لم يكن اهل السلطة "من الذكور" سعيدين جداً بترشح 111 سيدة الى ​الانتخابات​ النيابية واللواتي توزعن من عكار الى ​بوابة فاطمة​ ليبقى منهن 84 سيدة تواصل الترشح وخوض الانتخابات علىى لوائح معظمها من المستقلين. فيما حافظت الاحزاب على "سجلها الاسود" في عدم ترشيح سيدات حزبيات بالمعنى "الفاعل" و تقليص عدد القيادات النسوية في المراتب القيادية العليا كما افشلت قانون "الكوتا" الذي يسمح بعدد وازن من السيدات في البرلمان. وتؤكد احدى الناشطات السياسيات ان الاحزاب المنضوية في السلطة رشحت سيدات على عدد اصابع اليد الواحدة لـ"رفع العتب" ولمواجهة التيارات المدنية والمجتمع الاهلي ولمجاراتها وخصوصاً انها ترشح شباب وشابات، في حين يبدو ان نصف مرشحي احزاب السلطة هم من غير ​الشباب​. وتشير الناشطة في احدى جمعيات ​المجتمع المدني​ الى ان ما يميز المرشحات السيدات انهن من قطاع الاعلام والحقوق والتربية اي انهن يعملن في مواقع على تماس مع كافة شرائح المجتمع.

بدورهن المرشحات يتحدثن بثبات وتحد وجرأة عن تغيير حقيقي وثوري طرأ على مزاج وتفكير وعقل المرأة ال​لبنان​ية التي باتت تتمتع بالوعي الكامل والجرأة الحقيقية لتأخذ دورها ولكي تكون رائدة وفاعلة في مجتمعها.

وتشير المحامية لينا الحسيني والمرشحة في دائرة صور – ​الزهراني​ – قرى صيدا على لائحة "معاً نحو التغيير" التي تضم مستقلين ويدعمها ​التيار الوطني الحر​ الى ان حضور المرأة برز في هذه الانتخابات بفعل الوعي التراكمي والذي بدأ يتكدس منذ العام 2009 فتسعة اعوام جعلت من ​المرأة اللبنانية​ شريكة وحاضرة على عقم السلطة ومراوحتها وعجزها حتى عن اجراء الانتخابات واللجوء الى ​التمديد​ لثلاثة مرات متتالية.

وتؤكد الحسيني انها تواجه مشكلات مثلها مثل المرشحين الرجال فمثلاً كونها مستقلة وليست حزبية هناك الكثير من التسهيلات التي تمنح للاحزاب تمنع عن المستقلين وخصوصاً في منطقة تعتبر مثلاً "ملعباً" و"حكراً" للثنائي الشيعي او اي توجه سياسي آخر في منطقة اخرى فعقلية الهيمنة مسيطرة وممنوع الدخول الى مربع الاحزاب الكبرى.

وتلفت الى ان الاتصالات مع رؤساء البلديات و​المخاتير​ وفعاليات البلدات لا تتم بسلاسة وهناك صعوبة تنظيم الاجتماعات واللقاءات مع الناس لشرح وجهة نظرنا الانتخابية كما ان هناك نوع من الخوف تلمسه عند البعض الذي لا يسهل مثلاً اقامة اي احتفال او نشاط في اندية واماكن مخصصة لذلك فالناس لديها حسابات وتخاف من القوى المسيطرة.

وترى ان القانون الحالي لا يحمل من النسبية الا الاسم لكنه معقد ويراد منه "تضييع" الناخب رغم انه سيفرز وجوه جديدة وهذا مؤكد انها التجربة الاولى ومطلوب انتظار بعض الوقت لرؤية النتيجة لمعرفة مدى نجاعة القانون او لا.

وتلفت ندى خطار غريّب زعرور ورئيسة ​حزب الخضر​ والمرشحة عن دائرة المتن كمستقلة ومتحالفة مع ​حزب الكتائب​ وعلى لائحة "نبض المتن" مع رئيسه النائب ​سامي الجميل​ اننا كمستقلين نترشح لاحداث التغيير المنشود ولسنا مع اي طرف او حزب نحن حزب مستقل ومتحالفون مع من يشبه برامجنا الانتخابية ولهذا كان اللقاء مع الكتائب.

وتؤكد اننا سنكون كتلة معارضة شرسة مع تشكيلات المجتمع المدني وسنواجه كل القضايا بجدية ومن دون اية حسابات او مصالح كوننا لا ننتمي الى 8 و​14 آذار​.

وتلفت الى انها لم تواجه ضغوطات امنية او سياسية او حزبية منذ اي نوع كانت من المنافسين في احزاب السلطة. وتعتبر ان ثبات الموقف والحزم في قرار المرشح المستقل يمنع اياً كان من المس به وتؤكد انها تتواصل مع الجميع ولكنها لن تجبر احداً على ذلك اذا لم يقتنع ببرنامجها الانتخابي وتفكيرها السياسي وطموحها الى التغيير الحقيقي.

وتعتبر الاعلامية ليال بو موسى والمرشحة عن لائحة "كلنا وطني" في دائرة ​البترون​ وبشري و​الكورة​ و​زغرتا​ عن تحالف "مواطنون مواطنات في دولة" انها تترشح لاحداث التغيير المطلوب وان تجد الحلول للمشاكل بعد تشخيصها. وتشرح ان عملها في الاعلام الاستقصائي جعلها تضع يدها على مكامن الخلل، فالاعلام يتحدث عن مشاكل السجون ويعرض الواقع ومهمة المسؤول ان يجد الحلول وليس العكس. فالعمل السياسي تحول في لبنان في السنوات الاخيرة الى "لعبة اعلام" واستعراض وتساجل فلا يكفي تسليط ​الضوء​ على المشكلات من دون حلها لذلك اترشح واحاول ان اقوم بدوري كمواطنة في المجتمع واذا امكن في السلطة.

وتنتقد بو موسى التهويل الاعلامي والسياسي لبعض القوى في السلطة التي تحاول التقليل من شأن المجتمع المدني عبر القول ان تعدد لوائحه سيؤدي الى ضعفه وتشتته وترى ان تعدد المرشحين واللوائح دليل عافية اما رفع التصويت والحاصل فمسؤولية الناخب ومسؤولية المرشح ان يقنع الناس به وبطرحه الانتخابي.

وتختم بالقول انه من المخجل التفريق بين المرأة والرجل في المجتمع والعمل السياسي وترى ان اقبال المرأة على الترشح بكثافة هذه المرة يؤكد اصرار المرأة على ان تمارس حقها المشروع ودورها بفعالية وكفاءة.