شهر وبضعة ايام على موعد ​الانتخابات​ النيابية حيث بدأ «الجد» في التحضيرات والعمل متواصل من كل اللوائح في السلطة او المعارضة او المستقلين او ما يعرف ب​المجتمع المدني​ من اجل التواصل مع الناخبين و«ضمان الصوت التفضيلي».

وفي شبه حرب الغاء سياسية واعلامية بين القوى الكبرى المتصارعة في السلطة تستمر الحملات المتبادلة بين الاحزاب الكبرى والممثلة للطوائف ولا يسلم من هذه الحرب كل من يترشح ضد هذه اللوائح. وتخوض كل لائحة حرب حقيقية في منطقتها ضد اللوائح المنافسة والتي بلغت 4 كمعدل وسطي في كل ​لبنان​ باستثناء دائرة الجنوب الثانية التي تتنافس فيها لائحتان الاولى للثنائي الشيعي ولائحة مستقلة يدعمها ​التيار الوطني الحر​ فيما تبلغ المنافسة اشدها في ​بيروت​ الثانية وفي ​الشوف​ و​عاليه​ و​طرابلس​ و​المنية​ و​الضنية​ و​زغرتا​ وبشري و​البترون​ والكورة. في الـ15 دائرة يكاد لا يقل عدد لوائح المجتمع المدني والمستقلون عن اثنتين في كل دائرة ويبلغ عدد المرشحين في كل لبنان ما يقارب الـ100 صمدوا بعدما غربلت العشرات منهم التحالفات واللوائح التي ركبت في معادلات «عجيبة غريبة».

ويؤكد خبير انتخابي ان لوائح المجتمع المدني وخصوصاً اللوائح التي تحالفت فيما بينها وحملت اسم «تحالف وطني»، والذي رشح وحده 66 مرشحاً في كل لبنان ان امكانية المستقلين على الخرق محتملة في دائرة طرابلس و​قضاء الكورة​ بمقعد ماروني او ارثوذوكسي وفي المتن بمقعد كاثوليكي او ماروني وفي الشوف - عاليه بمقعد ماروني وفي بيروت الاولى بمقعدين ارثوذوكسي وارمن ارثوذوكس وفي بيروت الثانية بمقعد ارثوذوكس.

في المقابل تتحدث احزاب السلطة الكبرى وخصوصا الاحزاب التي ستحصل على اكبر عدد من ​الكتل النيابية​ ان ما يسمى باحزاب المعارضة او المجتمع المدني والمستقلين «يبالغون» في حجم الخروقات المحتملة وقد لا تتعدى مقعد او اثنين في كل لبنان بسبب تشرذم هذه القوى وغياب الجامع بينها ووحدة الخطاب والموقف. بينما تتحدث اوساط في المجتمع المدني عن معركة انتخابية جدية مع قوى السلطة واحزاب المعارضة على اكثر من 50 مقعداً في كل لبنان ويتوقع ان تخرق في 5 او 6 مقاعد «مؤكدة» وفق احصاءات لاحدى ​الماكينات الانتخابية​ لاحدى اللوائح المستقلة.

ويؤكد اكثر من مرشحة ومرشح من المستقلين ومنظمات اليسار انهم يتعرضون الى حملة منظمة تقودها السلطة واعلامها بالاضافة الى وجود حالة من التهويل والتخويف وتخوين الناخبين وفرض ضغوط عليهم مادية ومعنوية. فعدا عن عرقلة ​الاعلان​ عن اللوائح وحجب التغطية الاعلامية تستمر احزاب السلطة في تخوين والتخويف من كل مرشح لا يتبع للاحزاب وكأنه آت لفرض «نظام عالمي جديد» مثلاً في بيروت يدعي احد التيارات السياسية انه يمتلك العاصمة واهلها.

ويشير المرشح عن المقعد الشيعي في بيروت الثانية الوزير السابق ​ابراهيم شمس الدين​ وعن لائحة «بيروت الوطن» التي يرأسها الصحافي ​صلاح سلام​، الى انه لن يدخل في لعبة احزاب السلطة التي تنسب فلان ولائحة فلان لمصلحة حزب دون آخر فلائحتنا مستقلة وهدفها التغيير والمشاركة في حال الوصول الى البرلمان الجديد مع قوى اخرى ومستقلة للضغط على اجهزة الدولة ومؤسساتها لاحترام القوانين وتنفيذها والالتزام ب​الدستور​ والقيام بواجباتها تجاه مواطنيها.