اعلنت ​كلية الهندسة​ في ​الجامعة اللبنانية الاميركية​ (LAU) عن بحث جديد في علم هندسة الكومبيوتر يقلب المقاييس المتعارف عليها وينقلها الى مستوى جديد من "الابداع ​الانسان​ي" الغير مسبوق والذي يواكب التطورات في علوم ​الروبوت​ (الانسان الالي) وتفاعل اجهزة الكومبيوتر مع المحيط بما يخدم الانسانية. وتتمثل هذه الخطوة المذهلة وهي الثانية بعد مرحلة اولى العام الفائت، في نظام كومبيوتر يتلقى المعلومات والمعطيات ويعمل على استخراج الاحاسيس والمشاعر الانسانية بواسطة نظام ذكاء اصطناعي يتفاعل مع محاوره، ويهتم بتأليف مقطوعات موسيقية مذهلة ويصعب تميييزها عن الاداء البشري في الموسيقى.

الاعلان​ عن هذا الانجاز جاء خلال ندوة عقدت في قاعة جيلبيرت وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU)، حرم جبيل، برعاية كلية الهندسة ونادي "الذكاء الاصطناعي" في الجامعة، ومشاركة صاحب البحث وخريج كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU)، رالف عبود، الحائز على درجة ممتاز وتهنئة رئيس الجامعة ​جوزف جبرا​، وهو يتابع تخصصه ودراساته العليا في هندسة الكومبيوتر في جامعة اوكسفورد، بإشراف البروفسور المساعد في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الدكتور جو تكلي. وشارك في الندوة المؤلف والموزع والمنتج الموسيقي جان ماري رياشي، المؤلف الموسيقي والاستاذ المقيم في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) جوزف خليفة، والمؤلف الموسيقي ومهندس الكومبيوتر في ​الجامعة الانطونية​ انطوني بوفياض، ومساعد عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الدكتور بربر عاقلة.

الدكتور بربرعاقلة الذي عرض فيلماً قصيراً عن "الروبوت" بعد كلمة ترحيبية رئيسة نادي "الذكاء الاصطناعي" ريتا ابي عقل، بالحضور أشار الى ضرورة عدم تجاهل الذكاء الاصطناعي في عالمنا، واشاد بالبحث الذي انجز تفاعل الكومبيوتر مع احاسيس الموسيقى. وتلاه الموسيقي رياشي عن تجربته الموسيقية واهمية الذكاء والمشاعر الانسانية في تأليف الموسيقة وكتابتها. وعرض الاستاذ جوزف خليفة بدوره، لتجربته في الموسيقى وانها نعمة واحاسيس تتفاعل داخل الانسان، بحيث ان التأليف الموسيقي ليس متاحاً لكل الناس. وهذا ما اشار اليه المهندس انطوني ابو فياض بأن الانسان يحتاج الى موهبة يولد معها. ثم قدم الباحث رالف عبود عرضاً مذهلاً لمسار تطور ابحاثه في الذكاء الاصطناعي والموسيقى وكيفية تطوير هذه الاكتشافات بما يتناسب مع الجهد والابحاث المتواصلة التي يقوم بها وخصوصاً لجهة تفاعل آلة الكومبيوتر مع الاحاسيس الانسانية. ورأى ان البحث يصب في مسار تحويل الكومبيوتر من نظام تعليم الى نظام "تعّلم" بالخبرة والممارسة. ثم تولى البروفسور تكلي اجراء تمرين مباشر مع الحضور لقياس الفارق ما بين الموسيقى الانسانية وتلك التي يقوم الكومبيوتر بتأليفها في محاكاة عملانية وعبر الحواسيب واجهزة التلفون ما بين الجمهور والكومبيوتر الموسيقي.

واوضح تكلي ان البحث يتمحور حول اكتشاف ماهية الموسيقى، وامكان ان يفهم الكومبيوتر الموسيقى والاحاسيس الانسانية المتصلة بها مثل الحزن والفرح والغضب، واشار الى ان البحث هو جزء من جهد علمي كبير على مستوى العالم ككل لفهم افضل لموضوع الذكاء الاصطناعي. فأن يصبح الكمبيوتر مؤلفاً للموسيقى ومعبراً عن الاحاسيس والمشاعر بطريقة مختلفة فهذا انجاز عظيم، وله مفاعيل كثيرة، وصولاً الى تطوير آلية تعامل الآلات وانظمة الروبوت مع الانسان للوصول الى مرحلة فهم الانسان ومشاعره،

وهذا إنجاز علمي غير مسبوق. ويسلط هذا النوع من الابحاث ​الضوء​ على كيفية عمل العقل الانساني وتفاعله مع محيطه وابتكار الافكار .

يذكر ان كلية الهندسة – قسم ​الكهرباء​ والكومبيوتر في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) تهتم بمشاريع عدة لتطوير انظمة ذكية لتحليل ومعالجة البيانات. ويشرح الدكتور تكلي، ان الابحاث وصلت الى مرحلة تطوير الانظمة وهذا انجاز كبير في حد ذاته على مستوى منطقة ​الشرق الاوسط​ حيث يتم نشر نتائج الابحاث في اصدارات عالمية ومجلات مهتمة بالابحاث والتحليل العلمي الرصين على مستوى اهم ​الجامعات​ في العالم.