نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر بارزة في احدى الكتل الوزارية، اشارتها الى أن "الخطاب السياسي لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​، والذي أعاد استحضار مناسبات خلافية في الشارع من خلال الحديث عن السابع من أيار، يعتبر شكلاً من أشكال التموضع الجديد على الساحة السياسية، ولكن غير مؤثر على الحراك الإنتخابي الذي انطلق بعيداً عن الواقع السياسي وخارطة التحالفات داخل الحكومة"، معتبرة أن "نتائج هذا الخطاب، لن يؤدي إلى نتائج على قدر تطلّعات قيادته، ذلك أن التفاهمات التي نسجها رئيس الحكومة منذ تشرين الثاني الماضي، وأزمته السابقة مع المملكة العربية ​السعودية​، قد جعلت من خياراته في مكان مختلف عن المكان الذي ينطلق منه اليوم في خطابه الهادف إلى شدّ العصب في الشارع السنّي بعدما تحوّل المشهد الإنتخابي فيه بشكل لافت على أثر حركة الإنسحابات التي تسجل في الأيام الماضية انطلاقاً من ​بيت الوسط​ تحديداً".

ولفتت المصدر الى أن "التبدّل الذي يسعى "​تيار المستقبل​" إلى تظهيره اليوم في الحملات الإنتخابية، وفي العناوين التي يرفعها رئيس الحكومة مع إطلاق لوائحه بشكل رسمي، والذي يتزامن، مع تحوّل في التعاطي السعودي مع الحريري من خلال التراجع عن دعم خصومه في المعركة الإنتخابية الراهنة، يستند إلى معادلة سياسية جديدة هي إنتخابية في الدرجة الأولى، ولن تستمر في مرحلة ما بعد ​الإنتخابات النيابية​ التي ستشكل محطة لتوثيق التحالف السياسي ما بين رئيس الحكومة ومكوّنات السلطة، وعلى رأسها فريق ​التيار الوطني الحر​".

ورأت أن "نقطة الإرتكاز في هذه المعادلة الجديدة، فأنها الإستمرار في الحكومة، وفي التعاون مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، وذلك على قاعدة سياسية تتناغم والأحجام التي ستفرزها الإنتخابات المقبلة، والتي ستحول دون تشكيل كتل وازنة تسمح بالسيطرة على القرار النيابي، أو بتعطيل هذا القرار بأي طريقة"، متوقعة أن "تسجل خروقات لافتة في لوائح "المستقبل"، وذلك بصرف النظر عن كل تحالفاته المستجدة وخطابه الإنتخابي المتشدّد مذهبياً، خصوصاً وأنه لم يتمكن من ترجمة حلفه الوثيق مع "التيار الوطني الحر" في منطقة حسّاسة هي دائرة ​بعلبك​ - ​الهرمل​، حيث كان التعاون ما بين "​القوات اللبنانية​" و"المستقبل" هو الأقوى".