رجّح الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ أن ينفذ الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ضربة عسكرية مشابهة للضربات السابقة في ​سوريا​ مع امكانية ان تكون أكبر بقليل، لافتا الى ان الردع الروسي والايراني يجبران ​الولايات المتحدة​ على عدم توسيع الحرب كي لا تتحول الى حرب عالمية.

واستبعد بقرادوني في حديث لـ"النشرة" ان يكون هناك استعداد أميركي لارسال جنود من المشاة الى سوريا، موضحا ان اي حرب كبيرة تقتضي ارسال المشاة. واضاف:"حتى الرأي العام العالمي غير مستعد أصلا لتحويل ​الأزمة السورية​ لحرب اقليمية او دولية".

واعتبر ان رفع الرئيس الاميركي سقف مواقفه يؤكد ان هناك ضربة مقبلة على سوريا، فهو لن يستطيع ان يستوعب الرأي العام الاميركي في حال العكس. وقال:"لكنني أستبعد ان تصل الامور الى حد مواجهة اميركية–روسية علما ان الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أعطى أوامر بضرب الطيران الاميركي والرد على اي اعتداء على سوريا".

لا تأثيرات على لبنان

ورأى بقرادوني ان هناك توازن قوة ورعب قائم في سوريا يجعل احتمالات ضربة اميركية واسعة مستبعدة، "فلا أتصور أن ​واشنطن​ جاهزة لمواجهة مع ​روسيا​ كما انني استبعد ان تستعدي ​موسكو​ ​اميركا​ لدرجة تجرها الى مواجهة مباشرة". وقال:"لا أعرف الى اي مدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يمون على الرئيس الاميركي دونالد ترامب كي ينفذ بطلب منه ضربة على سوريا، وأعتقد ان العكس عادة صحيح. اما تمويل ​السعودية​ للحرب على سوريا فلن يكون مستجدا بل استكمال للمسار السعودي بعدما مولت ​الرياض​ طوال الفترة الماضية التنظيمات الارهابية التي تحارب في سوريا".

واستبعد بقرادوني ان تؤثر التطورات السورية على الوضع الداخلي في لبنان وعلى ​الانتخابات النيابية​، "الا اذا حصلت حرب اقليمية او مواجهة روسية–اميركية مباشرة". وقال:"الحرب العادية في سوريا والمستمرة منذ 7 سنوات اعتدنا عليها، وقد بقي الوضع الامني ممسوك ومتماسك رغم كل ما يحصل في محيطنا".

لبرنامج واضح يواكب "سيدر"

وتطرق بقرادوني الى نتائج مؤتمر "سيدر"، فأوضح اولا ان القروض التي خرج بها المؤتمر هي بالنهاية ديون وليست هبات، مشددا على وجوب "وضع برنامج واضح للمشاريع التي سيتم تنفيذها من خلال القروض، على ان تضع ​الحكومة اللبنانية​ هذا البرنامج وتحيله الى ​المجلس النيابي​ للموافقة عليه".

وحثّ بقرادوني على وجوب ان يكون هذا البرنامج واضحا تماما وشفافا، لأنه السبيل الوحيد للتصدي لمزيد من الفساد والهدر. وقال:"غير ذلك سنبقى ندور في الدوامة نفسها وستتراكم الديون".