دعا رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ الى جعل المشاركة في الإنتخابات استفتاء للتأكيد على أن ​لبنان​ لا يمكن إلا أن يكون أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك.

وفي الخطاب الذي ألقاه بري في مهرجان "عهد القسم" في ساحة القسم في صور، أشار إلى أن "من خلال الإستحقاق الإنتخابي لن نقبل بجعل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان الى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة".

ولفت إلى أن "هناك اليوم من يحاول أن يسلك الطريق الى محاولة تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح إنتخابيين أحدهم "يبرغت" اليوم في دائرتنا. يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا من حررها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على المشاركة التي يدّعون أنهم يتمتعون بها".

وتوجه بري الى الجنوبيين قائلاً: "نعم لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص".

واستشهد بكلام الرئيس ميشال عون الداعلي نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية، قائلاً "هل يسمع الأقربون خصوصاً". وقال: "نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان"، سائلاً: "أين كانوا عندما هجّرت شرق صيدا؟ ومن أعادها؟"

وشدد على أننا "لن ندفن رؤوسنا في الرمل لتمرير اي مشروع يتصل ب​التوطين​ مقابل حفنة من الدولارات بل مقابل كل دولارات الارض، ونحن سنبقى ندعم ​حق العودة​ للفلسطينيين والسوريين الى ارض وطنهما، نؤكد كذلك رفضنا المسبق لأي شروط سياسية تضعها المؤتمرات الجارية لمنح اية مساعدات".

ونبه إلى أن "​اسرائيل​ تبيت عدواناً ضد لبنان تمهيداً لارجاع بلدنا سنوات الى الوراء وجعله مشوه حرب، وهي اعدت كرة نار ومنظومات حربية عديدة لهذه الغاية"، داعياً الى زيادة الانتباه ورفع درجة التأهب على الصعيد الوطني لرد اي عدوان.

وأكد أن "الثلاثي الماسي المتمثل بجيشنا وشعبنا ومقاومتنا سيتمكنون من رد اي عدوان، وستكون لدينا القدرة دائماً على حماية حدود سيادتنا، ونحن نجدد مطالبتنا ان تشمل مسؤولية الدفاع عن حدودنا ومجالنا الجوي عبر السعي للحصول على منظومات دفاعية لحماية هذا الشعب ولمنع استخدام اجوائنا لممارسة العدوان على اشقائنا".

ودعا الى "اتخاذ كل الخطوات لتشكيل رأي عام دولي يعمل على تحرير مواردنا البحرية من غاز ونفط، ورفض كل تواطؤ داخلي في تأخير استخراج ثرواتنا وتحريرها، والى المسارعة لاقرار انشاء شركة البترول الوطنية والصندوق السيادي وقانون البر، ووضع المراسيم التطبيقية للقوانين النفطية التي اقرها مجلس النواب".

وأضاف: "واثقون من المسؤولية العالية التي تتمتع بها اجهزتنا الامنية ومن تولي جيشنا لمسؤوليات الامن الى جانب الدفاع لحماية اجراء الاستحقاق الانتخابي، ونحن بمناسبة ارتفاع الاصوات متهمة اجهزة الدولة بممارسة ضغوط انتخابية نؤكد على ضرورة تحييد الاجهزة الامنية الوطنية وغيرها عن التدخل في العملية الانتخابية"، مشيراً إلى أنه "في الانتخابات القادمة اعبر عن املنا في ان يكون القانون الانتخابي الجديد بداية لاقرار قانون انتخابي يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة أو على الأكثر خمس دوائر على اساس النسبية الكاملة، او دوائر انتخابية كبرى على اساس النسبية ذلك لأن القانون الحالي اعترفنا أو لم نعترف قسم لبنان الى خمسة عشر لبناناً".

وأشار إلى أن "القانون الحالي شكل نقلة من القانون الاكثري الى القانون النسبي، ونحن ندعو الى جعل المشاركة في هذه الانتخابات استفتاء، للتأكيد ان لبنان من الناقورة الى النهر الكبير الجنوبي لا يمكن الا ان يكون انموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك نقيضاً للتفكك والعنصرية والطائفية، خصوصاً على محاور المقاومة والتاريخ في الجنوب من الناقورة الى العرقوب ومن محور عين ابل، رميش، دبل والقوزح الى القليعة – دير ميماس راشيا، ومن علما الشعب الى سيدة المنطرة في مغدوشة ومرجعيون المدينة التي رفعت اول علم عربي على سراياها تلبية للثورة العربية، وقرى شرق صيدا والزهراني الى رعايا كنائس ومساجد برعشيت وتبنين وصفد والعيشية والقرية ودائماً دائماً صور".

