تعدّ عملية إقتراع المغتربين في السفارات خارج لبنان تجربة فريدة وجديدة يخوضها اللبنانيون، وهم الذين ذاقوا الأمرّين نتيجة إبتعادهم عن بلدهم لكسب لقمة العيش وتأمين مستقبل أفضل لهم ولأولادهم فحرمهم هذا الابتعاد من أبسط حقوقهم الا وهي اختيار نواب يمثلونهم في بلدهم.

اليوم تغيّر الوضع ولو بشكل خجول، ويتحضّر اللبنانيون ​المغتربون​ لخوض تجربة إختيار نوابهم دون الإضطرار للحضور شخصياً الى لبنان، ولكن رغم ذلك يتوارد ألف سؤال الى الأذهان: "كيف تجري التحضيرات لإتمام عملية الاقتراع، وما هي العوائق التي يمكن مواجهتها؟ والسؤال الأهمّ هل ستتم فعلياً عملية الاقتراع في الخارج أم سيحصل ما يعطّل وينسف المسألة باللحظة الاخيرة"؟.

"لا تختلف عملية الإعداد للإنتخابات النيابية في الخارج عن لبنان، فكما في لبنان كذلك خارجه يحتاج الأمر الى تنقيح لوائح الشطب، والتواصل مع المفاتيح الخاصة بالناخبين الموزعين في العالم". هذا ما يؤكده مصدر مطلع على التحضيرات للعملية الإنتخابية في الخارج لـ"النشرة"، لافتاً الى أن "الماكينات الإنتخابية للأحزاب تعمل في لبنان كما في الاغتراب بنفس الوتيرة وعملها يتركّز على البحث عن الأسماء وتصنيف من تسجّل ليقترع ومن لم يفعل ولأي جهة ينتمي خصوصاً"، مشيراً الى أن "عدد المغتربين الذي تسجلوا للإقتراع في الخارج ليس ضخما ولكنه ليس بقليلٍ أيضاً، ويحتاج الى تحضير من قبل ​الماكينات الانتخابية​ أولا، خصوصا وأن التجربة جديدة وتحتاج الى عمل حثيث من قبل السفارات والقنصليات في الخارج لاتمام عملية الاقتراع".

يؤكد المصدر أن "الاحزاب في الخارج تجري لقاءات مع مرشحيها في الدوائر عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي"، لافتةً في نفس الوقت الى أن "كلّ مرشح يحقّ له بمندوبين في كلّ أقلام الاقتراع في السفارات في الخارج"، مشيراً الى أن "المشكلة الأكبر تكمن في كيفية تسهيل عملية الاقتراع التي ستكون صعبة للغاية إن كانت في السفارات أو القنصليات فقط، وهذه هي الحال حتى الساعة"، متسائلاً "كيف يمكن أن تستوعب سفارة أو قنصلية في بلد واحد آلاف الناخبين المسجلين الوافدين للإقتراع"؟، لافتًا أنه "في حال الازدحام على أبواب السفارات فإننا سنكون أمام نتيجة واحدة وهي توقف قدوم الناخبين للإقتراع أو مغادرتهم دون الإدلاء بصوتهم"، متسائلاً "كيف يمكن تحفيز الناخب على القدوم للإدلاء بصوته في سفارة قد تكون بعيدة عن مكان سكنه ربما أربع أو خمس ساعات كما في السويد مثلاً، حيث تتواجد السفارة في ستوكهولم فيما القسم الأكبر من اللبنانيين يعيش في شمال السويد". هنا يكشف المصدر أن "إقتراحاً قُدّم ويقضي بتوسيع ​مراكز الاقتراع​ لتشمل البلديات في عواصم العالم وربما بعض المدارس اذا لزم الأمر ولكنه لم يصبح أمراً واقعاً بعد، لأنه يحتاج الى موافقة وزارتي الخارجية والداخلية في لبنان والمعنيين بالدول الغربية ليصبح ساري المفعول"، ليبقى السؤال: "هل يمكن تحقيقه"؟.

في المحصلة وعلى بعد أقل من شهر لإقتراع المغتربين في الخارج يبقى السؤال: "هل سيتم إيجاد حلول لكل المشاكل التي طرحت وهل سيتجاوب المغتربون مع الدعوة للإقتراع في أواخر نيسان؟، كلها أسئلة وحدها الايام المقبلة كفيلة بالاجابة عنها".