وصف نائب رئيس حزب "الكتائب ال​لبنان​ية" الوزير السابق ​سليم الصايغ​ انتخابات المغتربين اللبنانيين بـ"التجربة القيّمة رغم بعض الشوائب"، معتبرا "اننا انتقلنا في هذا المجال من العدم وبالتالي فان الموضوع لا يزال باطار التقييم، وان كانت الدولة على المستوى التقني والتنظيمي أثبتت انها عندما تتخذ قرارا معينا فهي قادرة على تنفيذه".

ورأى الصايغ في حديث لـ"النشرة" أن هناك "سؤالين أساسيين لا يزالان من دون جواب، الأول مرتبط بانخفاض نسبة المغتربين الذين تسجلوا للمشاركة ب​الانتخابات​ النيابية مقارنة بعدد هؤلاء المغتربين، والثاني بنسبة الـ60%، بأفضل الأحوال، والتي تُعتبر ايضا منخفضة باعتبار ان من سجلوا أسماءهم عبروا تلقائيا عن رغبتهم بالمشاركة بعملية الاقتراع، فما الذي حال دون ذلك"؟. وقال: "هناك خلل ما يجب درسه وتصحيحه كي لا يتكرر في الانتخابات المقبلة".

ديمقراطية عرجاء

وأشار الصايغ الى ان "العقبة الأساس التي تواجه الأحزاب والمرشحين الى ​الانتخابات النيابية​، هو ​قانون الانتخاب​، فبالرغم من كون الدولة قامت بواجباتها لجهة شرحه وتفصيله، الا ان انتقاداتنا تطال بشكل أساسي واضعي هذا القانون والذين وافقوا عليه، باعتبار ان لا ايجابيات فيه على الاطلاق، فهو أخذ أسوأ ما في النسبيّة واعتمد أسوأ التقسيمات الادارية". وقال: "تم الزامنا بدوائر هجينة لا تسمح بالسير بأي شيء عصري. فحتى تطبق ​النسبية​ في اي بلد في العالم يجب ان يكون هناك انتظاما وانخراطا حزبيا نفتقده في لبنان باعتبار ان 60% من اللبنانيين لا ينتمون الى أحزاب ويعتبرون أنفسهم من المستقلّين".

وأوضح الصايغ ان "حالة الانتظام الحزبي في لبنان ضعيفة، ما اضطر الأحزاب الى تشكيل لوائح من خلال تجميع شخصيات والقيام بتركيبات معينة ما أدى الى لوائح حيث لا انسجام داخلي بين مكوناتها".

وتحدث عن عقبة أخرى أساسية غير قانون الانتخاب تتمثل بمحدودية صلاحيات هيئة الاشراف على الانتخابات، معتبرا انه وبآداء الهيئة الحالي سيكون هناك نوع من الاستحالة للسير بأيّ ​عملية طعن​. واضاف: "أي ديمقراطية لا تعتمد على الآليات المناسبة للرقابة والمحاسبة، تكون ديمقراطية عرجاء".

معارضة أو موالاة؟

وردا على سؤال عما اذا كان حزب "الكتائب" سيبقى في صفوف المعارضة بعد الانتخابات، اعتبر الصايغ أن من المبكر الحديث عن التموضعات السياسية بعد الانتخابات مشددا على أن المعارضة موقع وليست نهجا. واضاف: "اما نحن فمتمسكون بالنهج الديمقراطي القائم على المساءلة والمحاسبة والحوكمة الصالحة أكنّا في المعارضة أو في الموالاة".

وأوضح الصايغ أن لا امكانية للقول اننا في المعارضة ونعارض سلطة معينة لم تنبثق بعد، رابطا قرار "الكتائب" البقاء في صفوف المعارضة او اللجوء الى الموالاة بشكل ​الحكومة​ المقبلة. وقال: "سننتظر عملية تشكيل هذه الحكومة وعندها نتخذ الموقف المناسب، فليس المعارضة فقط بهدف، المعارضة ما نطمح اليه او ما نقوم به حاليا".