اعتبر رئيس حركة "النهج" ​حسن يعقوب​ أن المشهد الانتخابي استحضر كل النفاق السياسي ووقاحة اعلان التحالفات المصلحية المتناقضة واستغباء الناس وكأن ​الانتخابات النيابية​ ليست عملية سياسية تاسيسية"، لافتا الى ان "هذا النوع من الانتخاب سيسقط جوهر نظامنا البرلماني والقيم السياسية التي يؤمن بها المواطن الذي يريد اصلاح النظام السياسي"، مرجحا أن يكون تعديل قانون الانتخاب مطلب الجميع حتى المستفيدين.

وذكّر يعقوب في حديث لـ"النشرة" انه كان قد أعلن سحب لائحة "صوتك نهجك" من السباق الانتخابي "لان عملنا السياسي وطني وهادف، ولأن الموقع النيابي وسيلة لتعزيز تحقيق الهدف وهو اولا رفع الحرمان عن ​البقاع​، وهذه رسالة وامانة من المؤسسين الامام الصدر والوالد الشيخ يعقوب، ويزداد ثقلها يوما بعد يوم لان الحرمان الانمائي تحول الى مظلومية سياسية وتهميش كبير واخلال للتوازن". وأضاف: "كما ان عملية الربط بين المقاومة والحرمان امر خطير واصبح الحرمان منصّة ومطيّة لبعض القوى السياسيّة للتصويب على المقاومة".

وعد السيد نصرالله

وأكد يعقوب أن "كل استطلاعات الراي اظهرت تقدمي وتفوقي على الجميع رغم رفضي التحالفات غير المبدئية"، معتبرا ان "الضغط على التحالفات الاخرى كان متوقعا سلفا وكنا على استعداد للمواجهة والفوز، وهذا دليل على ان الهدف ليس المقعد النيابي". وقال: "لكن اعلان ووعد ​السيد حسن نصر الله​ تصديه وتحمله مسؤولية رفع الحرمان عن البقاع واخذه الامر في صدره، دفعني وألزمني التأمل وافساح المجال لتحقيق هذا الوعد والسيد معروف بصدقه وقدرته، ونحن معروفون باهدافنا والتزامنا وتاكيدنا دائما المسؤولية الوطنية والادبية والاخلاقية بعيدا عن حب المناصب والمواقع، رغم معرفتي المسبقة ان الظروف الاقتصادية والمالية القادمة لن تساعد في تحقيق هذا الوعد". وأضاف: "اعرف ان انسحابنا من الانتخابات يحزن الكثير من المحبين والانصار والمؤيدين ويفرح الحاقدين. ويعرف الجميع ان مسؤولية الحرمان تاريخيا يتحملها من استأثر بالسلطة وخدمات الدولة، واجحف بحق هذه المنطقة المعطاءة وجوهر هذا الوعد منبثق من اشكالية تحالفات ​حزب الله​ ووزره سيكون ثقيلا. ونحن مستمرون بنضالنا السياسي ونعد اننا سنكون في مقدمة المواقف الوطنية الاصيلة وستكون حركة النهج في الموقع الصحيح".

مجلس اللوردات الطائفي

وأكد يعقوب أنه ليس حزينا لأنه لن يكون عضوا في ​المجلس النيابي​ القادم، "لاني اسميته مجلس اللوردات الطائفي فهو يضم اكبر تجمع لاصحاب المصارف والاثرياء وتجار السياسة، وسوف تتوسع الهوة بين هذا المجلس والشعب، لان حجم الانفاق الانتخابي واغداق الوعود التي لن تتحقق سوف تثير استياء كبيرا لدى اللبنانيين، وسيكون الهم الاول لاغلب النواب استرجاع اضعاف ما انفقوه، وتشكيل طبقة مخمليّة مترفة بعيدة عن هموم وحاجات الشعب". وقال: "انا اغلى واثمن ما املك سمعتي وسمعة والدي التي لا يمكن ان اضعها في موضع ما سيتعرض له اعضاء مجلس اللوردات الطائفي".

واشار الى ان "الاهم على الاطلاق هو الانقلابات السياسية الكبرى التي سوف تقوم بها القوى التي اعدت وزخرت لتنفيذ ما سوف يطلب منها"، لافتا الى ان "عنوان المرحلة القادمة هو ما اعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان لبنان لن يكون موقع نفوذ لايران على البحر المتوسط، وهذا يعني مواجهة حزب الله مباشرة واستخدام كل الاوراق السياسية الظاهرة والخفيّة في هذا المشروع، وبعض هذه الانقلابات ستكون صادمة جدا ومرحلة البدء بهذا المشروع اقتربت كثيرا، خاصة ان ١٣ ايار موعد افتتاح سفارة واشنطن في القدس".

النزوح السوري​ والمؤامرة!

وتطرق يعقوب لملف النزوح السوري، فاعتبر ان "عنوانه بدأ انسانيا وتحول الى كارثة ترتقي الى درجة المؤامرة، وتبدل استغلال الدول الداعمة للنزوح من محاولة جعله ورقة ضغط سياسية على النظام السوري الى اهداف ديمغرافية طائفية خطيرة وصولا الى ورقة تفاوض رخيصة".

وأكد ان "بيان بروكسيل المرفوض وكثير من المواقف الدولية يدفعنا للتنبّه وايقاف المتاجرة السياسيّة، والخروج من الاستجداء والاستنفاع الرخيص (الشحادة) والوقوف بقوة ضد هذا المشروع". وقال: "كنت اعلنت الحل لهذا الملف، وهو وقف المساعدات للنازحين الذين يحصلون على رواتب ومساعدات وخدمات لا يمكن الحصول عليها في سوريا. واستغربت كيف لم يعلّق احد على اقتراحي، رغم علم الجميع انه الحل الوحيد لكنهم اضعف من ان يتبنّوه لانهم ينفّذون برامج الخارج".