اعتبر الوزير السابق ​سجعان قزي​ ان حصول ضربة من قبل ​الولايات المتحدة الأميركية​ أو ​التحالف الدولي​، لا يزال أمرا واردا وان تأخر حصوله، من منطلق ان الموقف الدولي واضح لجهة انّه سيكون هناك تحرك عسكري في حال استخدام ​السلاح الكيميائي​، لافتا الى انّه "واما قد ظهر ذلك جليا في دوما، يبقى تحديد الفريق الذي استخدمه، علما ان المعطيات الغربية تفيد بأن قوات النظام من فعلها، ما سيستدعي تنفيذ التحالف تهديداته بوقت قريب".

ورجّح قزي في حديث لـ"النشرة" أن تكون الضربة، بحسب المعطيات، "أكبر من تلك التي تم توجيهها العام الماضي الى مطار الشعيرات، على أن تشمل أهدافا قد تكون جديدة ولم يُحكى عنها". وقال: "أما ما يؤخرها، فعدة اسباب، أبرزها سعي ​واشنطن​ للاحتفاظ بعامل المفاجأة، وهو سلاح مهم في أي معركة، أضف أن التحالف لا يريد ان تطال الضربة ​القوات​ الروسية في ​سوريا​ وهو حريص على عدم حصول رد روسي يجعل من الضربة المحدودة حربا مفتوحة، باعتبار انه في الحروب يمكن السيطرة على الطلقة الأولى ولكن ليس الطلقات التي تليها".

ضربة لتأديب النظام

واستبعد قزي تماما أن "تؤدي الضربة المرتقبة الى تغيير موازين القوى في سوريا، أو الى سقوط النظام، باعتبار ان الغرب لم يجد بعد بديلا عنه"، معتبرا ان الضربة "لن تؤدي ايضا لانسحاب القوات الايرانية او الى اي تعديل بالوجود الروسي". وقال: "هي ستهدف لتأديب النظام ولن تغير في واقع الازمة، وهذا أمر سيء لانه يعني المزيد من الضحايا والدمار دون تغيير يُذكر في الوضع المستمر في سوريا منذ العام 2011".

واستهجن قزي تعاطي القوى الدولية مع الملف السوري على اساس ان القتل مسموح بالأسلحة التقليدية وغير مسموح بالسلاح غير التقليدي، واصفا ذلك بـ"قمة الخبث".

تطمينات مشروطة

وأكد قزي أن ​لبنان​ "تلقى في الأيام القليلة الماضية تطمينات دولية حول سلامة أراضيه وبخصوص ان الضربة المرتقبة لن تشمل مواقع ​حزب الله​ و​الحرس الثوري الايراني​ في لبنان، خاصة وان هذه التطورات تأتي غداة انعقاد مؤتمر "سيدر" الذي خصص 11 مليار ​دولار​ كقروض لمشاريع استثمارية للبنان".

وشدد قزي على ان "التطمينات السابق ذكرها مشروطة بعدم تورط اي طرف في لبنان او غير لبنان، قصدت هنا فلسطيني، في الرد على الضربة"، مستبعدا "تدخل حزب الله لأنه يدرك ان دخوله على الخط سيعني دخول ​اسرائيل​ ايضا، وهذا أمر خطير للغاية يهدد الوضع اللبناني والأمان الذي يشعر به الحزب منذ العام 2006".

واعتبر قزي أنّه "طالما لم تتطور الأوضاع في سوريا لتشمل لبنان، فان ​الانتخابات​ ستحصل بشكل طبيعي، ولكن خلاف ذلك، سيكون الاستحقاق النيابي بخطر".

نفس الخمر إنّما بكأس جديد

وردا على سؤال، أشار قزي الى انه يتّبع ​سياسة النأي بالنفس​ عن الانتخابات، حتى انني لم أترشح. وقال: "لكن كما سبق وقلت قبل بدء ​الحملات الانتخابية​ وتشكيل اللوائح، فان هذا القانون ليس جيدا للبنان، رغم كل ما كانوا يقولونه عن انه أفضل قانون لانه أدخل البلاد عالم النسبية كأننا اكتشفنا ​القمر​". وأضاف: "اما اليوم فباتت الخلافات بين الحلفاء وأعضاء اللائحة بعدما سقطت المعايير والمبادىء في عملية تأليف اللوائح".

وأسف قزي "لكون معيار المصالح الشخصية هو المسيطر، ما يؤكد على وجوب تعديل هذا القانون فور انتهاء العملية الانتخابية". وخلص الى القول: "هذا القانون لن يغير بالوضع القائم. كل ما سيتغير بعض الاسماء لكنها تنتمي بالنهاية لنفس أطراف الطبقة الحالية، كمّن غيّر الكأس من دون أن يغيّر الخمر الذي فيه".