أكدت وزيرة التنمية الادارية ​عناية عز الدين​، في كلمة له خلال لقاء انتخابي نظمته حركة "امل" إقليم جبل عامل ب​قضاء صور​، أن "أيام تفصلنا عن موعد الحضور الشعبي على صناديق الاقتراع، وعلى اساس هذا الحضور يقرر مصير الوطن وموقعه وسياساته الداخلية والخارجية، وهنا سأصارحكم بان المقاربة الاعلامية والسياسية لاوضاع البلاد، والتي كانت تعتمد على الاضاءة على كل ما هو سلبي، اشاع موجة من اليأس في نفوس المواطنين، وبات الناس يشعرون بالعجز امام الواقع السياسي وعدم وجود بصيص لتغيير ايجابي"، لافتةُ الى أن "الأمر الذي كنا شهود عليه عند بدء التحضير لهذه الانتخابات حيث ابدى الكثيرون عدم رغبتهم في المشاركة".

وتابع بالقول "لذلك اتخذت حركة "امل" شعار الامل كرمز لعنوان مشروعها الانتخابي، وهي لم تقدم على ذلك عبثا بل اعتمادا على الايجابيات وفسحات الامل الموجودة، وهي بالمناسبة كانت مصيرية وبناء عليها نحن اليوم نحيا ونعيش"، ذاكرةً أن "هنا اود ان اذكر بعض هذه الايجابيات انطلاقا من اثارها ونتائجها. لقد تمكنا بحضورنا في الدولة، من منع الفتنة في لبنان، وذلك بالاعتماد على ثنائية الحكمة والمقاومة. الحكمة في التعاطي مع الشؤون الداخلية والمقاومة للارهاب والتكفير، تصوروا لو ان ​الارهاب​ تمكن من التوغل والنفوذ الى لبنان. يكفي ان تنظروا الى ما يجري حولنا في دول كبرى، وكيف انها تعاني من الاعمال الارهابية والاقتتال والتشظي، ولعل ابرز ما نراه هو ازمة اللجوء في ​سوريا​ وليبيا و​العراق​. نحن اليوم نعيش آمنين في اوطاننا كراما اعزاء، اليوم ايضا ​الشعب اللبناني​ يستطيع ان يمارس ديموقراطيته ومشاركته عبر ​قانون انتخاب​ي جديد يمثل خطوة الى الامام، ويشارك مغتربوه في هذه الانتخابات، كما اننا في لبنان يمكن لنا الا نساوم على حبة تراب واحدة من ارضنا ولا قطرة ماء واحدة من مياهنا ولا ليترا واحد من نفطنا، لاننا نستند الى ماسية الجيش والشعب والمقاومة".

وتابعت عز الدين بالقول "هذه الانجازات لها دلالات عديدة، وابرزها اننا عندما نتجاوز الاحتلال والارهاب والفتنة ونصنع التحرير والحماية والاستقرار، الن نتمكن من بناء الدولة؟ الدولة القادرة على معالجة شؤون وشجون مواطنيها، وتلبية حاجاتهم الاساسية وحقوقهم الطبيعية في الصحة والبيئة والتربية و​الاقتصاد​ والعيش الكريم والادارة الصحيحة"، منوهةً الى أنه "عندما اتحدث عن الامل، اتحدث ايضا عنكم انتم الجمعيات التي تصدت للعناوين الاجتماعية والثقافية والتربوية والرياضية والبيئية، الجمعيات التي ملأت الكثير من الفراغ الذي خلفه غياب الدولة او تغيبها في منطقتنا. هذه الجمعيات انطلقت بمبادرات ذاتية، واعتمدت على العمل التطوعي بنسبة كبيرة، وكانت احيانا وسيطا داخل المجتمع بين جهات مقتدرة مانحة وجهات محتاجة، وفي احيان اخرى كانت مبتكرة ومبدعة في الكثير من المجالات، واثبتت ان مجتمعنا قادر وبنسبة كبيرة على العمل والانجاز".

كما لفتت الى أن "ان ​البناء​ على الامل يتطلب شروطا، واهم هذه الشروط العمل وفق منطق الشراكة بين مختلف الجهات، كل تجارب العالم الناجحة تؤكد هذا الامر، هناك ضرورة حتمية لارساء وتعزيز الشراكة بين المستويات الرسمية حكومة ومجلسا نيابيا والجهات الفاعلة ذات الصلة بالمجتمع المدني بما فيها المنظمات غير الحكومية ومؤسسات ​القطاع الخاص​ والنقابات والمنظمات النسائية والشبابية والرياضية والكشفية، وذلك للنهوض باوضاع المجتمع. ان وضع اليات لهذه الشراكة وتنظيمها سيحدث بلا ادنى شك نقلة نوعية في العمل العام"، مشددةً على أن "شرط اخر لا بد ان يتوفر وهو تأمين كتلة نيابية اكبر مما هو موجود حاليا في ​المجلس النيابي​ لسبب واحد وهو ان تواجدنا الحالي كان كافيا لضمان عدم فرض سياسات استراتيجية تؤدي الى المس بالقوة الوطنية، لكنها لم تكن كافية لانجاز التغيير الداخلي، وذلك بسبب تفشي الطائفية والمذهبية التي عطلت وتعطل عجلة بناء الدولة".

كما أوضحت أن "هذا القانون يعطي الامل لاختراق الطائفية، لذا ندعوكم للحضور الكثيف وحث الناس والمواطنين كافة ليكونوا في السادس من ايار في اقلام الاقتراع افواجا افواج، وحده حضوركم سيمنحنا الدعم لانجاز قانون انتخاب نسبي على اساس لبنان دائرة واحدة، وهذا ما سيكون طريقنا الى كسر كل الاحتكارات الطائفية ولانجاز تشريع ورقابة ما يعيد مجلس النواب الى دوره المفصلي، من دون ان يحسب للتوازنات الواهمة التي عطلت محاسبة الاختلال في اداء السلطة التنفيذية لانجاز حكومة منبثقة من مجلس نيابي معبر عن الم ووجع الناس. انها الفرصة المتاحة بين يدينا لبناء دولة لا تدعوها تضيع باليأس بل احيوا لبنان بالامل. ونحن على ثقة كاملة بوعيكم وادراككم، لذلك لنكن سويا في الاحد المقبل نصوت للبنان الوطن والدولة الحديثة والقوية".