اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن " العالم يقف منذ أيام على رؤوس أصابعه بانتظار المجابهة الكبرى على الأرض السورية بين ​الولايات المتحدة​ وبعض الدول الغربية من جهة، وبين ​روسيا​ و​إيران​ و​النظام السوري​ من جهة أخرى، في حال نفذ الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ تهديده بقصف ​سوريا​ بالصواريخ على خلفية اتهام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في منطقة دوما ب​الغوطة الشرقية​".

ولفتت الى أنه "بين تحميل النظام السوري مسؤولية "كيماوي دوما" وتدفيعه الثمن، وبين نفي ​موسكو​ ودمشق استخدام هذا السلاح، ونفي امتلاكه، فإن ما تبدي من تطورات خلال الساعات القليلة الماضية يظهر أن قرار المواجهة صعب وخطر؛ لأن لا أحد لديه القدرة على تحمل التداعيات رغم هذا الاستنفار العسكري والسياسي، الذي بلغ حد قطع الأنفاس، وكأن الصواريخ "الذكية"، التي هدد بها ترامب روسيا ودعاها للاستعداد لها، باتت تحلق في الأجواء متجهة إلى أهدافها"، مضيفة: "لا شك أن الوضع خطر؛ لكن اتخاذ قرار بدء الحرب ليس هيناً؛ فالمواجهة ليست بين سوريا و​أميركا​؛ بل بين روسيا وأميركا، ونتائجها تحدد دور البلدين ليس في المنطقة وحسب، إنما في العالم، وكذلك موقعهما في النظام العالمي، الذي تسعى روسيا و​الصين​ لأن تكونا شريكين فيه إلى جانب الولايات المتحدة التي تحاول الاستفراد فيه؛ لذلك من الصعب الاعتقاد بأن روسيا سوف تسمح بهزيمتها على الأرض السورية؛ لأن هذا يعني نهاية دورها، و​واشنطن​ لا شك تدرك ذلك".

واضافت: "وسط قرقعة السلاح، كان هناك عقلاء في كل من واشنطن وموسكو يقدرون الموقف وخطورته، ويعملون على كبح محاولات الانزلاق إلى هاوية غير معروفة النتائج، ولو كانت واشنطن تدرك أنه لا تداعيات لضربة صاروخية على سوريا، أو أنها ستكون تداعيات محسوبة النتائج، فإنها كانت ستقوم بها من دون إعلان مسبق عنها"، لافتة الى أن "إعلان الرئيس الأميركي ترامب عن أنه لم يحدد موعد الضربة، وأنه لم يقل قط "متى سيشن هجوماً على سوريا، قد يكون في وقت قريب جداً، أو غير قريب على الإطلاق"، ثم اختتام اجتماع ​مجلس الأمن​ القومي الأمريكي من دون اتخاذ القرار الموعود، وقول روسيا إن الاتصالات لم تنقطع بين رئاسة الأركان الروسية ورئاسة الأركان الأميركية، وأن الخط الساخن يعمل بلا انقطاع خلال الأيام القليلة الماضية، يدل على أن ما يقال في العلن ليس ما يقال وراء الستار، وأن هناك مسعى جدياً للملمة الأزمة وتهدئة الأجواء"، مؤكدة أن "وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دمشق ومباشرة عملها اليوم على مسرح الأحداث في الغوطة؛ حيث وقع الهجوم المفترض سوف يتيح فرصة لالتقاط الأنفاس، إلى حين صدور قرارها بنتائج تحقيقها"، مشددة على أن "الخوف من الحرب أسوأ من الحرب نفسها، ويمكن للمرء أن يكون بطلاً من دون أن يدمر الأرض".