على الرغم من الأهمية التي تشكلها على المستوى السياسي، لم تظهر حماوة كبيرة بالمعركة الإنتخابية في دائرة ​بعبدا​، التي تضم 6 مقاعد نيابية: 2 شيعة، 3 موارنة، 1 درزي، بالرغم من تعدد القوى والشخصيات الفاعلة.

في هذه الدائرة، هناك نحو 177157 ناخب، بينهم 4163 يقترعون في الخارج، بينما تتنافس 4 لوائح هي: "لائحة الوفاق الوطني"، المدعومة من "​التيار الوطني الحر​" و"​حزب الله​" و"​حركة أمل​" و"​الحزب الديمقراطي اللبناني​"، "لائحة وحدة وانماء بعبدا"، المدعومة من "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" وحزب "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل"، "لائحة سوا لبعبدا"، المدعومة من حزب "الكتائب" وتضم شخصيات من المجتمع المدني، "لائحة ​كلنا وطني​" المدعومة من مجموعات المجتمع المدني.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على الواقع الإنتخابي في هذه الدائرة، عبر "النشرة"، إلى أن المعركة قد تنحصر بين "لائحة الوفاق الوطني" و"لائحة وحدة وانماء بعبدا"، بسبب إنقسام المجتمع المدني على لائحتين، لافتة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى الإختلاف في النظرة إلى "الكتائب"، بين قسم يعتبرها من أحزاب السلطة التي يرفض التحالف معها، وآخر يعتبر أن الحزب بات جزءاً من قوى المعارضة، التي من الضروري التعاون معها.

على الرغم من ذلك، ترى هذه المصادر أن "لائحة كلنا وطني" قد يكون لها الحظ الأكبر من "لائحة سوا لبعبدا"، في تأمين حاصل إنتخابي يؤهلها للفوز بمقعد نيابي، إلا أن هذا الأمر يتطلب منها تقديم خطاب قادر على تشجيع الناخبين غير الحزبيين، الذين لا يذهبون عادة إلى صناديق الإقتراع من أجل التعبير عن آرائهم.

حتى الآن، تُصر القوى الحزبية الفاعلة على حصر المعركة الفعلية بين لائحتين: "الوفاق الوطني" و"وحدة وانماء بعبدا"، مع منح الأرجحية للائحة الأولى، نظراً إلى أنها في العام 2009 نجحت بالفوز في مقاعد الدائرة الست، لكن في ظل قانون الإنتخاب الحالي، الذي يعتمد النظام النسبي، لا يمكن لها تكرار التجربة، حيث بات من المؤكد نجاح اللائحة الثانية في تأمين حاصل إنتخابي، إلا أن السؤال الأساسي، بحسب ما تؤكد المصادر المطلعة، هو حول عدد المقاعد التي ستنالها؟.

وفي حين تشدد هذه المصادر على أن الثنائي الشيعي يضمن، إلى حد بعيد، الفوز بالمقعدين الشيعيين، علي عمار عن "حزب الله" وفادي علامة عن "حركة أمل"، تشير إلى أن "التيار الوطني الحر" يسعى في المقابل إلى ضمان الفوز بالمقاعد المارونية الثلاث، بعد أن يضمن فوز اللائحة بـ5 مقاعد، نتيجة رفع عدد الأصوات التي ستحصدها. إلا أن هذا الأمر دونه مخاطرة كبيرة، لا سيما أن توزيع الأصوات التفضيلية على 3 مرشحين (آلان عون، حكمت ديب، ناجي غاريوس) قد يكون له تداعيات سلبيّة، خصوصاً أن التيار كان يتحدث، خلال عملية تشكيل اللوائح، عن ضمان فوزه بمقعدين، ما يرفع من حظوظ المرشح عن المقعد الدرزي في هذه اللائحة سهيل الأعور، المدعوم من الحزب "الديمقراطي اللبناني"، في حال تأمين اللائحة الفوز بـ4 أو 5 حواصل، خصوصاً أنه يمثل احدى أكبر العائلات الدرزية في بعبدا.

من وجهة نظر المصادر نفسها، تنافس "لائحة وحدة وانماء بعبدا" على مقعدين نيابيين، إلا أن هذا الأمر يتطلب منها النجاح في تشجيع الناخب السني على الإقتراع لصالحها، خصوصاً أن ليس هناك من مقعد سني في هذه الدائرة. وهي تراهن على دور تيار "المستقبل" على هذا الصعيد، لا سيما أنه يدعم المرشح عن المقعد الشيعي صلاح الحركة، لكن في حال عدم حصولها على عدد من الأصوات يؤهلها للفوز بمقعدين، ستكون المنافسة داخل اللائحة نفسها على الأصوات التفضيلية، بين مرشح حزب "القوات اللبنانية" بيار بو عاصي، ومرشح "الحزب التقدمي الإشتراكي" هادي أبو الحسن، مع العلم أن الأول، في هذه الحالة، ستكون حظوظه أكبر.

في المحصلة، المعركة في بعبدا ستكون، في السادس من أيار المقبل، معركة حواصل بالدرجة الأولى، وضمنها معركة على الأصوات التفضيلية داخل كل لائحة، فهل تحصل مفاجأة غير متوقعة؟.