رأى رئيس "​المركز الكاثوليكي للإعلام​" الأب ​عبدو أبو كسم​ تعليقا على لزيارة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان – ​لوي توران​ الى ​السعودية​ أنه "ليس لدى ​الفاتيكان​ أي سعي لإقامة حوار ديني بالمعنى العقائدي بين المسيحيين والمسلمين، لأن الحوار الديني بهذا المعنى لا يوصل الى أي مكان".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أوضح أبو كسم أن "الفاتيكان يعمل من أجل حوار بين الاديان وليس من أجل حوار ديني، بمعنى أننا نرى ما هي القيم الإنسانية والثقافية والحضارية الموجودة بين ​الديانات​ ونعمل على تعزيزها من أجل بناء ثقافة السلام واللقاء والتقريب بين الشعوب"، مشيراً الى "وجود 3 مرتكزات تحكم اي حوار بين الديانات المختلفة، هي: بناء ثقافة اللقاء، وهو ما قام به الكاردينال توران في السعودية، والبطريرك ​الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ بزيارته الى السعودية منذ أشهر، بناء ثقافة الحوار، وبناء ثقافة السلام"، مشيراً الى أن "الجميع يتّفقون على أن كل الاديان تدعو الى السلام، ونحن ايضاً ندعو الى بناء ثقافة السلام لمواجهة الحروب في منطقة ​الشرق الأوسط​، والتي تشكّل قلقاً لدى قداسة ​البابا​".

وتعليقاً على حديث الكاردينال توران أمام مسؤولي مركز "إعتدال" حول "صدام الجهالات"، لفت الأب أبو كسم الى أن "كلامه يؤكد أن جهل الآخر وعاداته وتقاليده ومفاهيمه، هو الذي يؤدي الى الصراع، بينما معرفة الآخر تمكّن من التحاور معه وتجنّب الصراعات".

وأشار الى أنه "من هذا المنطلق، نقول إن حوار الحضارات والاديان يُرسي جوّاً من الهدوء بالحدّ الأدنى، ويكون ايجابياً دائماً حتى ولو لم يؤدِّ الى النتيجة المطلوبة، لأن مجرّد التلاقي يعني كَسْر حدّة الصراع، إذا كان يوجد أي صراع، رغم اختلاف الوهج السياسي للمتلاقين والمتحاورين، لأن حوار الاديان الذي ننشده لا يصبّ في الخانة السياسية بل يطال القِيَم".