استغرب النائب في حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​فادي كرم​ تعاطي "​التيار الوطني الحر​" مع "دعواتنا المستمرة لتغليب منطق الدولة في طريقة ادارة الملفات والمؤسسات، على انّها مستفزة له، وآخرها اعلان رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ان عين "القوات" على ​وزارة الطاقة​، من منطلق سعينا لحل ​أزمة الكهرباء​ بشفافية وباطار الخطة التي أقرتها ادارة المناقصات"، مشددا على ان حزبه لم يتعاطَ في يوم من الأيام مع اي ملف من منطلق نظرة سياسية ضيقة بل من خلال نظرة لبناء الدولة والمؤسسات".

واعتبر كرم في حديث لـ"النشرة" ان "التيار الوطني الحر اعتمد في ادارة ملف الكهرباء مقاربة غير شفافة وغير مؤسساتية، من هنا كان الموقف الأخير للدكتور جعجع لكي يستلم حزب "القوات" وزارة الطاقة فيتم النهوض بها والتعامل بشفافية مع كل الملفات المرتبطة فيها، تماما كما هو حاصل مع الوزارات التي يستلمها حاليا وزراء قواتيون".

قف كي أجلس مكانك

وتطرق كرم للعلاقة الحالية بين "القوات" و"الوطني الحر"، لافتا الى ان "الخلاف الاساسي بينهما يتركز على النظرة لادارة شؤون الدولة"، نافيا ان تكون "السجالات الاخيرة مرتبطة بالحشد للانتخابات النيابية او شد العصب، باعتبار ان هذه الخلافات متواصلة منذ فترة".

وأشار كرم الى ان "حزب القوات اتبع بادارته لشؤون الدولة مفهوم العمل المؤسساتي، اما "التيار" فيتعامل مع الملفات من منطلق المزرعة وعلى اساس قف لأجلس مكانك، وهو ليس بالمفهوم الاصلاحي الذي توافقنا عليه معهم بوقت سابق على وجوب الالتزام به".

عودة تلاقي

وتناول كرم ملف ​الانتخابات النيابية​ في دائرة الشمال الثالثة، فأشار الى ان تيار "المستقبل" حسم موضوع تحالفاته بهذه الدائرة باعلانه دعم ترشيح النائب نقولا غصن الذي يخوض المعركة على لائحة "التيار الوطني الحر". وقال: "انتهى الموضوع عندما اتخذوا قرار ضم نقولا للائحة العونية، اما نحن فقد شكلنا لائحتنا المتجانسة والتي تعبّر بمكوناتها عن نبض واستمرارية ثورة الأرز".

وتحدث كرم عن "عودة تلاقي القوى السيادية" من خلال اللقاء الذي جمع مؤخرا الدكتور جعجع برئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ على هامش افتتاح جادة باسم العاهل السعودي.

الكرة في ملعبنا!

وردا على سؤال عن مؤتمر "سيدر"، شدد كرم على ان "نجاح المؤتمر او فشله، مرتبط بالخطوات الاصلاحية التي سوف نتخذها كلبنانيين، وبالتالي فان الكرة في ملعبنا. فاذا كنا جديين بعملية الاصلاح، فان المؤتمرات الداعمة للبنان وآخرها "سيدر" ستشكل عاملا اساسيا لجذب الاستثمارات، اما اذا استمرينا نتعاطى معها كأوكسيجن للفساد والهدر، فذلك يعني ان الديون ستتراكم وأن مشاكلنا الاقتصادية والمالية ستتفاقم".