اعتبرت صحيفة "الديلي بيست" الأميركية، أن "الغارة التي شنتها ​الطائرات الإسرائيلية​، فجر الاثنين، على مطار التيفور السوري، كانت بمثابة رسالة للأطراف الفاعلة في دمشق، ​روسيا​ و​إيران​ والرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​"، مشيرةً إلى أن "الطائرات الإسرائيلية عبرت الأجواء ال​لبنان​ية في ​الجنوب​، وأطلقت عدة ​صواريخ​ على قاعدة التيفور في ​محافظة حمص​، حيث ضربت الصواريخ قسماً من ​القاعدة​ التي تستخدمها حصرياً قوات ​الحرس الثوري الإيراني​، وعناصر "​حزب الله​" وهو القسم المخصص لكبار الموظفين ولتخزين الأسلحة الاستراتيجية والطائرات دون طيار المتطورة".

ولفتت إلى ان "الغارة الإسرائيلية على الأرجح لم تكن بتنسيق مع ​وزارة الدفاع الروسية​، وهو بحد ذاته رسالة قوية حول تزايد حدة المخاوف الإسرائيلية من حجم الوجود الإيراني في ​سوريا​، وفشل روسيا الواضح في احتوائه أو الحد منه، ف​القوات​ الروسية تتمركز بمطار التيفور، وتقوم طائراتها في كثير من الأحيان بعمليات من مدارجها، مما يجعل الضربات الإسرائيلية غير المعلنة أكثر جرأة، وتصعيداً خطيراً".

وأشارت إلى أنه "بسبب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على الانسحاب من سوريا، فليس من المهم تذكيره بالتهديد المستمر لبقايا تنظيم "داعش" الارهابي ولكن من المهم أن يعرف بأن احتواء إيران وردعها أمر حاسم للأمن الدولي، ولا يوجد مكان لردع إيران أفضل من سوريا"، لافتةً إلى أن "الحديث عن تراجع دور إيران في سوريا انتهى منذ مدة طويلة، ولكن الاحتواء والردع قد يكونان كل ما تبقى لمنع أن يكون هناك صراع إسرائيلي إيراني مدمر على جبهات متعددة".

وأضافت الصحيفة: "ما جرى في العاشر من شباط الماضي؛ عند إسقاط ​طائرة​ إسرائيلية بنيران من داخل الأراضي السورية، كان بمنزلة اختبار جدي للعلاقة الحساسة والمتزايدة بين الطرفين، ومنذ ذلك الوقت يزداد الأمر توتراً، فإيران تستمر بالتوسع عسكرياً في سوريا، وتحافظ على موقع نفوذها منذ انطلاق ​الثورة السورية​ عام 2011 ولقد نجح الحرس الثوري الإيراني خلال السنوات الأخيرة في إيجاد موقع استراتيجي بسوريا، مقابل إسرائيل، فهناك اليوم 10 قواعد عسكرية مشتركة أو مخصصة للحرس الثوري، بالإضافة إلى 40 موقعاً عسكرياً دائماً في جميع أنحاء البلاد، حيث يقود الحرس الثوري 120 ألف مقاتل من المليشيات، بينهم نحو 25 ألف مقاتل من غير السوريين".

وتابعت: "من منظور ​الأمن​ القومي الإسرائيلي، فإن هذه الحالة لا يجب أن تبقى على الإطلاق، ومع ذلك تبدو خيارات تلك أبيب في ردع أو احتواء إيران ذات مخاطر كبيرة، ومن ضمن ذلك احتمال امتداد الصراع إلى لبنان، وهو أمر سيكون كارثياً ورغم الدعم الكبير الذي قدمته إدارة ترامب لإسرائيل، فإنه من غير الواضح أيضاً ما إذا كانت ​أميركا​ مهتمة بدعم إسرائيل للتعامل بشكل استباقي مع التهديد الإيراني في سوريا، فقد زارت وفود إسرائيلية رفيعة المستوى ​واشنطن​ مراراً وتكراراً؛ أملاً في الحصول على تعهد أميركي بالدعم، لكنها في كل مرة تصاب بخيبة أمل".

وأفادت أنه "لذلك اتجهت إسرائيل إلى روسيا وبوتين لتحقيق التوازن أو احتواء الدور الإيراني المتزايد في سوريا، ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين مقتنعون بأن ​موسكو​ لديها النفوذ اللازم للقيام بذلك، لكن النتائج تحكي قصة مختلفة ويبدو أن إسرائيل انتهزت الفرصة وشنت غارات، فجر الاثنين، على مطار التيفور حيث القوات الإيرانية وأسلحتها، وهو هجوم على ما يبدو كان مخططاً له في غضون المعلومات التي تحدثت عن نية المليشيات التابعة لإيران في سوريا شن هجمات على مناطق الجنوب السوري المتاخمة لإسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أن "التحديات التي تطرقها ​الأزمة السورية​ كثيرة، ولكن التهديد الإيراني غالباً ما يتم تجاهله، وبالنظر للعواقب الاستراتيجية المحتملة، فإن ​الولايات المتحدة​ لديها مصلحة حيوية في التعامل مع هذا التهديد من خلال دعم حليف رئيسي لها، وهي إسرائيل وعلى الولايات المتحدة أن تكثف تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل حول أنشطة إيران الخبيثة في سوريا، بل يجب عليها أن تنضم إلى سلاح الجو الإسرائيلي أثناء تنفيذ عمليات عقابية رادعة على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في دمشق".

وأشارت إلى أنه "يجب على الولايات المتحدة أن توسع بشكل كبير من تصنيفها الإرهابي لمليشيات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات المرتبطة ب​فيلق القدس​ في سوريا، ومعاقبة قادتها وأولئك الذين يسهلون عمليات التمويل".