أشار راعي ابرشية البترون المارونية ​المطران منير خيرالله​ في عظة ألقاها خلال ترأسه قداس خميس الاسرار في صالة كنيسة مار سركيس وباخوس في ​كفرعبيدا​ إلى ان "هذه الرتبة ترمز للتواضع وهذا هو التحدي الذي نتساءل ان كنا نستطيع ان نقبله". وأضاف: "في هذا الخميس، خميس الاسرار وفي عشائه الاخير مع رسله، تواضع يسوع حتى النهاية فغسل أرجل الرسل ليعلمهم كيف عليهم ان يعيشوا بعد ذلك، فكان لهم القدوة والمثال. واليوم بعد 2000 سنة وفيما نحن نعيش الرتبة ونتشبه بالمسيح، نتعلم منه التواضع والتنازل عن كبريائنا وعنفواننا وامجادنا الباطلة".

ولفت إلى انه "نحن خلفاء الرسل، المطلوب منا اليوم، كلنا، مطارنة ورؤساء كنائس وكل مسؤول وكل مدني، ان نعود ونقف امام الرب ونحكم ضميرنا ونفكر اذا كنا نعيش التواضع ام لا وعلى كل واحد منا ان يقوم بفعل توبة ويطلب المغفرة من الله. فإلى اي مدى نحن قادرون ان نتواضع مثل المسيح حتى النهاية؟". وسأل: "هل نحن كمسؤولين دينيين ومدنيين وسياسيين نتنازل عن كبريائنا وعن مصالحنا الشخصية ونتواضع؟".

وقال: "نحن اليوم وفي الواقع الذي نعيشه في وطننا لبنان وفي دولتنا، بحاجة لأن نعود ونعيش التواضع ونعترف بضعفنا ونقصنا وخطايانا ونقصد ان نعيش من جديد حياة جديدة. فهل نحن قادرون؟ التحدي كبير، وربنا ​يسوع المسيح​ علمنا ان ما من أحد اكبر من الله. كلنا قادرون ان نعود لنربي اولادنا واجيالنا الطالعة من جديد على عيش التواضع وهم ينتظرون منا مثلا وشهادة حياة، ونحن بالذات الكبار علينا ان نعرف كيف نتواضع ونفحص ضميرنا ونتوب. وعندما نجد ان كل واحد منا تخلى عن ذاته في سبيل مصلحة الخير العام نكون قد ربحنا التحدي ونقدم مثالا لابنائنا ليس بالكلام بل بالعيش اليومي، وهكذا نستطيع ان نبني عائلات مسيحية قائمة على التواضع واحترام الآخر و​المحبة​، ونتمكن من بناء دولة ونحافظ على لبنان الوطن الرسالة كما سمي منذ سنوات وسنوات".