أعلنت بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وللسريان الأرثوذكس في بيان حمل توقيع البطريركين ​يوحنا العاشر يازجي​ وأفرام الثاني كريم "اننا اليوم أمام الذكرى الخامسة لاختطاف أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم و​بولس يازجي​. واختطافهما صورة تعكس ولا تختزل ما تعرض ويتعرض له إنسان هذا المشرق. منذ حوالى سبع سنوات اندلعت الأزمة في ​سوريا​ وفي غير مكان وسماها البعض ربيعا وهي أبعد ما تكون عن الربيع. وإلى الآن ندفع ويدفع كثيرون ثمنا باهظا لعبثية حروب ودما طاهرا دفاعا عن أرض ودرءا لإرهاب وتكفير لم نعرفه في ماضينا القريب والبعيد"، مشيراً الى أنه "ترتسم أمامنا اليوم حادثة الخطف الآثم لهاتين القامتين. إن ما يندى له جبين البشرية أمام هذا الحدث هو عدم الاكتراث الذي نرى تجاه هذه القضية. لم تنجح كل الجهود في الحصول حتى ولو على طرف خيط في هذه القضية. وكل هذا يضعنا أمام أسئلة مصيرية وأجوبة مصيرية".

وعقب قداس إلهي على نية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي و​يوحنا ابراهيم​ وسائر المخطوفين، لفت المطرانينيازجي وأفرام الثاني الى أنه "إذا كان المقصود من خطف مطرانينا الإيحاء بأن المسيحيين هم على درجة أدنى من المواطنة فمن هنا، كلمة حقنا قاطعة بأن المسيحيين في سوريا وفي غيرها هم مواطنون أصلاء وهم مكون أساس من مكونات هذه الأوطان". وأشاروا الى أنه "إذا كان المقصود من خطف مطرانينا ترهيب ما يسمى بالأقليات، فجوابنا واضح: نحن نرفض منطق الأقلية والأكثرية وآباؤنا وأبناؤنا كانوا مع غيرهم عماد الوطن و​الجيش​ وشركاء الدم والشهادة مع كل المكونات الأخرى في وجه من حاول ويحاول التطاول على أوطاننا. إذا كان المقصود من الخطف ترهيب المسيحيين بشكل خاص ودفعهم إلى ​الهجرة​، فجوابنا: إن وجودا مسيحيا عريقا لألفي عام ليس له أن تلويه شدة مهما عظمت. ونحن من صلب هذي الأرض ونحن خميرها ومغروسون فيها منذ ألفي عام. إذا كان المقصود من الخطف تقوية النعرة الطائفية وبث روح التكفير تجاه الآخر، فنحن نرى أن هذه الايديولوجيات المتطرفة غريبة عن ماضي وحاضر حضارتنا المشرقية، ونحن كمسيحيين نرى في الآخر محك محبتنا وتقوانا لله ونرى فيه، ونأمل ونثق أن يرى فينا، مبرة مسعاه إلى رحمانيته تعالى".

وأشار المطارنة الى أنه "إذا كان المقصود من الخطف والتغييب الإيحاء بأن هنالك صراعا بين المسلمين والمسيحيين في الشرق، والادعاء أن الشرق مسلم والغرب مسيحي، فنحن هنا لنشهد أن ​المسيحية​ ولدت في الشرق والأحداث الآثمة الأخيرة لم توفر لا كنيسة ولا مسجدا وأن نار الإرهاب لم تفرق شيخا أو كاهنا والمستهدف من وراء كل هذا هو الإنسان المشرقي. وإذا كان التعتيم التام على الملف يهدف لزرع الوجل والرهبة في نفوسنا، فنحن كمسيحيين لنا في صليب ربنا عبرة ومنه نتعلم ألا نهاب قدرا أو محنة. ونحن مغروسون في هذه الأرض كما انغرس فيها يوما ما صليب المسيح فأنبض فجر القيامة".