اشار الأمين العام لحزب الله السيّد ​حسن نصرالله​ في لقاء مع الماكينة الانتخابية للحزب في منطقة بيروت إلى اننا :"نذهب الى ‎​الانتخابات​ ونحن مرتاحون سياسياً واخلاقياً، وقدّمنا ما نستطيع لحلفائنا ولن نردّ على الحملات ضدنا بخطاب مستفزّ، لكنّ جمهورنا تعوّد على الانتصارات، وقد شاهدها بأمّ العين، وإن شاء الله سيشهدها في المعركة ‎الانتخابية".

وكرر نصرالله القول بأنه :"سأذهب الى مدن وقرى‎ ​بعلبك​ ـ ​الهرمل​ اذا وجدتُ وهناً في الاقبال على الانتخابات ودعم لائحة الامل والوفاء وأنا لا أمزح، وكلامي ليس من باب التشجيع"، معتبرا أنّ "التحالف بين حزب الله و​حركة أمل​ هو فوق استراتيجي وله بعد إيماني وعقائدي".وتوجه نصرالله الى اعضاء الماكينة بالقول:"لن تسمعوا من ​تيار المستقبل​ وغيره سوى شد العصبية وشتيمتنا لكي ترضى عنهم ​السعودية​ و​اميركا​ وغيرهما، ولا يوجد عندهم ما يقولونه لجمهورهم".

وشدد على ان "قوة حزب الله أصبحت أقوى وحاضرة، وهذا يعني أن العين انفتحت والاستهداف صار أكبر. والأميركي يرى اليوم أن حزب الله يهدد مشروعه في كل المنطقة لا سيما بعد دوره سوريا، وفي العراق خلال الاحتلال الأميركي وخلال احتلال داعش. لدينا مجموعة من الانتصارات وهذا يغضب أميركا وحلفاءه، ولذلك يتدخّل السعودي والخليجي بامكانات هائلة ووسائل قذرة وقدرة إعلامية كبيرة». وكشف عن لقاء سعودي ـــ سوري رفيع المستوى عُقد أخيراً في مكان ما، وطرح السعوديون فيه على السوريين قطع علاقتهم بايران والمقاومة في مقابل وقف دعم الارهابيين في سوريا ودعم إعادة إعمارها بمئات مليارات الدولار وقال إن هذا العرض قُدم للسوريين مرتين، في عهدَي عبدالله وسلمان، وهذا دليل على أن أصل المعركة هو استهداف المقاومة".

وراى نصرالله ان "معركتنا اليوم هي معركة وجود وعزة وكرامة، ونوابنا هم صوت المقاومة، ووجودهم في المجلس يعطينا مكاناً في الحكومة لحماية ظهر المقاومة"، مشيراً الى أن "السعودية حاولت اسقاط الحكومة في الرابع من تشرين الثاني الماضي عبر احتجاز رئيسها سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، «لأنهم يريدون إخراج حزب الله من الحكومة"، مضيفا:"لو كانت لديهم القدرة لأخذوا البلد إلى حرب أهلية، لكنهم يخشون هزيمة نكراء". وأكّد ان المشروع السعودي هو أخذ الدولة الى صدام مع المقاومة، مشيراً إلى أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز قيل لي إنه طلب شخصياً من بعض ‎نواب في تيار المستقبل وجماعة 14 آذار في اول جلسة انتخاب رئاسية قبل اكثر من سنتين ونصف سنة انتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيساً للجمهورية. كان المطلوب سعودياً واميركياً الذهاب الى المواجهة مع حزب الله".

وأدرج نصرالله مشاركة وزراء حزب الله في الحكومة في سياق حمايتها لأنه نتيجة عدوان تموز وما بعدها هناك توازن ردع مع العدو الاسرائيلي، والتهديد الأخطر هو من الداخل. والهدف من وجودنا في الحكومة اليوم هو منع اتخاذ اي قرار يمسّ المقاومة. وذكّر بأنه قبل 2005 كان الوجود السوري يشكل ضمانة لعدم الصدام مع الدولة ولم نكن بحاجة للدخول إلى الحكومة، وبعد 2005 دخلنا على خلفية شرعية هي حماية المقاومة لأن هناك من كان يعمل على تسخير امكانات الدولة لضربها، وهو ما ثبتت صحته عام 2006، حين كان قتالنا في الحكومة أشد قساوة في بعض الأحيان من قتالنا على الجبهة العسكرية. فقد وافق الاسرائيلي على وقف القتال متخلياً عن شرط إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني، لكن الحكومة اللبنانية لم تقبل بما قبل به الاسرائيلي، وكان موقفها أسوأ من موقفه. وأكد أنه لو كان وزراء حزب الله موجودين في حكومة فؤاد السنيورة، لما كان أحد تجرأ على أخذ القرارات التي اتخذت في ٥ ايار ٢٠٠٨ والتي كان الهدف منها ان يحصل صدام بين حزب الله والجيش اللبناني، مضيفا:"كما كان هدفنا من دخول الحكومة عام 2005 حماية المقاومة فإنه اليوم أكثر وجوباً مع تعاظم التهديدات. كما أن هناك مستجدّاً يستدعي وجوداً قوياً لنا في مجلس النواب والحكومة لحماية البلد، وهو الوضع المالي وخدمة الدين العام التي قد تؤدي إلى إفلاس الدولة وانهيارها بعدما عجز الأميركيون عن مواجهتنا بالقوة. لسنا طلّاب سلطة، لكن علينا مسؤولية شرعية في المحافظة على بلدنا". وأوضح أن حجم الدين وصل الى 80 مليار دولار ثلثها ذهب للبنى التحتية والبقية نهبت، واليوم يريدون أن يركّبوا 17 ملياراً أخرى من الديون لنهبها".