خلال الساعات القليلة الماضية، إنتهت إنتخابات ال​لبنان​يين المنتشرين في دول العالم بإعلان وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ نسب الإقتراع في كل دولة، وبوصول عدد من الحقائب الدبلوماسية المختومة بالشمع الأحمر والتي تحتوي في داخلها على صناديق إقتراع المنتشرين التي ستفرز مساء السادس من أيار المقبل.

الإنتخابات للبنانيين المنتشرين في دول إنتشارهم، والتي حصلت للمرة الأولى في تاريخ لبنان، لم تنتهِ مشاركتهم في ​الإنتخابات النيابية​ المنتظرة، وبالطرق المعتادة التي إعتمدها المرشحون المتمولون منذ سنوات وسنوات، سيقترع عدد كبير من هؤلاء الأحد المقبل، في الداخل اللبناني، وستشهد حركة الوصول في ​مطار بيروت الدولي​ يومي الخميس والجمعة المقبلين، نشاطاً إستثنائياً للطائرات التي ستقل لبنانيين من الخارج، للإدلاء بأصواتهم، وذلك بعدما دفع مرشحون عنهم ثمن بطاقات السفر الى لبنان، وثمن البطاقات التي سيعودون عبرها الى دول إنتشارهم بعد إنتهاء العملية الإنتخابية.

وفي المعلومات، ستتركز عملية نقل المغتربين الى لبنان على ​الدول العربية​ بشكل أساسي، حيث المسافة قريبة الأمر الذي يجعل كلفة ثمن التذاكر أقل على المرشحين، وفي هذا السياق، تكشف مصادر إغترابية أن مرشحاً عن دائرة كسروان الفتوح-جبيل، جال في الآونة الأخيرة على عدد من الدول العربية حيث التقى ناخبين من أبناء الجالية، ووعد من يريد منهم "قضاء week end الإنتخابات النيابية في لبنان بتأمين عودته ذهاباً وإياباً مقابل الحصول على صوته التفضيلي". وقد أثمرت هذه الجولة بحسب المصادر الإغترابية إتفاقاً بين المرشح المذكور وعدد لا بأس به من الناخبين على إبرام الصفقة المذكورة. مرشح كسرواني آخر، يروي مغتربون لبنانيون أنه أرسل عدداً من مفاتيح ماكينته الإنتخابية الى بعض الدول العربية للتفاوض مع ناخبين من دائرته على الصفقة المذكورة أعلاه، وقد عاد المرسلون بلائحة أسماء الى المرشح المذكور، نجحت المفاوضات مع أصحابها.

ظاهرة نقل المغتربين الى لبنان للإدلاء بأصواتهم لن تقتصر فقط على دائرة كسروان-الفتوح-جبيل، بل يؤكد المتابعون أنها ستنسحب أيضاً على عدد من الدوائر أبرزها دائرة بيروت الثانية ودائرة الشمال الثالثة، التي تضم أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا، حيث تتردد معلومات عن مرشحين يبعثون بملائكتهم الى عدد من الدول لخوض مفاوضات مع ناخبي دائرتهم لنقلهم على نفقتهم الخاصة الى لبنان مقابل التصويت لهم في إستحقاق السادس من أيار. وفي المعلومات أيضاً، هناك لبنانيون طلبوا من المرشحين حجز تذكرة العودة الى بلد إنتشارهم بعد شهر من الإنتخابات النيابية، وذلك بعدما حصلوا من الشركات التي يعملون لديها في الخارج على إجازاتهم السنوية، إذ بهذه العملية يقضون عطلتهم الصيفية في لبنان على حساب المرشحين الى الإنتخابات.

أمام هذا المشهد، تبرز أهمية إقتراع اللبنانيين المنتشرين في دول إنتشارهم حيث يدلون بأصواتهم بعيداً عن كل شكل من أشكال الانبطاح التي ولدت في لبنان للأسف، مع ولادة الإنتخابات النيابية.