التالي: بما أن البحث بين المستقبل والطاشناق كان على إحتمال سحب الثاني مرشحه من زحلة لمصلحة التيار الأزرق، مقابل ان يدعم المستقبل مرشحي الطاشناق في دائرة بيروت الأولى، لا يريد الحزب الأرمني إستفزاز "المستقبل" بتنبيه ترشيح بوشكيان على لائحة سكاف كي لا يقوم الأخير بردة فعل في بيروت، ويحجب كل أصواته عن مرشحي الحزب الثلاثة، هاكوب ترزيان، سيرج جوخاداريان والكسندر ماتوسيان، كل ذلك لأن الكتلة الناخبة السنيّة في بيروت لها ثقلها الإنتخابي، ولأن دائرة بيروت الأولى تهم الحزب الأرمني أكثر بكثير من مما تهمّه دائرة زحلة حيث لا يستطيع بمفرده تأمين الحاصل لمرشحه.

إذاً، بالتراضي إنتهت مفاوضات الطاشناق مع المستقبل وإنسحب الحزب الأرمني ترشيحاً من لائحة التيارين في زحلة، وبما أن الحزبين يلتقيان مع التيار الوطني الحر على لائحة واحدة في بيروت الأولى، فليس من مصلحة أحد وتحديداً الطاشناق، أن يفتعل أي إشكال علني لأجل مقعد في زحلة، وبالتالي إذا دعم الطاشناق لائحة أو مرشحاً في عروس البقاع فلن يحصل ذلك بشكل علني.