أعرب وزير الدولة ​الإمارات​ي للشؤون الخارجية ​أنور قرقاش​ عن "أسفه من تحييد ​العالم العربي​ عن جهوده في تسوية ​الأزمة السورية​ وتكثيف دور أطراف غير عربية في المنطقة"، مؤكداً "امتعاضه من أن الاجتماع بخصوص ​سوريا​ الذي عقد في ​أنقرة​ الأسبوع الماضي بين رؤساء ​روسيا​ و​تركيا​ و​إيران​ لم يضم أطرافا سورية وعربية، مشددا على أن ذلك ينعكس على الوضع الحالي في العالم العربي".

وقال: "نعم، ارتكبنا أخطاء استراتيجية، منها مقعد سوريا في ​الجامعة العربية​، لكننا لا نزال نؤكد ألا حل في سوريا سوى الحل السياسي، بانتقال سلمي للسلطة، ونرفض أي حسم عسكري مهما كان نوعه"، معرباً عن "دعم الإمارات للحل السياسي حصرا في سوريا، على أساس مقررات مؤتمر "جنيف-1"، مضيفا أن "سوريا تعرضت لجروح عميقة والخيارات العسكرية ليست الضماد المناسب لها، مع توجيه انتقادات إلى حكومة دمشق بالتعويل على السيناريو العسكري في حسم الصراع".

ولفت قرقاش إلى أن "ثلاثة محاور تتصارع حاليا في العالم العربي"، موضحا أن "أولها إيراني بعده توسعي ونفسه طائفي ويلعب دورا رئيسيا في الملفات العربية والثاني تركي بدعم من ​الإخوان المسلمين​ وقطر بخطاب ديني، والثالث وهو الذي اختارته الإمارات محور عربي وسطي أعمدته الأساسية في مصر و​السعودية​"، محذراً من أن "دول العالم العربي أصبحت خلال العقدين الماضيين، في ظل ضعف النظام العربي، ساحة للتدخل الخارجي ونفوذ دول الجوار، مثل إيران وتركيا و​إسرائيل​، مؤكدا أن ​مجلس التعاون الخليجي​ باق، لأن نجاحه ليس سياسيا فقط بل خلق سوقا مشتركة ضخمة، وهناك مصلحة للشعوب الخليجية تتغلب على الخلافات السياسية".

وأشاد بـ"حملة الإصلاحات التي تشهدها السعودية"، واصفا "التجديد والتحديث في السعودية بـ"أبرز تطورات الساحة الآن، وشدد على ضرورة الالتفات إليه لأنه صوت الاعتدال وهو المخزون الديني الكبير، والرؤية لجيل جديد عربي تجاه المستقبل".