وأضاف: "نعم لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص، نعم أنتم أبناء الأرض التي أنجبت أول مؤسس لبرلمان في المنطقة العربية عام 1919 ابن بلدة الكفير قضاء حاصبيا فارس بك الخوري والذي عيّن عام 1944 قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، عيّن وزيراً للأوقاف الإسلامية من قبل الحكومة السورية واعترض على تعيينه أحد الطائفيين فتصدى له أبناء ونواب دمشق على لسان عبد الحميد الطباع رئيس الكتلة الإسلامية، قال "إننا نؤمن فارس الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا". هذه هي الروح اللبنانية وليس الكلام الذي نسمعه كل يوم".

وشدد على ان "اسرائيل فشلت في تقسيمنا الى طوائف خصوصاً وان الجنوب عامة والمنطقة الحدودية خاصة، تضم خليطاً من كل الطوائف والمذاهب، وقد عاشت حرماناً رسمياً من الامن والامان والتنمية طيلة عهود حتى التحرير، وجل الامر ان بعض الناس وقعوا انذاك في افخاخ اسرائيل، وهناك اليوم من يحاول أن يسلك الطريق الى محاولة تدمير فكرة وتجربة ورسالة لبنان وتدميرها عبر سواح إنتخابيين أحدهم "يبرغت" اليوم في دائرتنا، يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة، نسوا من حررها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على المشاركة التي يدّعون أنهم يتمتعون بها".

ولفت إلى أننا "نلاحظ محاولة البعض اكل الناس (عونطة) ولجولات الطائفية التي تحاول ان تؤلب الناس تحت مزاعم الظلم الاجتماعي او عدم تلبية المطالب، ونردد هنا مع الرئيس ميشال عون بقوله منذ أيام "الفظوا وانبذوا من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن". هل يسمع الأقربون والأبعدون؟ والأقربون خصوصاً هذا الكلام؟".

وأشار إلى أن "احدى منجزاتنا هي حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب، ونحن من خلال الاستحقاق الانتخابي لن نقبل بجعله قربانا للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان الى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة، وليعلموا ان الجنوب خصوصاً كما كل المناطق المحرومة حصنها الامام الصدر بثروة لبنان: الانسان وبالوعي من الفتن. وهذا الكلام، والوقوف مع المقاومة كلام بكلام، بينما القول عكس الفعل أمام الخارج وأمام الدوائر الخارجية، هذا الأمر ما بيمرق علينا".

وتابع: "إني ادعوكم الى تأكيد وحدة صفنا والالتزام بما يصدر عن المصادر الاعلامية للوائحنا والانتخاب لها، ورفع الحاصل الانتخابي واعطاء الصوت التفضيلي لمرشحينا، ونبذ كل محاولات الاثارة والشغب السياسي ومحاولة الايقاع بيننا وبين حلفائنا وشركائنا واصدقائنا الحقيقيين"، لافتاً إلى أننا "نحن الذين نشكل طليعة مجتمع المقاومة في لبنان والمنطقة الذين وقفنا موقف الدفاع عن الوطن عن وحدة الوطن، عن عروبة الوطن، عن قضية الوطن عن قضية فلسطين، نؤكد ان مصلحتنا الكاملة هي في التعاون الكامل لمقاومة الفساد والاحتكار. والكهرباء تضيء أمام الأعشى بل الأعمى من هم الفاسدين المفسدين، ويحاضرون بالعفّة في نفس الوقت، كما اننا في سلوك الطريق الى الانتخابات وبإنتظار الاستحقاق لا نطلق وعوداً في الهواء ولا نرسم مدناً على الرمال ولن نقبل بمحاولات الغاء وشطب الآخرين وتمليك لبنان وجعل حراس بساتينه وتاريخه وجباله وشواطئه رجالاً من الفتن".

ودعا الجميع الى "تحويل الاستحقاق الانتخابي يوم السادس من ايار يــــوم عيـــد الشهداء من اجل لبنان الى عيد مضاف للدخول الى الدولة وادوارها".

وأضاف: "لقد كنا دائما مسؤولين امامكم لا عنكم، والعلاقة في ما بيننا هي يومية لا تنقطع، وانا شخصيا لا اقبل ان تحكم الواسطة وصول الناس الى النائب او ان يعطل الاتصال هاتف مقفل او فرار نواب من نهار الى نهار امام الناس".

