اشارت صحيفة الفايننشال تايمز الى إن "الانتخابات الرئاسية الصورية في مصر مشهد محبط يبرز كيف تلاشت مطالب الديمقراطية التي نادت بها الانتفاضات العربية في عام 2011"، لافتة الى ان "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر قمعية من نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك المخلوع من منصبه خلال الثورة المصرية".
والقت الصحيفة الضوء على العديد من الدول العربية التي شهدت ثورات مطالبة بالديمقراطية ومنها ليبيا التي تتخبط حالياً في حالة من الفوضى العنيفة، مما جعل بعض المواطنين يشعرون بالحنين للاستقرار النسبي الذي ساد خلال حكم الزعيم الراحل معمر القذافي.
ووصف كاتب المقال سوريا بأنها الأكثر مأساوية على الإطلاق كونها تخوض حربا أهلية ذهب ضحيتها ملايين القتلى والجرحى والنازحين.
ورات أن "الانهيار العنيف للربيع العربي أضر بقضية السياسة الليبرالية ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في جميع أنحاء العالم".
وأشار كاتب المقال إلى أن التفاؤل الكئيب حول آفاق الديمقراطية دفعه لقضاء أسبوع في تونس، البلد الذي شهد الشرارة الأولى للربيع العربي والوحيد الذي لم يتم سحق طموحاته"، مشيرة الى ان "تونس لديها بعض مزايا السياسة الطبيعية مقارنة مع جيرانها إذ أنها خالية إلى حد كبير من الانقسامات القبلية والدينية التي ظهرت بسرعة إلى حد كبير من الانقسامات القبيلة والدينية التي ظهرت بسرعة في ليبيا وسوريا".
ورات الصحيفة أن "تونس الدولة العربية الوحيدة في العالم العربي التي لديها دستور مكتوب منذ منتصف القرن التاسع عشر"، وأكد أن "مؤسساتها الرسمية الحكومية فاسدة وتعاني من البيروقراطية، إلا أنه كان هناك دولة فاعلة استطاعت الاستمرار في العمل بعد الثورة".
وأضاف أن " ضعف تونس يكمن في اقتصادها المتهاوي، إذ أن اليأس من الحالة الاقتصادية كان الدافع للمشاركة في الثورة في المدن الصغيرة والضواحي حيث بلغت نسبة البطالة بين الشباب 50 في المئة"، مضيفاً أن البلاد تشهد انخفاضا طفيفا في معدلات البطالة منذ عام 2011"، مضيفة:"تونس تعد الاستثناء الوحيد الحالي الذي يثبت بأن الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان يمكن أن يتواجد في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن تونس شهدت بداية الربيع العربي واليوم يحتاج للصمود أمام الشتاء العربي".