عندما اطلقت ميريام طوق سكاف شعار "أنا مش لوحدي"، كانت تحاول استعطاف اهالي زحلة، لكسب أصواتهم. فجأة بدت "الست المتسلّطة" كما يصفها بعض ابناء زحلة، تسعى لكسب ود الزحليين، وكسر الصورة النمطيّة التي سادت في أوساط عروس ​البقاع​ عن أرملة النائب السابق ​ايلي سكاف​. أظهرت طوق قدرة على المتابعة بنشاط ظاهر، لكن معظم المحيطين تاريخيا بآل سكاف في زحلة، هجروا ​الكتلة الشعبية​ تدريجيا. بعضهم لم ينسجم مع أسلوب عمل "الست ميريام"، وبعضهم لم يرَ فيها زعيمة لعاصمة الكثلكة. يستحضر الزحليون صورة النائب الراحل وقدرته على لمّ الشمل وكسب ودّ واحترام الناس، وخدماته المفتوحة في الوزارات والادارات. ماذا بقي لبيت سكاف الآن من تلك المزايا؟ يسأل الزحليون: هل تقدر ميريام طوق على القيام بما تحمّله سكاف في مسيرته السياسية والشعبية؟ الفارق كبير. صلابة الزوجة لم تترجم ايجابا في القدرة على تلبية طموحات المناصرين لآل سكاف. يريد الزحليون بيتا مفتوحا، وزعامة مقتدرة من قلب مدينتهم، لم يجدوها حتى الآن في ميريام طوق سكاف. تحاول بجدّ، لكن المواطنين يراكمون فشلها، فقط يسجّلون لها الشجاعة في الاقدام وقبول التحدي. وحده لا يكفي. لا تكفي الشعارات فقط، ولا الخطابات المكتوبة لاثارة الجماهير، مع ما تتضمنه من عثرات بالجملة في كل مناسبة.

عندما حضرت "السيدة ميريام" الى ​قب الياس​ منذ أسابيع لحضور حفل تكريمي شارك فيه عدة مرشحين، لاحظت عدم الاهتمام بوجودها "كما ينبغي". بعض الحاضرين استعاد مشهد دخول ​الياس سكاف​ الى قبّ الياس نفسها، حيث كانت الجماهير تتجمع حول البيك. ما الذي تغيّر؟ هل تصارع ميريام طوق لابقاء "الكتلة الشعبية" على قيد الحياة؟ الانتخابات بالنسبة اليها هي أداة القياس الشعبي. حتى الآن، تخفق "الست ميريام". تتّكئ على المظهر، على حساب المضمون. لكن الزحليين يريدون زعامة كاثوليكية تحفظ حقوقهم السياسية والادارية. كانوا يرون في آل سكاف الأمان، هربا من التموضعات الحزبية. لم يبق أمامهم الاّ النائب ​نقولا فتوش​ الذي رفع شعارا: زحلاوي أبًّا عن جد. حاكى هذا الشعار أهالي زحلة. ربما قصد التصويب على ميريام طوق(من بشرّي)، وصوّب على مرشح ​القوات​ ​جورج عقيص​ الذي هو من خارج المدينة، وكذلك مرشح التيار "الوطني الحر" ​ميشال ضاهر​ من ​الفرزل​. المرشحون الثلاثة يتصارعون على تمثيل الكاثوليك في زحلة. فهل يعطي الزحليّون أصواتهم لمرشحين كاثوليك: فتوش وميشال سكاف؟

لم يستسغ الزحليون مظهر الاستعطاف الذي يسبق كلام رئيسة "الكتلة الشعبية". عندما أطلقت اللائحة في الاسابيع الماضية، لمس الزحليون غياب أهل المدينة عن الاحتفال. معظم الحاضرين أتوا من قرى بقاعية لمؤازرة مرشحيهم على لائحة "الكتلة الشعبية". ثم جاءت اطلالة ميريام طوق سكاف في برنامج ترفيهي منذ أيام، وقعت فيه رئيسة "الكتلة الشعبية" في أكثر من مطبّ. لم تكن تنظر خلال حديثها الى المذيع، ولا الى الحاضرين، بل أشاحت بنظرها نحو السقف معظم وقت الحلقة. هذا دليل ارباك، وضعف. لا يهم كل ذلك، ولا مشهد تعثرها في الكلام في ​سعدنايل​ بين أرعى وأرعي، في صورة هزلية جدا. لكن الزحليين خاب ظنهم بها عندما اعترفت انها حاولت الالتحاق بلائحة "المستقبل"، لكن رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ لم يجاوب على اتصالاتها الهاتفية. سأل زحليون: متى كان "بيت سكاف" يستجدون مقعدا أو الالتحاق بلائحة؟ كانت القوى السياسية ترابط في بيت سكاف ليلا نهارا، للانضمام الى لائحته. كان الفوز مضمونا سلفا. كان المواطنون يهنّئون مسبقا كل مرشح على لائحة "الكتلة الشعبية". تغيّرت المعايير، وتبدّل وهج التعامل الشعبي الزحلي مع البيت ذاته بعد رحيل "البيك"، وبعد تزعم ميريام طوق آل سكاف، فخرج منهم متمرد من نسيج آل سكاف هو ميشال ابن عم "البيك الراحل". يتميّز عن ميريام انه "ليس مستوردا" من خارج العائلة ولا من خارج زحلة"، كما يقول مناصرون له. لمست ميريام طوق قدرة ميشال سكاف خلال حفل عشاء أقامته للعائلة منذ أسابيع، كان الحضور فيه خجولا، والتفاعل ضعيفا، رغم محاولة رئيسة "الكتلة الشعبية" استنهاض العائلة.