لم يتحالف ​التيار الوطني الحر​ مع ​حزب الله​ و​حركة أمل​ بشكل مباشر الا في دائرتين من أصل 15، بيروت الثانية وبعبدا، بينما اجتمع الثلاثة في دوائر أخرى لا يوجد مقاعد شيعية فيها كالشوف وعاليه، ولكن المفاجأة ليست بعدم التحالف بين الوطني الحر والثنائي الشيعي بل بقيام الأول بترشيح أسماء مواجهة لمرشحي الثاني في عدد من الدوائر التي تضم مقاعد شيعية.

في دائرة بيروت الثانية تمكّن مسؤول وحدة التنسيق والارتباط بحزب الله وفيق صفا من حل مسألة المرشح الانجيلي على لائحة الثنائي الشيعي، فخرج مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد ودخل الوطني الحر التحالف عبر القسّ ادغار طرابلسي، وفي بعبدا أيضا تم حسم التحالف بين حزب الله وحركة أمل والوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني، وتشكلت لائحة مكتملة فيها علي عمار، فادي علامة، الان عون، ناجي غاريوس، حكمت ديب وسهيل الأعور.

أما بالنسبة للدوائر التي قرر الوطني الحر فيها منافسة الثنائي الشيعي فتبدأ من دائرة الجنوب الثالثة التي تضم النبطية، بنت جبيل ومرجعيون حاصبيا، وهناك رشّح رئيس التيار جبران باسيل، مصطفى بدر الدين والعميد المتقاعد هشام جابر عن مقعدين شيعيين في النبطية لمواجهة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد وهاني قبيسي وياسين جابر. وهنا تكشف مصادر مطّلعة ان المفاجأة لم تكن بترشيح العميد المتقاعد بل بالمرشح الاول بدر الدين نظرا للخصوصية التي كان يتمتع بها الرجل الذي كان رئيسا لبلدية النبطية سابقا والأهم رئيسا لمجلس العمل البلدي في حزب الله.

وتضيف المصادر: "في البداية كان الحديث عن ترشّح بدر الدين الذي يملك حيثيّة شعبية في المدينة بشكل منفرد، ومن ثم ينال الدعم من الوطني الحر ولكن بعد أن تمت تسميته رسميا مرشحا للتيار واعتلائه المسرح مع المرشحين الحزبيين فهذا قد أضعفه كثيرا"، مشيرة الى ان أوساط بدر الدين تتحدث عن تفكيره بالانسحاب من المعركة.

لم يكتفِ باسيل بترشيحات النبطية بل رشّح حسين الشاعر ومحمد مصطفى قدوح عن المقاعد الشيعية في بنت جبيل لمواجهة النائب حسن فضل الله، أيوب حميد وعلي بزي، وشادي مسعد عن مقعد الروم الاورثوذكس في مرجعيون حاصبيا لمواجهة مرشح الحزب القومي أسعد حردان. وفي هذا السياق تشير المصادر الى أن ترشيحات التيار في الجنوب هدفها القول أن التيار يستطيع ان يرشح على كل الاراضي اللبنانية وهو غير محصور بطائفة او مذهب، دون أن يكون لهذه الترشيحات أي قدرة على المنافسة جنوبا كون تركيب اللوائح لم يشهد توحدّا بين القوى المعارضة للثنائي الشيعي.

وتضيف المصادر: "كما في الجنوب كذلك في بعلبك-الهرمل حيث رشح التيار غادة عساف عن مقعد شيعي، وميشال الضاهر عن مقعد الروم الكاثوليك، على متن لائحة "المقاومة المدنية" التي انسحب منها رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني"، مشيرة الى أن انسحاب الحسيني دفع مرشحي التيار الوطني الحر الى الانسحاب من لائحة المقاومة المدنية والتحالف مع الوزير السابق فايز شكر في لائحة اسمها "اللائحة المستقلة".

في كسروان-جبيل لم تصل الأمور الى خواتيم سعيدة بين الثنائي الشيعي والوطني الحر، فالأول رشّح الشيخ حسين زعيتر ورشح الثاني ربيع عواد. وهنا تقول المصادر بأن الوضع مختلف في الجنوب وبعلبك حيث يعتبر الثنائي الشيعي الطرف الأقوى ومواجهته صعبة ولكن في جبيل يعلم التيار ان حزب الله يسعى للحصول على حاصل انتخابي واحد يخوله الظفر بالمقعد الشيعي وبالتالي فإن مواجهته مع التيار ستضعفه.

هل استفاد التيار الوطني الحر من المرشحين بوجه الثنائي الشيعي حقًّا كما يُقال؟ ولكن السؤال البارز هل استفاد المرشحون من هذه الخطوة، أم أنّها أضعفتهم في محيطهم؟.