"يار رب رحمتك"، هي الكلمة التي واكبت يوم الرحمة الالهية الذي كان له طعم خاص هذه السنة في لبنان مع وضع ​تمثال يسوع الرحمة الالهية​ في منطقة غوسطا. بدأ الاحتفال بالقداس الالهي، تلاه مسيرة حُمل خلالها ذخائر البابا يوحنا بولس الثاني، القديسة ماريا فوستينا وغيرهما من القديسين، وصورة ليسوع الرحمة الالهية، وعند وصول المسيرة الى تلة الرحمة استدار التمثال نحو الناس وتصاعد من قلبه شعاعات.

يلفت المرسل اللبناني الاب جان عقيقي الى ان "يوم الرحمة اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني من خلال تطويبه القديسة ماريا فوستينا التي هي رسولة الرحمة وذلك في العام 2000"، مشيرا الى ان "​المسيح​ كان يظهر عليها وبإحدى الظهورات رأت يسوع يرتدي اللباس الابيض، ويبارك بيده اليمنى، ويضع اليد اليسرى على قلبه، الذي كان يخرج منه شعاع مؤلف من لونين: ابيض يرمز للماء الذي خرج من يسوع على الصليب ورحمة الرب واحمر يرمز لفداء البشرية".

ويضيف لـ"النشرة" ان "في هذا اليوم قال يسوع للقديسة ارسميني واكتبي تحت صورتي عبارة "يا يسوع اني اثق بها"، وطلب منها ان يتم تعريف الناس على رحمة الآب".

ويشير الى انه "كمرسلين بدأت فكرة انشاء مزار الرحمة منذ سنتين وباشرنا العمل مع النحات طوني عواد والمهندس المعماري جوزيف عبدالله"، لافتا الى ان "طول التمثال يبلغ 12 مترا والقاعدة التي وُضع عليها 15 مترا، والتمثال رمز ليسوع الرحيم"، مشددا على ان "في جبل الرحمة الارض تصلي وهدفنا ان يقوم ​الانسان​ بفعل توبة على هذه الارض".

بدروه، يؤكد معلم المبتدئين في جمعية المرسلين اللبنانيين ​الموارنة​ الاب جورج سلوم لـ"النشرة" "اننا بحاجة الى رحمة الرب"، مضيفا ان "عيد الرحمة هو دعوة لكل انسان للعودة الى احضان المسيح الذي يغفر خطايانا، ويساعدنا للنهوض وللعيش حقيقة ايماننا المسيحي"، مشددا على "اننا مدعوون لنجدد ثقتنا برحمة الرب ونضع بيده كل خطايانا ونطلب منه الغفران والرحمة لكل انسان".

جبل الرحمة ليس بالمكان العادي، وفي هذا الاطار، يشدد المهندس المعماري جوزيف عبدالله لـ"النشرة" ان "مشروع جبل الرحمة يحمل ابعادا روحانية والاساس الهندسي ان يكون المكان واحة صلاة لكل مؤمن على مختلف ديانته، وتم اختيار هذه الارض لأنها تؤمن هذا الجو من الخشوع".

اليوم تم وضع تمثال يسوع الرحة الالهية، وبعد سنة ستكون تلة الرحمة بما تتضمنه من كنائس للقديسة ماريا فوستينا، البابا يوحنا بولس الثاني و​القديسة تيريزا​ دو كالكوتا، قد صارت جاهزة لتحتضن كل مؤمن يلجأ الى هذه الارض ليلتقي مع الله.