ودعا إلى أن نكون "كصف واحد بمواجهة رموز الطائفية السياسية وبمواجهة حيتان ومافيات المال وكل انواع الاحتكارات والفساد: لافتاً إلى أن "استمرارنا في هذه المواجهة المفتوحة للوصول الى بناء دولة القانون، والتأكيد على التزامنا رفع الغطاء عن المرتكبين وعلى ضرورة وضع الضوابط الكفيلة بضمان حرية ممارسة الاجهزة والادارات وضبط احكام الوظائف العامة ومعاييرها، وعلى قيام الادارات المختصة ودائرة المناقصات بفض العروض ورفض محاولة احلال القبول بالعروض بالتراضي، على قيام رقابة مسبقة على عقد النفقات وعلى دعم مهمة اجهزة التفتيش المركزي والمالي ورفع اليد عن القضاء و صولا الى ضمان استقلاليته".

كما دعا الى تنفيذ اتفاق الطائف بشقيه الدستوري والاداري وفق برنامج زمني انطلاقاً من انشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية"، وإلى "صياغة واقرار قانون اللامركزية الادارية"، و"اقرار قوانين ملزمة بشأن مشاركة المرأة والشباب وتمثيلهم في السلطات التنفيذية والتشريعية"، وإلى "التخطيط والعمل لتطبيق العدالة الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتربوية والبيئية والثقافية".

كم جدد رئيس المجلس النيابي الدعوة الى "احياء العمل بوزارة المغتربين والى تجديد انشاء وزارة التصميم والتخطيط.

كما دعا إلى تنظيف مجرى الليطاني، قائلاً: "نريد مشروع القاع – الهرمل مشروع بحيرة اليمونة مشروع اللبوة مشروع عيون ارغش مياه بعلبك"، لافتاً إلى أن المجلس المقبل يجب ان يطلق المشروعات الخاصة بتعزيز الزراعة عبر زيادة المساحات الزراعية المروية.

وأعلن أننا "نريد انقاذ البلد من الطائفيين والانبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان، من الذين يعتبرون الوطن مزرعة وطاولة لتقاسم المغانم، من الذين يدبرون الامور في الليل ويديرونها في الليل، من هؤلاء الطائفيين الذين لا علاقة لهم بمصالح طوائفهم بل يستغلونها لمصالحهم الذاتية والانتخابية"، سائلاً: "اين كانوا عندما هجرت شرق صيدا ومن اعادها؟ اين كانوا عندما احتل الجنوب والشريط الحدودي؟ اين كانوا عندما احتلت رميش البطلة الصامدة التي حولت مع اخواتها الجنوبيات شتلة التبغ الى اقتصاد مقاومة؟ هل هم الذين اقاموا فيها المدارس والجامعات؟"

وأضاف:"من يحرمهم من النواب؟ أصلاً النائب يمثل الامة جمعاء وفقاً للدستور الكلام بكل المقاييس ساقط ولكن، من يطرق الباب لا بد أن يسمع الجواب، سكتت كثيراً وآن الأوان أن لا أسكت بعد الآن، انه لم يبق باب من ابواب الوطن الا ويحاولون خلعه؟ ان هذا الامر ليس مفهوماً باسم الطائفة.. وهو ممجوج طبعاً بإسم الوطن".

وفي الشأن المحلي، دعا مجلس الامن الدولي والقوات الدولية الى "تأكيد الزام اسرائيل بتنفيذ القرار الدولي 1701 ودعم مطالب لبنان بترسيم حدوده البحرية وبالتزام اسرائيل الانسحاب من النقاط الثلاث عشرة على الحدود البرية والعودة الى خط الهدنة للعام 1948، والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر".

في الشأن العربي، أكد على "رفض المحاولات الجارية لمنع المنطقة العربية من اعادة انتاج وحدة اقطارها ومؤسساتها ووحدة شعوبها وارضها، عبر الضغط على ما حققته سوريا والعراق لتحرير مساحات جغرافية بشرية من الارهاب، ومحاولات الضغط على الانتخابات في لبنان والعراق وتبديل بوصلة نتائجها، وزيادة الضغوط بصفة خاصة على الشعب الفلسطيني الشقيق ومحاولات تمرير صفقات مشبوهة على حساب امانيه الوطنية"، مؤكداً على "ضرورة عقد مؤتمر موحد للأخوة الفلسطينيين وفقاً لما تم الإتفاق عليه في بيروت".

وعلى المستوى العالمي والشرق اوسطي، أشار الى أن عقد المؤتمرات بعنوان مكافحة التطرف يحتاج الى تعريف واضح للارهاب وخاصة إرهاب الدولة.