أشار رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، عقب لقائه أعضاء لائحة "قدرة التغيير" عن دائرة صيدا-جزين، إلى "أنّنا تعرّضنا كـ"قوات لبنانية" و"كتائب لبنانية" ومستقلين في منطقة صيدا – جزين، لحملة تطويق شبه كاملة، ومحاولات عزل مستمرة"، لافتاً إلى أنّ "البعض قام بها لأسباب أيدويولوجية غير مفهومة بعد انقضاء 30 عاماً على نهاية الحرب، والبعض الآخر لأسباب سياسية، والبعض لأسباب مصلحية بحتة، فيما البعض الآخر قام بها لأنّه لا يريد أن يكون هناك أي قوى أخرى في المنطقة"، منوّهاً إلى "أنّنا أحببنا أن تكون الإنتخابات ديمقراطية".

وتوجّه جعجع إلى أهالي صيدا بالقول: "هناك من يحاول إعادتكم إلى الماضي إلّا أنّ ما يجب علينا القيام به هو عيش الحاضر والتطلع نحو المستقبل، ولو أنّني أريد من الجميع أن يتذكّروا جيّداً أنّ "القوات اللبنانية" و"​الكتائب اللبنانية​" هما أكثر من ساهم في إنهاء الحرب الأهليّة والوصول إلى السلم الّذي نعيشه حاليّاً ودفعا غالياً ثمن "​إتفاق الطائف​"، في الوقت الّذي كان فيه الآخرون غير موافقين على هذا الإتفاق ويعارضونه".

وركّز على أنّ "هناك العديد من الأمور الّتي تجمعنا مع أهالي صيدا في الوقت الحاضر، أقلّه توقنا وعملنا الدؤوب للوصول إلى دولة قويّة وفعليّة في لبنان ومن أجل الإنتهاء من كل التنظيمات المسلحة المنتشرة بشكل متفلت في الأزقة والشوارع والتي من المفترض ألّا يكون لها مكان في أي دولة حديثة"، مبيّناً أنّ "ما يجمعنا بأهالي صيدا أيضاً هو التوق إلى هذه الدولة للخروج من الحالة الّتي نعيشها، حيث ربع القرار داخل الدولة فيما ثلاث أرباعه خارجها وهي مسؤولة وغير مسؤولة في الوقت نفسه، حيث تنفجر الأحداث في صيدا بين الفينة والأخرى، ولا أحد مسؤول عنها فيما الجميع مسؤولون عنها".

وأكّد جعجع أنّ "ما يجمعنا مع أهالي صيدا وجزين هو رغبتنا في أن تكون الدولة نظيفة فيها شفافيّة واستقامة ومن الممكن أنّ هذه هي الأسباب الّتي دفعت الكثيرين للتكتل في وجهنا في هذه الدائرة، فالبعض يستفيد من غياب الدولة فيما البعض الآخر يستفيد من دولة ​الفساد​ القائمة؛ ولهذه الأسباب يرفضون لائحتنا ولا يرفضون القوى السياسيّة الّتي لا تؤمن سوى بالدولة اللبنانيّة الّتي هي وحدها الكفيلة بالدفاع عن الأراضي اللبنانية حيث يحتكر السلاح بيدها"، موضحاً أنّ "هذا البعض لا يريد أي قوى حزبيّة أو مدنيّة تؤمن بدولة نظيفة مستقيمة لا صفقات فيها أو سمسرات".

وشدّد على "أنّنا سنخوض هذه المعركة الإنتخابيّة بكلّ ما أتينا من قوّة وإيمان وعزم وبتحدّ كبير للغة الأرقام، مع إيماننا بأنّ كلّ مواطن لبناني لديه التوق نفسه الّذي لدينا. من هذا المنطلق نأمل في أن يكون في 7 أيار المقبل واقع هذه المنطقة مختلف تماماً لما هو اليوم"، مشيراً إلى أنّ "النق" والبكاء على الأطلال لا يفيد بشيء والنافع الوحيد هو التصرّف يوم الإنتخابات المقدس الّذي نستطيع فيه تغيير جوانب كثيرة من حياتنا ونحوّلها إلى ما نتمناه"، مركّزاً على أنّ "في 7 أيار يمكننا على الأقل حلّ مشاكل السير والمياه و​الكهرباء​ في لبنان، إلّا أنّه بالنسبة لمنطقة صيدا فهي تعاني من مشكلة أكبر وهي انتشار التنظيمات المسلحة غير الشرعيّة الّتي تعيث خراباً في أحياء ​مدينة صيدا​".

ورأى جعجع أنّ "هذه التنظيمات وأعضاءها هم من يعملون على التذكير بأيام الحرب الأهليّة إلّا أنّه قبل القيام بذلك ليخرجوا هؤلاء من الشارع ولتكن ​الدولة اللبنانية​ هي الوحيدة الموجودة و​القانون اللبناني​ هو السائد في صيدا وجزين، واستطراداً منطقة ​الجنوب​ كاملة والأراضي اللبنانيّة كافّة وعندها لكلّ حادث حديث".