اعتبر الخبير المالي والاقتصادي ​وليد أبو سليمان​ أن "الاحاطة الدولية وهذا الدعم المتجلي ب​القروض​ والهبات اللذين نتجا عن مؤتمر "سيدر"، مهمان جداً للبنان، في ظل الوضع الاقتصادي والمالي المتردي"، لافتا الى أن هذا المؤتمر "بدا ناجحاً كتظاهرة دولية وكنتائج أبرزتها الأرقام المالية التي خلص اليها، ما يدل على أنّ المجتمع الدولي لا يزال يضع ثقته بلبنان".

وتحدث أبو سليمان لـ"النشرة" عن "بصيص أمل لمعالجة التدهور المالي والاقتصادي والعمل على دعم الاستقرار السياسي والأمني كما الاقتصادي". وأوضح أن "حصيلة مؤتمر "سيدر" بلغت حوالي 11,4 مليار دولار، منها 800 مليون دولار بمثابة هبات، فيما المبلغ المتبقي هو عبارة عن قروض ميسّرة ومدعومة".

آلاف فرص العمل نتيجة لـ"سيدر"؟

وشدد أبو سليمان على أن "معظم القروض مشروط بإصلاحات مالية وإدارية يتوجب على الدولة البنانية، كسلطتين تشريعية وتنفيذية التقيد بها للحصول على هذه القروض التي هي بأمس الحاجة اليها لضخّ السيولة في شرايين الاقتصاد وتحفيز النمو".

ورأى أبو سليمان أن "التحدي الأهم هو أمام الحكومة الجديدة التي ستواكب توصيات المؤتمر والتي عليها اتخاذ اجراءات اصلاحية حاسمة كي تحصل على القروض وتمضي في المشاريع الاستثمارية التي من المتوقع أن تخلق آلاف فرص العمل".

تشكيل الحكومة الجديدة

وتطرق أبو سليمان للوضع السياسي–الانتخابي في البلاد، ورد على سؤال عما اذا كانت الخطابات التصعيدية الانتخابية ستنحسر بعد ​الانتخابات​ ام اننا نتجه الى مواجهة سياسية مفتوحة، قائلا: "إنّ التصعيد الحاصل راهناً هو أمر طبيعي تشهده البلاد عشية ​الانتخابات النيابية​، من باب شدّ العصب والتعبئة الجماهيرية"، معتبرا أن "التحدي الكبير يكمن في تشكيل الحكومة ما بعد الانتخابات".

وربط أبو سليمان بين التشنج الحاصل حاليا والذي رجح ان يستمر لمرحلة ما بعد الانتخابات وبين مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة، معتبرا ان "مقاطعة بعض الوزراء المؤتمر الاغترابي يندرج في هذا الاطار". وأضاف: "نخشى من ألاّ يكون التأخير في تأليف الحكومة في مصلحة وصدقية لبنان أمام المجتمع الدولي، كما أن يؤثر سلبا على الوضعين المالي والاقتصادي".