تأخذ معركة المتن الشمالي الانتخابية طابعاً سياسياً حاداً بين قوى مسيحية تعتبر نفسها مؤثرة ومتجذرة في هذه المنطقة فهي مزيج من قوى حزبية وعائلية ومن احزاب عقائدية وفيها "تكتل" لمرشحين من كبار المتمولين كما فيها تركيز لعائلات ذات توجه اقتصادي ومالي واسع.

وتبلغ حصة منطقة المتن من المقاعد النيابية 8: 4 موارنة ، 2 للروم الأرثوذكس، 1 للروم الكاثوليك، ومقعد للأرمن الأرثوذكس. ويبلغ عدد الناخبين في المنطقة نحو 178 الفا يصوت منهم حوالى 107 الف معظمهم من المسيحيين. وتقدّر نسبة الناخبين المسلمين في دائرة جبل لبنان الثانية بـ6% من مجموع الناخبين يتوزعون ما بين 5398 شيعيا، 3354 سنيا و2458 درزيا.

ورغم كل الترجيحات التي تصدر عن تلك الجهة او تلك فإن المعركة ليست سهلة والنتائج ليست محسومة وفق اوساط متنية. وتؤكد الاوساط ان عوامل دخلت على الخط وابرزها كيفية توزيع الصوت التفضيلي والاصوات المسلمة وكيفية توزيعها. وفي حين يؤكد حزب الله انه سيصوت الى جانب لائحة تحالف التيار والطاشناق والقومي وسيمنح اللائحة اصوات الشيعة الذين "يمون" عليهم لكن حزب الله لم يحسم بعد لمن سيعطي الاصوات التفضيلية. في حين يتردد ان اصوات حركة امل الشيعية ستذهب الى النائب ​ميشال المر​ وبناء على العلاقة التاريخية والتحالفية بين الرئيس المر والرئيس نبيه بري وللرجلين تاريخ طويل مشترك من العمل السياسي والبرلماني والانتخابي.

وفي هذه الخطوة يسجل بري موقف ضد التيار وباسيل كما سيفعل في دائرة عاليه والشوف اذ يؤكد التيار الوطني الحر انه "ممتعض" من تواجد النائب نعمة طعمة شبه اليومي في عين التينة وذلك لتكريس العلاقة بين النائب وليد جنبلاط والرئيس بري والذي تردد اوساطه ان الاصوات الشيعية في الشوف وعاليه ستذهب للائحة النائب وليد جنبلاط ولمرشحيه حصراً "نكاية" بباسيل في حين ان حزب الله سيمنح اصواته الشيعية في عاليه للنائب طلال ارسلان وفي الشوف للوزير السابق وئام وهاب.

وتشير الاوساط المتنية الى ترجيح ان تتوزع الاصوات السنية بين لائحتي القوات والكتائب.

وتؤكد الاوساط ان "حرب المتن" الانتخابية صراع وجود يريد فيه حزب الكتائب ان يؤكد "تجذره" التاريخي فيه من بيار الجميل الجد الى اليوم رغم ان خصومه وحلفاءه والمنتسبون

اليه يؤكدون ان الكتائب اليوم بنزعته الشبابية وبقيادة النائب سامي الجميل اعطى "تمايزاً" لنفسه ليكون قوة معارضة ومتميزة وفعالة بدل ان يكون كما كان في كل الفترة الماضية انه مشارك في السلطة والحكومة بشكل غير فعال او بحقائب غير مؤثرة. وقد يوظف الكتائب هذا الرصيد الشعبي بالتحالف مع بعض الشخصيات المستقلة ولو دارت في فلك 14 آذار في نيل حاصلين انتخابيين، في المقابل يؤكد ابو الياس وفق الاوساط حضوره المتني رغم خوضه الانتخابات وحيداً وسيكون له وللائحته حظوظ كبيرة ولن تقل عن حاصلين انتخابيين وما فوق. اما حزب القوات وهو وفق الاوساط المتنية يخوض المعركة من باب اثبات الوجود والحضور المتني وكقوة مسيحية "مستقلة" عن الكتائب التيار وعن المر ويشير القواتيون الى حاصلين انتخابيين. في المقابل يسعى تحالف التيار الوطني الحر والطاشناق والقومي وحزب الله الى تكريس "الثقل" العوني وللتيار الوطني الحر في المتن وهو يخوض المعركة من باب تكريس "الزعامة" البرتقالية للمتن نيابياً وعلى بعد "امتار" من الرابية.

ويذهب القيمون على هذه اللائحة الى منحى تفاؤلي كبير يوحي بالحفاظ على المقاعد الخمسة للتيار مع حصة الطاشناق مع تكريس الحضور الوازن لكل من النائب ابراهيم كنعان والوزير الياس ابو صعب ورمزية حضورها في رأس "الفائزين" في التيار.

وفي هذه الانتخابات حافظ الطاشناق على سياسته المتبعة بأن يكون دائماً "حليف العهود" وتحالف مع التيار والقومي كما في انتخابات العام 2009 بينما تخلى عن توزيع اصواته بين التيار والمر واعطى الزخم كله لرئيس التيار جبران باسيل.

وتتوقع الاوساط في هذا السياق وجود "معضلة حقيقية" في توزيع الصوت التفضيلي في معظم اللوائح وخصوصاً اللائحة "الحديدية" للتيار الوطني الحر الذي ستشهد وفق الخبراء "تضاربات" بين المرشحين الحلفاء انفسهم الامر الذي يؤكد صعوبة المعركة والمبالغة من كل الاطراف في تحديد "حصتها" الحقيقية وكل ما يصدر من توقعات هو "تقريبي" وليس نهائياً.