أكد ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ خلال تكريس ​كنيسة مار جرجس​ سلفايا ان "الكنيسة، المبنيّة على الإيمان، والمنتعشة بالمحبّة، هي مجتمع منظّم بامتياز. وهي مثال لكلّ جماعة عائليّة واجتماعيّة ووطنيّة. فالإيمان بالله عنن المسؤول وصاحب السّلطة يستلهم حضوره، ويستنير بكلامه، ويعمل بإرادته. والمحبّة لله تحمل على التفاني في سبيل خدمة الخير العام، الّذي منه خير الجميع وخير كلّ إنسان، وعلى ممارسة العدالة الاجتماعيّة والتوزيعيّة؛ وتسعى إلى توطيد أواصر الوحدة والاتّفاق، وإحلال السّلام وتعزيز إنماء الشّخص البشري والمجتمع".

ولفت الراعي الى أن "الإيمان هو أساس كل جماعة، والمحبّة روحها. من دون الإيمان تنهار الجماعة، مثل البيت من دون أساس. ومن دون المحبّة تتفكّك. ما أحوجنا في ​لبنان​، كجماعة وطنيّة، إلى إيمان وحب لدى المسؤولين السّياسيين المؤتمنين على خير الجماعة وعلى الوطن بأرضه ومؤسّساته وثقافته"، مشيراً الى أنه "لا يمكن الاستغناء عن الله ورسومه وكلامه وشريعته. ولا أحد يستطيع التفلّت منها، بحيث يفعل ما يشاء من دون أيّة شريعة أخلاقيّة تميّز بين الخير والشّر. و هذا هو أساس الأزمات عندنا: تبدأ أزمة سياسيّة بحيث يَفقد العمل السّياسي طبيعته كفن شريف لخدمة الإنسان والخير العام، بواسطة المؤسّسات الدّستوريّة، لينتج عنها أزمة ​اقتصاد​يّة واجتماعيّة ومعيشيّة وأمنيّة".

وأكد ان "بنتيجة هذه الأزمات، تعثّرت روابط الوحدة الوطنيّة، وتشرذمت البلاد وتقسّمت إلى مناطق نفوذ لهذا أو ذاك من الأشخاص السّياسيين والأحزاب، وكأنّنا في حالة اقطاع جديد. فلا بدّ من العمل على بناء الوحدة الدّاخليّة بروح الشركة والمحبّة، ومن حفظ الولاء للوطن أوّلاً وآخرًا. فكما كان يوحنا المعمدان يقول: "عليّ أن أنقص وعلى ​المسيح​ أن ينمو" (يو 3: 30). كذلك على كل لبناني ولبنانيّة، ولا سيّما كل مسؤول سياسي، ان يقول: "عليّ أن أنقص، وعلى لبنان أن ينمو".

وشدد الراعي على "اننا بهذا القول نلتزم كلّنا بحماية لبنان، كيانًا وأرضًا وشعبًا ومؤسّسات، وبإغناء خزينة ماله العام باقتصاد منتج؛ وبمكافحة ​الفساد​ المستشري في الإدارات والسّرقة والرّشوة والهدر والعمولات على المشاريع العامّة. ونلتزم بعدم التّفريط بأرض لبنان بيعًا للغرباء، وبعدم ربط الإقامة والجنسيّة و​التوطين​ بأي تملّك من غير اللبنانيين. ونعمل يدًا واحدة لتسهيل عودة جميع النّازحين السّوريين إلى بلادهم وبيوتهم، حفاظًا على حقوق المواطنة وعلى ثقافتهم الوطنيّة وتاريخهم. ونّا نؤيّد بيان فخامة رئيس الجمهوريّة الرّافض لما جاء في بيان مؤتمر ​بروكسيل​ بشأن النّازحين إلى لبنان".

ولفت الى أننا "نقدّم هذه الذّبيحة الإلهيّة على نيّتكم جميعًا، ونذكر بنوع خاص مرضاكم وموتاكم. ونسأل الله أن ينعم على لبنان بالاستقرار والنّهوض الاقتصادي، وعلى بلدان المنطقة بالسّلام ونهاية الحروب. وليتمجّد كلّ حين الآب والابن والرّوح ​القدس​، الآن وإلى الأبد، آمين".