أعرب البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، عقب وصوله إلى ​مطار الدوحة​ في قطر، عن "شكره لدولة قطر لتقديمها أرضاً لبناء ​كنيسة مار شربل​ عليها"، مشيراً إلى أنّ "لكون قطر قدّمت أرضاً لبناء كنيسة للقديس شربل عليها، فهذا أمر يشدّد العرى وأواصر العلاقة بين البلدين، فالقديسين يجمعون الناس بعضهم ببعض"، موجّهاً "تحية شكر لأمير قطر الّذي قدّم مساحة من الأرض لبناء كنيسة للموارنة عليها"، لافتاً إلى "أنّه يعرف انّ مار شربل يشدّد روابط الصداقة الكبيرة بين قطر و​لبنان​، وعلينا كلبنانيين أن نوطّد هذه الصداقة سواء في قطر أو في بلدنا الأم".

وحيّا البطريرك الراعي، الجالية اللبنانية، منوّهاً إلى "أنّنا نفتخر بها أينما وجدت. ونشكر هذا البلد المضيف لاستقباله أبناءنا على تنوّعهم، فهم يشعرون وكأنّهم في بلدهم الأم"، مركّزاً على أنّ "لطالما سمعنا انّ اللبنانيين يعملون هنا ويجهدون لتأمين العيش الكريم لهم ولأهلهم في الوطن الأم، ولكنّهم أيضاً وبولائهم لقانون الدولة المضيفة واحترامهم وتطبيقهم له وانخراطهم في المجتمع الّذي يعيشون فيه، يساهمون أيضاً وبشكل كبير بنمو هذه الدولة وازدهارها على الأصعدة كافّة".

واستهلّ البطريرك الراعي زيارته الراعوية إلى دولة قطر بلقاء وزير البلدية والبيئة محمد بن عبد الله الرميحي في مقر الوزارة، في حضور سفير لبنان في قطر حسن نجم. ورحّب الرميحي بالراعي والوفد المرافق، وعرض للوضع الإقتصادي والإجتماعي والبيئي في قطر بلمحة موجزة، مشيراً إلى "تطوّر هذا القطاع بشكل ملحوظ وإلى الإزدهار الّذي حقّقه ولا سيما لجهة بناء المصانع والمعامل والإستفادة من الثروة الحيوانية والمشاريع البيئية والتنموية فيها".

وأكّد الرميحي أنّ "الجالية اللبنانية في قطر الّتي يتراوح عددها بين 25 و30 ألف نسمة، هي جالية فاعلة ومجتهدة وخلاقة"، مثنياً على "ما تقدّمه من جهود في سبيل ازدهار الدولة"، لافتاً إلى أنّ "اليد اللبنانية ساهمت في تطوير عدد كبير من المصانع والمزارع وغيرها في مختلف القطاعات، ما أدّى إلى تطوير مصانعنا وساهم في زيادة انتاجنا وقدم فرص عمل كثيرة وأدخل الحيوية الى مجتمعنا".

بدوره، ركّز الراعي على "أنّنا نشكركم على كلّ التسهيلات الّتي قمتم بها للجالية اللبنانية وللرعية المارونية بشكل خاص، وقد علمنا بعملكم على تذليل الكثير من العقبات. يهمّنا أن يشارك اللبنانيون روحيّاً في هذا البلد تماماً كما يشاركون اقتصاديّاً واجتماعيّاً".

بعدها، زار البطريرك الراعي والوفد المرافق المتحف الإسلامي، يرافقه وزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، حيث جال على مختلف اقسامه التي تجسد التاريخ الإسلامي. وفي هذا السياق ثمّن الوزير الكواري "زيارة البطريرك الراعي الّتي تأتي في إطار تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات الأمر الّذي تحتاج إليه الشعوب كي تعيش بسلام وتآخ".