أشارت وزيرة التنمية الادارية ​عناية عزالدين​ خلال لقاء سياسي في بلدة طيردبا إلى انه "نلتقي في طيردبا، إحدى القرى المعلقة بالسماء كما قال الرئيس ​نبيه بري​، الشاهدة مع اخواتها القرى الجنوبية على مواجهة الاحتلال ومقاومة العدوان. نلتقي اسرة واحدة وتعود بنا الذاكرة الى عهود مضيئة كانت فيها طيردبا واخواتها عصية على المحتل وكانت وجها مشرقا بالثقافة والعلم والادب ومعلما مضيئا من معالم هذا الجبل، جبل عامل. طيردبا زرعت ابناءها وعلماءها ينشرون رسالة الحرف من الشيخ جعفر مغنية والشيخ موسى والعلامة الشيخ حسين والعلامة الشيخ محمد جواد وغيرهم ممن عرجت بهم الفضائل وطار صيتهم في الآفاق، فتحوا المدارس وكان لهم في الحكمة كلمات. هذه هي قرانا وهذا هو جنوبنا، جنوب الإمام القائد السيد ​موسى الصدر​ الذي ينتمي الى هذه الارض وصار معه الجنوب كعبة الفضل ونجما يضيء على الشرق العربي. كان قبله الجنوب بستانا من غير حارس، نخلة منفردة في فضاء فسيح لا يقف شيء بينها وبين الريح، وصار معه الحصن المنيع والشرف الرفيع والقمر المضيء".

ولفتت إلى ان "هذه الكلمات للمسؤول التنظيمي ل​حركة أمل​، وفي الحقيقة لم أجد أكثر تعبيرا منها عن هذه البلدة العزيزة جارة الرضا لصور و​البازورية​ ومعركة وبلدة الشهداء الكبار وغيرها من البلدات التي قهرت المحتل وخرجت افواج تصنع الامل بغد ومستقبل زاهر واعد. واليوم ومع كل تصريح لاحد اركان حرب العدو ومع كل خرق في الجو والبر والبحر، نزداد قناعة بخياراتنا الاستراتيجية التي اكدتها التجربة العملية المحسوسة والملموسة، التجربة التي عمدت بدماء الشهداء وبالجرحى والعذابات والصمود والتضحيات، بالتمسك بالارض والعودة اليها بعد كل تهجير قسري. هذه التجربة التي ما أوصلتنا يوما لغير المقاومة خيار. لذلك كله سنستمر في حماية خياراتنا بالمشاركة السياسية الفاعلة كي لا نسلم بلدنا الذي لاجله دفعنا كل تلك التضحيات لاطراف تفتقد معنى السيادة والاستقلال، ولكي لا نعود الى زمن التهميش والنسيان ولكي لا يتحكم بقرارنا الوطني اصحاب اللاخيارات الذين تجاهلوا لزمن طويل الاعتداءات على الجنوب وقراه وتركوه لقمة سائغة للاحتلال وحصروا الانماء في مناطق محددة، تاركين الفقر والحرمان يتمدد في ما بقي من مساحة الوطن. لن نعود الى الوراء واليوم وبفعل معادلة المقاومة والتنمية نحن لا ننظر الا الى الامام، الى مزيد من تحصين المعادلات وعلى رأسها معادلة الشعب و​الجيش​ والمقاومة عبر مزيد من النهوض والتنمية والاعتماد والاستفادة من خيرات الوطن، حيث باب جديد ونافذة أمل فتحت للبنان من خلال النفط الذي لا يمكن الاستفادة منه بشكل صحيح ومناسب الا على قاعدتين اثنتين حمايته بالمقاومة من جهة واستثماره برؤية وطنية شاملة تحكمها النزاهة ونظافة الكف من جهة اخرى".

وأضافت انه "صبرنا كثيرا على أداء البعض في السياسات ​الاقتصاد​ية والمالية وذلك كرمى لعيون الاستقرار الداخلي في ظل التحديات وزمن المواجهة مع العدو الاسرائيلي وبعده العدو التكفيري الا ان الواقع الاقتصادي والمالي للبلاد بات خطرا وحساسا مع تراكم الديون وازدياد عجز موازنة الدولة وضعف وارداتها وتقلص فرص العمل لابنائها إذ نرى حملة الشهادات وخريجي الجامعات على ابواب السفارات ونشهد نزيف شبابنا من خلال ​الهجرة​. الشعب يعاني ارتفاع الفاتورة الصحية وعدم القدرة على تأمين التعليم المناسب لابنائهم وتفشي العوز والفقر في كثير من الأسر. الدولة ايضا تعجز عن معالجة القضايا الحياتية الاساسية للمواطنين في البيئة و​النفايات​ والتلوث والكهرباء والنقل. نتج هذا من تراكم السياسات الاقتصادية الخاطئة، وأؤكد مجددا ان صبرنا عليها كان لغاية اسمى وهي حفظ استقرار البلاد في فترات حساسة وحرجة، وما وصلنا اليه اليوم لا مجال معه للنأي بالنفس عن هذه الأوضاع، فيجب ان تتوقف ​سياسة​ الاعتماد على ​القروض​ كأساس في بناء الاقتصاد الوطني. لسنا ضد الاقتراض بالمطلق او الاستفادة من تسهيلات الدول لمساعدة لبنان إلا أننا لسنا مع الاعتماد عليه كمصدر وحيد للنهوض بالمالية العامة، مع العلم أن الكثير من تلك الوعود تبقى حبرا على ورق وشروطها أكثر من مالها. اليوم الدولة مدعوة الى اتخاذ مسار آخر بتعزيز قطاعات الانتاج في الزراعة والصناعة وتأمين تصريف هذا الانتاج بالانفتاح على أسواق جديدة والعمل على وقف الهدر باعتماد سياسات تقشفية و​مكافحة الفساد​ كي لا تبقى خزينة الدولة مثقوبة".

ودعت عزالدين الناس الى "المشاركة الفعالة والحضور الحماسي في العملية الانتخابية، لتوجيه الرسائل للداخل والخارج باننا متمسكون بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كخيار للحماية والردع ومتمسكون بمسار التنمية لانقاذ لبنان من الازمات الاقتصادية، التنمية التي ترتكز على ثرواتنا الطبيعية وإنتاجنا الوطني ويدنا العاملة وكفاءاتنا وطاقاتنا الانسانية".