أكد المكتب التربوي في ​التيار الوطني الحر​، في بيان له، أن "أسوأ ما يمكن أن يُقدم عليه تربوي، أي تربوي، هو النكث بوعده، هذا ما حدث اليوم في انتخابات ​رابطة التعليم الأساسي​"، لافتاً الى أنه "انتهت انتخابات رابطة التعليم الأساسي بعد ظهر اليوم بتقاسم كل من مرشح ​تيار المستقبل​ ومرشح ​حركة أمل​ رئاسة الرابطة لمدة سنة ونصف لكل منهما، وذلك خلافاً لوعد قطعه كل من الفريقين بترك رئاسة الرابطة للمسيحيين وذلك إبّان انتخابات ​رابطة التعليم الثانوي​ التي تم الإتفاق بين جميع مكوناتها على إسناد الرئاسة لمرشح حركة أمل الأستاذ نزيه جبّاوي، والذي تعهّد بدوره بإسم الحركة، وأمام جميع الأحزاب، أنه لن يكون هناك أي مرشح للحركة على رئاسة رابطة التعليم الأساسي، ومثله فعل ممثل تيار المستقبل، وذلك احتراماً لمبدأي المداورة والميثاقية".

وأشار الى أن "ما حصل في انتخابات رابطة التعليم الأساسي، ناقض ما تم التعهّد به، ليتضح جليّاً الخبث البعيد كل البعد عن الأصول التربوية"، ذاكراً أنه "بعد ظهر يوم الخميس 19 نيسان اجتمعت رابطة التعليم الأساسي لانتخاب رئيس وأعضاء الرابطة، حصل ترشيح مزدوج لمرشحَي تيار المستقبل وحركة أمل لرئاسة الرابطة بناء على اتفاق مسبق "طُبِخَ" بينهما، لتقاسم ولاية الرئاسة الممتدة لثلاث سنوات، خلافا للوعد الذي قطعه كل من الحزبين خلال انتخابات رابطة التعليم الثانوي. وليقترن نكث الوعد بالموبقات القانونية، برزت مخالفات لا تُعدّ ولا تُحصى في محاضر انتخابات مندوبي فرع جبل لبنان في الرابطة، إن كان لناحية مخالفة النظام الإنتخابي للمندوبين أو لناحية التزوير المعنوي المتعمّد، وهي مخالفات تم تجاهلها مراراً وتكراراً عندما أثارها ممثل التيار خلال الجلسة، لتأخذ، على أي حال، منحاها القانوني التصحيحي في الطعن بها أمام وزير التربية، ولاحقاً أمام ​مجلس شورى الدولة​، من قبل بعض الأساتذة الشرفاء، الذين أبوا القبول بهذه المهزلة".

وتابع المكتب بالقول أنه "أمام هول هذه المخالفات التي لا تعكس الأخلاقيات التربوية بشيء، وأمام الإمعان في ضرب العيش المشترك داخل روابط التعليم، توجّه مرشّح التيار أنطوان الياس لممثلي القوات والكتائب في الرابطة بغية التضامن في التصويت لمنع هذا الإنزلاق الميثاقي الخطير، فما كان من مرشّح القوات إلّا ورفض التصويت لمرشح التيار بحجّة أنه عرض على المسيحيين موقع أمانة الصندوق الذي أغراه، فترشّح ممثل القوات لمنصب أمانة الصندوق ليخسر أمام مرشح ​حزب الله​، وعلى خطى ممثل القوات، فعل كل من ممثل الكتائب والمردة وصوّتا لمرشح تيار المستقبل ليدفنوا معاً، بالتكافل والتضامن مع أمل والمستقبل، مسار العيش المشترك التي لطالما حرصت عليها روابط التعليم"، منوهاً الى أنه "أمام هذا الواقع، أصرّ مرشح التيار الأستاذ أنطوان الياس على ترشيحه لمنصب الرئاسة لتسجيل موقف اعتراضي يؤكد فيه على أحقية المنصب للمسيحيين، رغم معرفته بنتيجة التصويت مسبقاً. وليزيد الطين بلّة، قام المسؤول عن فرز الأصوات بتمزيق آخر ستّ أوراق منها قبل قراءتها، في ضرب واضح لأصول فرز الأصوات، ودون أي اعتبار لأهمية المحضر الذي يقتضي تنظيمه بعد انتهاء الفرز".

وتابع بالقول أن "ما حصل يوم الخميس لا يُصنّف إلا في خانة الخطير والخطير جداً، ويذكّر بأيام الإحتلال السوري الذي كان يتمثّل فيه دمى على أشكال بشر في شتى المواقع، على اسم المسيحيين. والأخطر من كل ذلك، هو رائحة المثالثة التي بدأت تفوح في الروابط التربوية على حساب المواقع ​المسيحية​".

وختم بالقول أنه "يعاهد اللبنانيين عموماً والتربويين خصوصاً أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وأن هكذا ممارسات شاذة لن تمرّ بعد اليوم، وأنه لن يرضى، في عهد استعادة الحقوق، أن تُمسّ ".