على ضوء القانون الإنتخابي الحالي، الذي يعتمد النظام النسبي في 15 دائرة، قرر الحزب "الديمقراطي اللبناني" خوض هذا الإستحقاق في أكثر من دائرة له حضوراً بارزاً فيها، من الجنوب الثالثة (النبطية-بنت جبيل-مرجعيون وحاصبيا) إلى الشوف وعاليه وصولاً إلى بعبدا، بينما كان يطمح إلى خوضها أيضاً في بيروت الثانية والبقاع الغربي وراشيا، إلا أن لعبة التحالفات لم تسمح له بالوصول إلى هذا الهدف، حيث أعلن مؤخراً سحب مرشحه في البقاع الغربي وراشيا نزار زاكي، "بسبب ضغوط بعض الحلفاء التي أرادت جعل الحزب مجرد مرشح على مقعد نيابي وليس منافساً"، والأمر نفسه ينطبق على مرشحه في دائرة بيروت الثانية نسيب الجوهري.

في نهاية المطاف، رست بورصة الترشيحات الحزبية على كل من رئيس الحزب وزير المهجرين ​طلال أرسلان​ عن المقعد الدرزي في عاليه والعميد مروان حلاوي ومازن أبو ضرغم عن المقعدين الدرزين في الشوف، ضمن دائرة الشوف وعاليه، وسهيل الأعور عن المقعد الدرزي في بعبدا، ووسام شروف عن المقعد الدرزي في حاصبيا ضمن دائرة الجنوب الثالثة.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة في الحزب، عبر "النشرة"، أن العمل ضمن الماكينة الحزبية المركزية سيكون مقسماً على عدة لجان، كل منها سيكون مسؤولاً عن عمل محدد، وهي تضم على سبيل المثال: لجنة المندوبين، لجنة التجهيزات، لجنة الإعلام والإعلان، لجنة التعبئة المسؤولة عن التواصل مع الناخبين، لجنة النقل، بالإضافة إلى اللجنتين السياسية والمالية.

وفي حين كان الحزب يبحث في أكثر من شعار إنتخابي لهذه المعركة، تفيد مصادره أن الخيار وقع على شعار "صوت ضميرك"، بينما الوزير أرسلان كان قد حدد شعاراً آخر على المستوى الداخلي هو "اليوم أقوى من أي وقت مضى"، ويأمل من خلال ذلك بالفوز بكتلة نيابية أكبر من تلك الموجودة معه.

على صعيد متصل، توضح هذه المصادر أنه بالإضافة إلى الماكينة الإنتخابية المركزية سيكون هناك أخرى متفرعة عنها في كل دائرة، وعن الأخيرة سيكون هناك ثالثة موجودة في كل مدينة أو بلدة، وتشير إلى أن هذا الأمر لن يكون صعباً على الحزب كونه يتطابق مع تقسيماته الإدارية.

وعلى الرغم من الحماوة الإنتخابية التي تطغى على عمل "الديمقراطي اللبناني" في هذه الأيام، تشير مصادر الحزب إلى أن العمل بدأ منذ شهر أيلول 2017، إلا أن التحضير الفعلي بدأ منذ اليوم الأول من العام الجاري، لا سيما بعد أن حُسم فعلياً أن الإستحقاق الإنتخابي سيحصل في موعده المقرر في السادس من أيار المقبل.

بالنسبة إلى التواصل مع الناخبين، تلفت مصادر الحزب إلى أن الماكينات الموزعة على أكثر من مستوى لا توفر أي وسيلة متاحة، من الإتصال الهاتفي إلى الإتصال الشخصي، بالإضافة إلى عقد الإجتماعات والندوات في المناطق، بينما تم تجهيز المندوبين الذين سيكونون حاضرين في يوم الإنتخاب بكل ما قد يحتاجون اليه في هذا النهار، وهم خضعوا إلى حلقات تدريبية لهذه الغاية، وتضيف: "اليوم نحن جاهزون لخوض المعركة الإنتخابية". وتكشف عن أن الوسائل التكنولوجية ستكون حاضرة أيضاً، لا سيما عبر تطبيق على الهواتف الذكية يسمح لهؤلاء المندوبين بالتواصل المباشر مع الماكينة المركزية، خصوصاً أن قانون الإنتخاب الحالي يتطلب هذا الأمر.

من ناحية أخرى، تشير هذه المصادر إلى أن من الأمور التي جرى العمل عليها بشكل كبير، في الفترة الماضية، تنقيح لوائح الشطب بالإضافة إلى تأمين بطاقات الهوية للأشخاص الذين لا يملكونها، لكنها توضح أن بعض الناخبين تأخروا بالتواصل مع الماكينة الإنتخابية، الأمر الذي سيدفع الأخيرة، في الأيام المقبلة، إلى السعي لتعويض ذلك عبر جوازات السفر، نظراً إلى أن القانون الإنتخابي يسمح للناخب بالإقتراع ببطاقة الهوية أو عبر جواز سفر صالح.