لفت المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في خطبة الجمعة إلى انه "كلما اقتربنا من موعد الاستحقاق الانتخابي ارتفعت وتائر التصعيد في الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي، وازداد منسوب الخروج على الأدبيات السياسية والوطنية، وما نشهده مع الأسف من المواقف والتصاريح، ونلاحظه عبر ​وسائل التواصل الاجتماعي​ يجعلنا نخشى على هذا الاستحقاق الذي يكاد يصبح منصة للسباب والشتائم وتعميق الانقسام، بدل أن نجعله نقطة تحوّل يتلاقى في خلالها اللبنانيون، ويتنافسون في ما بينهم بالطرق والوسائل الحضارية والديمقراطية، وهم منطلقون معاً نحو التأسيس الفعلي لدولة عصرية وحديثة، تلبي رغبات وطموحات اللبنانيين الذين يعيشون أكثر من أزمة اجتماعية ومعيشية، ويعانون أكثر من ظرف، جرّاء تهديم الدولة، وتفشي ​الفساد​، وانعدام الرؤى والمشاريع التي تعيد للبنانيين ولو بعضاً من الأمل بأن المستقبل أمامهم، وبأن الإصلاح آت ولو كره المفسدون والمعطّلون".

وأكّد المفتي قبلان "على أهلنا وناسنا وأبناء بلدنا أن يعيشوا لبنان كقضية سياسية، وأن يتعاملوا مع ​الانتخابات​ النيابية على هذا الأساس، لأن البعض يريد هذا البلد شركة استثمار فيما آخرون يريدونه وطناً ودولة قوية وعيشاً مشتركاً وسلماً أهلياً ومشروع حياة وضمانة لناسه وأهله الذين استرخصوا الدماء في سبيله وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يعود قوياً وصامداً في مواجهة المخاطر وكل التهديدات الإرهابية والصهيونية وكل المحاولات التي تريده أن يبقى مزرعة للتقاسم والمحاصصات. من هنا نحن نراهن على هذه الانتخابات ونعوّل على وعي اللبنانيين الذين سيقترعون بإراداتهم الحرة ووعيهم الكامل لمن يريد لبنان العيش الواحد والسيد المستقل، لا لبنان التابع والرهين والممسوك ب​سياسة​ الولاءات، لأننا شبعنا آلاماً، وآن الأوان كي نثبت للجميع بأننا لم نعد قاصرين، وبأننا قادرون على قلب المعادلة وإثبات ذاتنا من خلال الاختيارات السليمة لمن هم موضع ثقة وأمل ووفاء وأمانة، بعيداً عن الرهانات الخاسرة التي لم تجلب للبنان واللبنانيين سوى المكائد والفتن".