عفوا يسوع، لا تظن أني لا أؤمن بالعجائب. أنت تعرف أنني أؤمن بك وبقدرتك على صنع أي شيء، وبالتالي يصبح إيماني بالمعجزات ثانوياً. لكن الزمن الذي نعيش فيه اليوم كثرت عجائبه وتنوعت، فاختلط علينا التمييز بين المفيد والمنكر، وأصبحنا بحاجة إلى معجزات من نوع آخر.

سمعنا أن الذين صلبوك يفتشون قبرك اليوم للتأكد من عدم وجود النار والنور ليقنعوا الجماهير بمعجزة، أما هم فلم يقتنعوا بعد بمعجزة النور الساطع على قبرك الفارغ، من حيث أشرق نور القيامة. مساكين ما زالوا يطلبون معجزة!.

سمعنا أن الذين آمنوا بك يضيئون الشموع بمعجزة. مساكين ما زالوا يحتاجون إلى معجزة!

أما الذين لم يعرفوا بعد أنك أنت المعجزة، أنك من الله خرجت وإلى الله عدت، معه كنت ومعه تبقى، فهم مساكين ما زالوا يحتاجون إلى عطية الإيمان!.

أما المسكين الأكبر فهو أنا، لأني أجرأ على مخاطبتك وشرح بعض الأمور ناسيا أنك تعلم كل شيء.

على كل حال أرجو أن تكون فهمت قصدي يا يسوع. لا، لا أشك في أنك تفهمني. لكن عدم فهم الكثيرين ممن أوليتَهم رعيتك للقصد الصالح والنية الحسنة يدخلني في تجربة الخوف من أن تكون أنت أيضا لم تفهم قصدي. لا تضحك عليي، خذني على قدري فهمي.

يسوع! من فضلك، نحن اليوم بحاجة إلى معجزات من نوع آخر. أكان نور الشمعة معجزة أم فسفورا، وأكانت الصخرة معلقة بالهواء أم بالفلاء فماذا استفاد بنوك؟ هل استنارت عقولهم وتعلقت بك قلوبهم؟ هل تقدست أرضهم وزال فسادهم؟ هل تحرروا من تقاليدهم البائسة التي أتيتَ لتحررهم منها؟

يسوع! كفانا عجائب بشرية، شبعنا ضرب أجراس وأجيج مآذن، شبعنا دماء ودموع. نريد عجائبك أنت، لتقيم موتانا وتشفي مرضانا وتطرد منا الأرواح الشريرة.

يسوع! من فضلك، اصنع عجائبك وأبعد عنا عجائبنا. نحتاج قلوبا تتعلق بك لا صخورا تتعلق بالهواء. نحتاج نورا منك ينير العقول لا شموعا مضاءة بمعجزة تنطفئ بعد دقائق.

نريد من فضلك إضاءة العقول لتستنير وتوحد القلوب، موحدة التواريخ والأزمان لقيامتك المقدسة. نريد إضاءة العقول لتبتعد عن التخوين والتكفير، فيفهم الجميع أنك خالقهم وأنهم أخوة. نريد استنارة الأذهان ليتحاور ويتحابب بنوك باسمك، ولا يتقاتلون باسمك من بعد.

حرّك بقيامتك الصخور الجاثمة على أبواب قلوب بني البشر.

"أرسل نورك فيتجدد وجه الأرض!".شكرا يسوع!.